خبر العهد الجديد - يديعوت

الساعة 09:41 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي شاين

          (المضمون: على ضوء الجذور المشتركة بين المسيحية واليهودية، وعلى ضوء وجود عدو مشترك يجب اعطاء أهمية للعلاقات بين اسرائيل والفاتيكان الذي يبدو أنه حدثت فيه تغيرات مشجعة مؤخرا - المصدر).

          في أرجاء الشرق الاوسط، في افريقيا وآسيا، يتعرض المسيحيون اليوم للعنف والارهاب من قبل اوساط اسلامية متطرفة، قتل جماعي للمسيحيين واختطاف فتيات مسيحيات على أيدي « بوكو حرام » في نيجيريا، ذبح المسيحيين واستعباد بناتهم في سوريا والعراق وكذلك ايضا القتل الفظيع للطلاب المسيحيين في الحرم الجامعي في كينيا – من خلال فصل فظ بينهم وبين اولئك الذين تم تشخيصهم كمسلمين – هذا جزء فقط من المظالم التي تتعرض لها الاقليات المسيحية في العالم.

لسنوات عديدة حاولت الكنيسة الكاثوليكية واوساط يسوعية في جامعات الولايات المتحدة تقليص حرب الاسلام المتطرف ضد المسيحية، واختارت معالجة قتل المسيحيين بلغة مخففة، على أمل تقديم مثال على عدم استخدام العنف، الحيادية ومحبة الآخر، وتشجيع الحوار بين الأديان. ولكن عندما تحولت هذه الى كليشيهات للخنوع الاخلاقي والاستخذاء السياسي أمام العناصر الاسلامية الفظة، وهناك من يزعمون أن ضبط النفس من قبل الكنيسة أعطاهم بالفعل مبررا لمواصلة القتل.

في الآونة الاخيرة هناك دلائل على أن العالم المسيحي عموما والكنيسة الكاثوليكية خصوصا قد حولوا اتجاههم. ممثل الفاتيكان في الامم المتحدة دعا الى التدخل العسكري ضد قوات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، وحتى البابا فرنسيسكو أشار الى الحاجة الى استخدام القوة العسكرية. وبشكل خاص يثير الاهتمام التصريح الاخير للبابا حول كارثة الارمن في عهد الامبراطورية العثمانية: « اوساط من الفاتيكان تقول إن الكنيسة ترى في فشلها الحالي في معالجة العنف ضد المسيحيين استمرار لفشلها في الماضي في ادانة قتل الارمن كمذبحة نابعة من دوافع دينية ».

في المقابل، أصبح واضحا التقرب للشعب اليهودي ولدولة اسرائيل. في 1904 عندما توجه ثيودور هرتسل الى البابا بيوس العاشر بطلب للاعتراف بالصهيونية أجاب البابا: « اليهود لم يعترفوا بسيادتنا، ولهذا فاننا لا نستطيع الاعتراف بالشعب اليهودي ». بعد الكارثة ومنذ انشاء الدولة اجتازت الكنيسة ثورة دينية سياسية: في 1964 اعترفت بمظالم اللاسامية، وفيما بعد فان تسليمهم بواقع اليهود قاد ايضا الى الاعتراف والتطبيع مع دولة اسرائيل والى زيارات الباباوات للقدس. زيارة البابا فرنسيسكو لقبر هرتسل في 2014 كانت لها أهمية تاريخية خاصة لاعتراف الكاثوليكية بحق الشعب اليهودي للسيادة في وطنه.

          ليس الجميع في البلاد يفهمون عمق التغيير وتداعياته الدولية. « هناك أهمية كبرى لعلاقتنا مع الكنيسة »، يقول الحاخام الاول لايطاليا ريكاردو ديسغني. « ولكنهم في اسرائيل ينشغلون في موضوع بمستوى مدرسة اساسية ». ايضا اوساط في الفاتيكان وفي وزارة الخارجية الاسرائيلية تؤكد امكانية التقارب الكبيرة وتشير الى الاهتمام المتزايد في اوساط المؤمنين الكاثوليك « باخوانهم اليهود ». ولكن المؤسسة الدينية في اسرائيل لا تنشغل تقريبا بالمسيحيين. ديسغني يقول إن الحاخامات الذين يجب عليهم الاهتمام بالعلاقة بين الأديان « ينقصهم الفهم التاريخي »، في حين أن الدبلوماسيين « ينقصهم الوعي الديني ».

          صحيح أنه يوجد لاسرائيل سفير في الفاتيكان، ولكن يجدر تعزيز الوعي في الاوساط الرسمية لأنه في اماكن كثيرة في العالم يُنظر لنا ككيان سيادي ذو أهمية دينية عظيمة. في اوروبا والعالم الثالث فان البابا فرنسيسكو هو لاعب مهم في ادانة اللاسامية الجديدة. « بسبب الجذور المشتركة لنا »، قال مؤخرا، « المسيحي لا يمكنه أن يكون لاساميا ».

          في الفترة التي يوجد لنا وللمسيحيين فيها عدو مشترك على صورة الاسلام المتطرف، يجدر تذكر المقولة الهامة لعالم الدين يوسف دان « المجتمع الذي يشكل الصورة الذاتية له، يجدر به أن يولي أهمية ايضا للصورة التي تُرسم له في أعين من ينظرون اليه من الخارج ».