خبر ضيف الرمز المقدس لحماس - معاريف

الساعة 12:01 م|01 مايو 2015

فلسطين اليوم

ضيف الرمز المقدس لحماس - معاريف

بقلم: د. شاؤول برطال

(المضمون: التيار المعتدل في حماس يسعى للاقتراب أكثر من السعودية في تلقي التمويل أو الدعم، ولكن طالما يسيطر ضيف على قيادة الذراع العسكري فليس هنالك توقعات لتغيير السياسة الحالية - المصدر).

بالأمس تبددت الشكوك حول موت محمد ذياب ابراهيم المصري (أبو خالد) المسمى محمد ضيف. ضيف الذي ولد في معسكر اللاجئين خانيونس في قطاع غزة سنة 1965 جُذب منذ صغره إلى الدين و أصبح عضواً في أُطر مختلفة للاخوان المسلمين إلى حين انضمامه لحماس. في مايو 1989 أُدين و حكم لمدة 16 شهراً في السجن بسبب نشاطاته في الجهاز العسكري، مع إقامة كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس انضم للنشاط العسكري و كان تلميذاً للمهندس يحيى عياش حتى موته في 1996.

ضيف الذي كان هو الذي خلف عماد عقل بعد موته في وظيفة قائد الذراع العسكري لحماس في القطاع. و بمرور السنوات و مع نجاح اسرائيل في تصفية القادة العسكريين لحماس بالأساس في الضفة الغربية ازدات أهمية ضيف كمرجعية تنظيمية و مهنية عليا في القيادة العسكرية. بعد تصفية صلاح شحادة في تموز 2002 سوية مع 14 شخص من أبناء عائلته عُيِّن ضيف بصورة رسيمية لرئاسة الذراع العسكري لحماس في الضفة الغربية و القطاع معاً.

لقد جرت 5 محاولات لتصفية ضيف نجا منها جميعا و الأساطير حول شجاعته و حول قدراته الخارقة للتملص من التصفيات الاسرائيلية منحته هالة من الغموض مثل ياسر عرفات في الماضي، المحاولة الأخيرة لتصفيته في 21 آب 2014 في نهاية عملية الجرف الصامد. إن موته كان سيكون عنوان قمة المجد للنشاط الاسرائيلي المضادة و ضربة معنوية قاسية للمنظمة، ولكن ضيف الذي سبق و أصيب إصابة شديدة في محاولات تصفيته السابقة نجح في التملص أيضاً في هذه المرة، مع أنه من الممكن أن يكون قد أصيب. في كل واحدة من حروب غزة ( الرصاص المصبوب، عمود السحاب، و الجف الصامد) بث الضيف خطاب نصر، رسائله كانت بالأساس – التحلي بالصبر أمام جرائم الاحتلال التي تتضمن قتل النساء أو الأطفال أمثال امرأته وولديه في محاولة تصفيته الأخيرة. آخر تسجيلات النصر هذه كان في 29 نموز 2014 و بعد حادث التسلل إلى موقع نحال عوز و الذي قُتل فيه 5 جنود اسرائيليون. الضيف حذر اسرائيل من كارثة و تبجَّح بالنصر العظيم الذي أحرزه مقاتلوا حماس.

الضيف هو شخصية مُجمّعة و موحِّدة في صفوف حماس، تجربته التنظيمية كبيرة في مجال خطف الجنود و تنظيم عمليات استشهادية و التي قُتل فيها مئات الاسرائيليين منذ 1995 منحته تقديراً كبيرا في الشارع الفلسطيني و في تنظيمه. مخططاته العملية و التي تضم إنتاج ذاتي لقاذفات وبناء قدرة إطلاق ذاتية؛ بناء أنفاق للهجوم الاختراق في نفس الوقت لعشرات المخربين من أجل خطف سكان و جنود كرهائن؛ إقاممة ذراع بحري و جوي و إقامة علاقات عمل و تنسيق مع التنظيمات الفلسطينية و حزب الله في الشمال و داعش في سيناء، تنسيق نشاطات شامل يجري أيضاً مع ألوية القدس، الذراع العسكري للجهاد الإسلامي.

مغزى التنسيق القوي بين التنظيمات تتضمن أيضاً التقرب من إيران و الحصول على مساعدة فعّالة منها و ذلك من اجل البناء و التقوي. مقاربة ضيف هذه ليست جديدة و بدايتها كانت في سنوات التسعينيات و لكنها أحياناً تثير عداوات و جدالات داخل حماس فيما يتعلق في صحتها. التيار « المعتدل » في حماس يسعى للتقارب أكثر من السعودية في الحصول على التمويل و الدعم ولكن طالما ضيف يواصل السيطرة على قيادة الذراع العسكري فليس من المتوقع حصول تغيير في السياسة الحالية للذراع العسكري وفي تطوره كجيش مؤسَّس فعلياً بقيادته

لفشل اسرائيل في تصفية ضيف معروضة في مواقع الإنترنت و في صفحات الفيسبوك التابعة لحماس و كأنها شيء رباني. هذا الرجل هو رمز للمقاومة و الرمز لا يموت ولا ينهزم أمام اليهود. إن عدم تصفية ضيف يؤكد في نظر المنظمة الضعف الاسرائيلي و هزيمتها في غزة « إما أن ننتصر أو نموت ميتة الشهداء » هذا هو شعار حماس اليوم وفي الماضي، الأكثر تماثلاً مع ضيف، كقائد للذراع العسكري في كل المواجهات مع اسرائيل في السنوات ال 13 الماضية، و المستعد لمواصلة المواجهة حتى المعركة الأخيرة لتحرير فلسطين.