خبر عفن قومي أعلى - هارتس

الساعة 09:44 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ايريس لعال

          (المضمون: المكانة الدستورية للحق في تقرير المصير القومي للشعب اليهودي توشك على ان تتغلب على قيمة المساواة، وتنز رائحة عفن قومي اعلى. من هنا يجب أن نفهم قلق عودة - المصدر).

          كعضو كنيست سابق قرر موشيه آرنس الترحيب بعضو الكنيست الوافد ايمن عودة (« هآرتس » 28/4) وبنفس الفرصة اعطاء علامات لبعض من تصريحاته. فقد أثنى آرنس على عودة في أنه فهم بان مغادرة قاعة الكنيست عند انشاد النشيد القومي من شأنه ان تفسر كعدم احترام للدولة، ولكنه وجد صعوبة في أن يفهم لماذا يمكن للتشريع النشط في اثناء ولاية بنيامين نتنياهو السابقة ان يفسر كعدم احترام لعودة، وثار على أن عودة تجرأ على تسميته بالعنصرية.

          من يريد أن يدعي، مثلما فعل آرنس، بان العنصرية هي حصريا طريقة لتصنيف وترتيب الناس على أساس مزاياهم البيولوجية، وان هذه النظرية ادت الى بناء غرف الغاز، يعاني من التبسيط في افضل الاحوال، ويظهر، مثلما كتب آرنس عن عودة، « عدم فهم يبعث على النفور، بل وربما مقصود، لمعنى تعبير العنصرية »، في اسوأ الاحوال. فالاستقامة الثقافية، التي تتميز بها بشكل عام كتابات آرنس، تستدعي فحص العنصرية ليس فقط حسب الموقف الايديولوجي البنيوي فيها – أي، طريقة التمييز المراتبي بين الاعراق – بل وايضا حسب المعايير الثقافية التي تقرر ما هي « المراتبية » وما هو « العرق ».

          فعودة لا يبدي فقط حساسية شديدة أكثر من حساسية النواب اليهود تجاه مقر البرلمان ورموزه، بل ويظهر ايض فهما عميقا أكثر من آرنس بقوله انه « يبدو أن اليهود لا يشعرون بالاغلبية... فعندما تكون أغلبية تشعر بانها اقلية وهي قوية ولكنها تشعر بانها ضعيفة ومهددة، فاننا ندفع الثمن ». في هذه الاقوال الواعية يشير عودة الى تجربة وطنية مفعمة بجنون الاضطهاد، زرعها الزعماء وانغرست جيدا في الوعي الجماهيري، ومن خلالها فقط يمكن فهم تصريحات نتنياهو عن المقترعين العرب في يوم الانتخابات والمنفعة الشديدة التي جلبوها له.

          في كل الاحوال، لا يمكن التعاطي مع قانون « مادة التغلب » التي يعتزم نتنياهو تشريعها، وكأنها تستهدف صالح مواطني الدولة العرب. فهدف نتنياهو هو السماح للكنيست بان تشرع مرة اخرى القانون، الذي ضت المحكمة العليا بانه ليس دستوريا ويقف في خلاف مع القانون الاساس: كرامة الانسان وحريته، لكونه يتناقض ومبادىء المساواة، وعنصري.

          من هذا يمكن أن نفهم لماذا هو القانون القريب على نحو خاص من قلب آييلت شكيد، التي كانت واحدة من واضعي مشروع القانون الاساس: القومية. مشروع القانون الذي قال عنه المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين: « في مشروع القانون يوجد تغيير حقيقي للمبادىء الاساس للقانون الدستوري... وفيه ما يجعل الطابع الديمقراطي للدولة ضحلا ».

          كلمات « ضحلا » و « الطابع الديمقراطي » واضحة، وكذا ايضا حماسة النواب كشكيد وزئيف الكين لتهيئة التربة للتشريع المستقبلي الذي يسمح بالتمييز ضد الاقليات. ان المكانة الدستورية للحق في تقرير المصير القومي للشعب اليهودي توشك على ان تتغلب على قيمة المساواة، وتنز رائحة عفن قومي اعلى. من هنا يجب أن نفهم قلق عودة.

          في ضوء كل هذا، ليس مفهوما لي لماذا يثير ذكر كلمة « عنصرية » على لسان عودة هذا القدر الكبير من الحفيظة لدى آرنس. إذ أن آرنس يعرف ايضا بانه اذا مر كل شيء بسلام – وقانون « مادة التغلب » تستهدف التأكد من أن هذا ما سيحصل – فان الطريق الى التشريع التمييزي سلس. وعندها لا يمكن لاي تعليم للعربية من الصف الاول، الذي يقترحه عودة ويراه آرنس بشكل ايجابي بالذات، ان يجدي أحدا.