خبر خلافاً لتصريحاتها فإن اسرائيل سُحبت للتدخل في سوريا - معاريف

الساعة 09:47 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

          (المضمون: يبدو أن حزب الله وإيران ضاقوا ذرعاً أو ابتَدؤوا في السأم من السياسة الاسرائيلية التي تنتهك السيادة السورية. وأصبح حزب الله وبموافقة إيران يرد على هذه الهجمات وهذا سيخلق دائرة مفرغة من العنف و التصعيد - المصدر).

          الحدود في هضبة الجولان مع سوريا ما زالت هادئة مع التأكيد على ما زالت. ومع ذلك هنالك دلائل بأنها تزاد حرارةً ولأكثر دقة- يتم تسخينها. الأسبوع الماضي كان واحداً من الأسابع المستعرة إن لم يكن أكثرها استعاراً، منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا قبل 50 شهراً.

لقد بدأ الأمر بتقارير في وسائل الإعلام العربية بتأخير عدة أيام، بأن طائرات سلاح الجو قصفت أهدافاً في سوريا. كانت هذه مرةً أخرى و حسب تلك التقارير مخازن و قوافل نقَلت أو أعدت لنقل سلاح متطور، كما يبدو صواريخ دقيقة من سوريا لحزب الله في لبنان. بعد ذلك جاء الرد. خلية من المسلحين اقتربت من حدود شمال هضبة الجولان في محاولة لتنفيذ كمين ووضع عبوات في أراضي اسرائيل. نقاط المراقبة للجيش الاسرائيلي شخصوها وطائرات سلاح الجو هاجمت وقتلت كل أو جزء من أخضاء الخلية.

لا يوجد شك لدى أجهزة الأمن بأن الأمر يتعلق بمحاولة حزب الله للرد والانتقام للهجوم المنسوب لسلاح الجو. وحتى لو كان أعضاء الخلية هم سكان محليون في إحدى القرى في الجانب السوري من الجولان أو ربما فلسطينيون فإن الموجه كان حزب الله بالتنسيق مع سادته في طهران و بمعرفة الجيش السوري الذي ما زال لديه بعض المواقع في شمال الهضبة وبالأساس في منطقة جبل الشيخ.

منذ أكثر من سنة وحزب الله يحاول أن يقيم بعثة له في هضبة الجولان، بالقرب من الحدود مع اسرائيل ولبنان في المنطقة الواقعة ما بين مزارع شبعا وجبل الشيخ ومنحدراته الجنوبية. هدف هذه العملية هو خلق ميزان ردع مع اسرائيل يُعطي التنظيم مرونة  رد عسكري.  اسرائيل حاولت إحباط ذلك وكذلك إحباط الاستراتيجيو التي تقف خلفه، عندما قتلت كما نُسب لها، في كانون ثاني 2015  وفي هجوم سلاح الجو جنرالاً إيرانياً ومؤسس التنظيم في هضبة الجولان جهاد مُغنية، أثناء قيامهم بجولة  في منطقة القنيطرة. رد حزب الله هذا لاأسبوع يشير إلى أن للتنطيم اللبناني الشيعي ما زال هنالك قدرات في هضبة الجولان، في أواخر الأسبوع أُطلقت سفارات إنذار في جزء من مستوطنات الهضبة وسُمعت أصداء سقوط قذائف. في نهاية الأمر اتضح أنه تم إطلاق قذائف مدفعية سقطت في بساتين عين زيوان. ليس من الواضح فيما إذا كانت تلك قذائف أُطلقت باستهتار أو محاولة أخرى للمس باسرائيل و إن كان الأمر كذلك من قام بها.

الوضع في الجانب السوري معقد و يقتضي من القيادة الاسرائيلية قدرة مناورة و إظهار مسؤولية. في المنطقة تعمل جهات كثيرة تحارب الواحدة منها الأخرى و لكنهم يتعاونون، على سبيل المثال القاعدة وداعش يقاتلون الواحد منهم الآخر في سوريا ويتعاونون ضد حزب الله في الحدود السورية اللبنانية. في حدود اسرائيل- سوريا هنالك حضور للجيش السوري و لمستشارين ايرانيين ولحزب الله ولمنظمات متمردة بشتى أنواعها: مليشيات سكان القرى، جيش سوريا الحر، القاعدة ( جبهة النصرة) التي تسيطر على معظم خط الحدود وكذلك بوادر أولية لتواجد داعش. السياسة التي حددها وزير الدفاع تقول أن اسرائيل لن تتدخل في الحرب الأهلية و لكنها ستحافظ على مصالحها: الحفاظ على الهدوء على الحدود وإحباط نقل سلاح متطور، أي الصواريخ الدقيقة، من سوريا إلى حزب الله. من أجل تطبيق هذه السياسة تحاول اسرائيل الحفاظ على علاقات جيرة جيدة مع جبهة النصرة، وعدم الرد على الإطلاق المستهتر و المهاجمة- كما نسب لها- طالما يوجد لديها معلومات استخباراتية محدَّثة و في متناول اليد وقدرة تنفيذية على نقل السلاح.

ولكن يبدو أن حزب الله و إيران قد ملَّ أو ابتدأ في الملل من السياسات الاسرائيلية التي تنتهك من حين لآخر السيادة السورية. حزب الله و بمصادقة ايرانية يرد على هجمات كهذه حتى لو كان مستوى الرد ما زال منخفضاً. في اسرائيل ما زالوا يقدرون أن حزب الله وايران و بالتأكيد النظام المتضعضع لبشار الأسد غير معنيين بمواجهة مع اسرائيل. أيضاً اسرائيل تريد المحافظة على الهدوء و لكن حسب شروطها الني تحاول إملاءها على الأطراف العاملة في سوريا. الخطر يتمثل في أن سياسة المبادرة العسكرية المنسوبة لاسرائيل والتي رويداً رويداً يتم سحبها خلافاً لتصريحاتها للتدخل في سوريا، من شأنها أن تحدث دائرة مفرغة من العنف و التصعيد: عمل رد عمل والذي سيخرج عن السيطرة.