خبر معضلات ليبرمان والحكومة الجديدة: حريديم، فساد.. وفلسطينيون

الساعة 09:19 ص|01 مايو 2015

فلسطين اليوم

أبرم رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، اتفاقيات ائتلافية مع حزب « كولانو »، برئاسة موشيه كحلون، وكتلة « يهدوت هتوراة » الحريدية، وبات توقيع الاتفاق مع حزب شاس قاب قوسين أو أدنى، وكذلك الاتفاق مع حزب « البيت اليهودي ». ورغم أن تقارير إعلامية تتحدث عن موافقة نتنياهو على بقاء رئيس حزب « يسرائيل بيتينو »، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للخارجية، إلا أن هذا التقارير نفسها تفيد بوجود قطيعة بين نتنياهو وليبرمان.

وأشار محللون إسرائيليون، اليوم الجمعة، إلى أن ليبرمان يواجه معضلات في الانضمام إلى حكومة نتنياهو الجديدة. من جهة، يمنحه نتنياهو صلاحيات واسعة في وزارة الخارجية، ومن جهة ثانية يصعب عليه الموافقة على الاتفاقيات المبرمة مع الحريديم، ومن جهة ثالثة يعتقد ليبرمان أن أي صدام مع نتنياهو يصعد التحقيقات في شبهات فساد ضده وضد قياديين في حزبه.

واعتبرت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة « يديعوت أحرونوت »، سيما كدمون، أن « ليبرمان سيفقد الحق بوجود حزبه »، في حال وافق على الاتفاق الائتلافي بين حزب الليكود وكتلة « يهدوت هتوراة ». إذ أن هذا الاتفاق يلغي قرارات اتخذتها الحكومة السابقة بدعم حزب « يسرائيل بيتينو »، وأبرزها زيادة مخصصات الأولاد، إعادة الميزانيات لطلاب الييشيفوت (المعاهد الدينية اليهودية) في خارج البلاد، وإلغاء بند العقوبات الجنائية على الشبان الحريديم المتهربين من الخدمة العسكرية. والأهم من ذلك تجميد قانون التهود، الذي يسمح بتهود المهاجرين الروس بطرق سهلة وليس على طريقة الحريديم.

وأشار رئيس تحرير صحيفة « معاريف » والمحلل السياسي بن كسبيت، إلى أن الانطباع السائد هو أنه لن يتم توقيع اتفاق بين نتنياهو وليبرمان قريبا، وأنه توجد قطيعة بينها حاليا. ولفت كسبيت أيضا إلى أن موافقة ليبرمان على الانضمام للحكومة بعد الاتفاق مع الحريديم هو أمر إشكالي لدى ناخبي ليبرمان.

وأضاف كسبيت أن « ليبرمان مقتنع بأن نتنياهو أحاك التحقيق ضده عشية الانتخابات. وتعتقد جهات في المؤسسة السياسية أن ليبرمان انضم لنتنياهو عشية انتخابات العام 2013 (عندما تشكلت قائمة »الليكود بيتنا« ) لأنه قدّر أن هذا التحالف سيساعده في إغلاق ملف التحقيق ضده » وهذا ما حدث حينذاك.

وتابع كسبيت أنه « بعد فك هذه الشراكة ( »الليكود بيتنا« ) مباشرة وقرر خوض الانتخابات الأخيرة لوحده، ظهر التحقيق ضد يسرائيل بيتينو » الذي يشتبه قياديون في هذا الحزب، وعلى رأسهم نائبة وزير الداخلية السابقة، فاينا كيرشنباوم، بتلقي وإعطاء رشاوى من المال العام ومن خلال تحويل ميزانيات بصورة غير قانونية. « ويعتقد ليبرمان أن نتنياهو يقف وراء فتح كل التحقيقات »، بحسب كسبيت.

من جهته، كتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة « هآرتس »، يوسي فيرتر، أن ليبرمان سيبقى وزيرا للخارجية، وأن نتنياهو تعهد بمنحه المسؤولية عن المفاوضات مع الفلسطينيين والاتصالات مع الولايات المتحدة.

لكن فيرتر لفت إلى أن نتنياهو يعلم أنه لن تكون هناك أي مفاوضات مع الفلسطينيين خلال ولايته الجديدة. وأضاف المحلل أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالنسبة لنتنياهو هو « مرحوم »، وأن أشخاصا التقوا مع نتنياهو وتجرأوا على ذكر موضوع استئناف المفاوضات، رد عليه برفض شديد « ومحاضرات مطولة حول انعدام جدوى هذا الأمر ».

ورغم أن خطوات ليبرمان القادمة ليست واضحة، لكن التوقعات تشير إلى أنه على الأرجح سيضطر إلى الانضمام إلى الحكومة، وإلا فإنه سينهي حياته السياسية في المعارضة. كذلك يتوقع أن يعمل نتنياهو جاهدا من أجل إقناع ليبرمان بالانضمام، كي لا يشكل حكومة ضيقة جدا، تستند إلى 61 نائبا في الكنيست.