خبر دعوكم من فعنونو- هارتس

الساعة 09:35 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

 

          مردخاي فعنونو، « جاسوس الذرة »، اختفى في يوم الاستقلال. وفي الغداة فقط حل اللغز، واكتشف مقربوه اين كان. محامي حقوق الانسان ميخائيل سفراد نشر أمس بان فعنونو اعتقله سبعة من افراد شرطة حرس الحدود وشرطية، انقضوا عليه بينما كان يتحدث مع سائحين مصادفين في محل الكتب الدولي قرب فندق أمريكان كولوني في القدس.

 

          وحسب شبهات الشرطة، تحدث فعنونو مع السائحين لاكثر من نصف ساعة، وهي المدة الزمنية المسموح له بها حسب الامر الصادر في كانون الاول 2014 والموقع من قائد الجبهة الداخلية، اللواء ايال آيزنبرغ. وحسب الامر، محظور على فعنونو الحديث مع الاجانب، باستثناء « الحديث المصادف الشفوي، على أن يكون هذا حديث لمرة واحدة، يتم وجها لوجه، دون ان يكون مخططا مسبقا، يجري في مكان عام مفتوح للجمهور ويتم لمدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة ».

 

          ومع أن فعنونو ادعى بانه تحدث مع السائحين لاقل من نصف ساعة، الا ان الشرطة اشتبهوا بانه خرق ما ورد في الامر، اعتقلوه، وحققوا معه حتى ساعات المساء، واطلقوا سراحه. كما ان احد السائحين اللذين تحدث معهما فعنونو، وهو قس نرويجي، اوقف للتحقيق.

 

          يمكن الهزء لقراءة المضمون المهترىء للامر العسكري، وكذا في ضوء حقيقة ان  لواء في الجيش الاسرائيلي وقع عليه، ولكن لا يمكن تجاهل جملة التنكيلات التي لا تنتهي من دولة اسرائيل لفعنونو، والتي تعكس مسا فظا بالحريات وبحقوق الافراد في دولة اسرائيل.

 

          بعد نحو 30 سنة من اختطاف فعنونو وجلبه الى اسرائيل، واحدى عشرة سنة من انهاء قضائه لكامل محكوميته الجسيمة التي فرضت عليه – ثماني عشرة سنة سجن، منها احدى عشرة سنة في العزل التام – تواصل أذرع الامن التنكيل به. لقد سبق لفعنونو أن قضى فترة حبس اخرى لانتهاكه شروط تسريحه المتشددة، والشرطة والمخابرات تواصلان مطاردته حتى اليوم. وحتى طلبه مغادرة البلاد لم يستجب.

 

          لقد ادين فعنونو بالتجسس الخطير وبالخيانة. لم تحكم عليه المحكمة بالتنكيل والاضطهاد الى الابد. ما تفعل به الدولة الان ينبع أغلب الظن من دوافع الثأر: فالاسرار التي اكتشفها في حينه قديمة وغير حديثة، ومعظمها، ان لم تكن كلها، سبق أن كشفها في الماضي بوسائل الاعلام الاجنبية. لا يمكن لاي ديمقراطية أن تحتمل سلوك كهذا تجاه من أنهى قضاء محكوميته. يجب السماح لفعنونو بالخروج من البلاد، او البقاء فيها، كانسان حر.