خبر بعد نجاتها من « إيبولا ».. النيجر في مواجهة « إلتهاب السحايا »

الساعة 06:35 ص|27 ابريل 2015

فلسطين اليوم

مواقع بنيت في « لازارت »، على المشارف الغربية لنيامي عاصمة النيجر، تأهّبا لمواجهة إصابات محتملة بفيروس « إيبولا »، أو الحمى النزفية التي هزت بلدانا عديدة في الغرب الإفريقي، تحوّلت إلى مراكز لإستقبال مرضى مصابين بمرض مختلف هو إلتهاب السحايا أو الحمى الشوكية..

أصوات العمال إمتزجت بطرقات معاولهم وهم بصدد توسيع مبنى المركز، فيما إرتفع من مكان غير بعيد صوت أحد موظفي الصحة وهو يقدّم العلاج لمريض مصاب بإلتهاب السحايا، هذا المرض الذي يصيب الأغشية الدماغية (السحايا) المغلفة للدماغ والحبل الشوكي، وينتقل من مريض لآخر عن طريق العدوى (جرثومية، فيروسية، فطرية وطفيلية)، سجّل أوّل ظهور له في النيجر منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.

إيمانويل ماسار هو منسّق وحدة « التصدي لإلتهاب السحايا » صلب منظمة « أطباء بلا حدود » غير الحدودية في بلجيكا، أوضح للأناضول أسباب اللجوء إلى أشغال التوسعة في مواقع لازارت، قائلا: « نتوقّع إستقبال حالات أخرى من المصابين بهذا المرض، ولذلك نحن نقوم بأعمال التوسعة »، مضيفا أنّ المركز يضمّ، حاليا، 200 سرير، بينما تقدّر الحاجة الفعلية بحوالي 350 سرير.

حاجة قصوى تتجلّى من خلال أكوام المرضى الملقاة بإهمال على حصير مصنوع من البلاستيك المشمّع، فرش في باحة المركز. مشهد يستعرض النقص الفادح المسجّل على مستوى طاقة الإستيعاب، وهو ما أجبر المنظمة الدولية على توسيع المركز، لإحتواء الأعداد المتزايدة من المرضى.

مسؤول الصحة بمنطقة نيامي 3، الدكتور إيسوفو دجيبو، قال للأناضول، إنّ « الموقع إستقبل حوالي 594 شخصا منذ بداية ظهور الوباء »، لافتا إلى أنّه « تم تسجيل 48 حالة وفاة في مركز لازارت، وذلك إلى غاية 23 أبريل/ نيسان الجاري، فيما تعافى 281 مصابا بالمرض، بينما يتلقى 165 آخرون الرعاية الطبية حتى الآن »، في وقت إنطلقت فيه حملة لتلقيح طلاّب جميع المدارس الإبتدائية في البلاد.

وزير الصحة النيجري، مانو أغالي، أوضح من جانبه، خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس الماضي، أنّ « الأطفال هم المعنيون بهذه الحملة، لأنّ الجرعات المتوفّرة لدينا حاليا لا تكفي لتلقيح جميع الفئات العمرية »، مشيرا إلى أنّ مرض إلتهاب السحايا أودى بحياة 129 شخصا من جملة ألف و150 حالة مصابة به، وذلك منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وفي سياق متصل، قررت الحكومة النيجرية، الثلاثاء الماضي، إغلاق جميع المؤسسات التعليمية في العاصمة نيامي إلى غاية اليوم الإثنين، تفاديا لـ « حدوث العدوى ».

وتشكّل كلّ من نيامي ومنطقة دوسو الواقعة جنوب غربي البلاد، الجيوب الرئيسية لإنتشار المرض، حيث سجّلت العاصمة 608 حالة إصابة، و74 حالة وفاة، بينما سجلت دوسو 256 حالة إصابة بالمرض، و25 حالة وفاة.

ووفقا لوزير الصحة النيجري، فإنّ « مرض إلتهاب السحايا من الزمرة المصلية W135 هو المتفشي بكثافة في العاصمة نيامي، وأودى بحياة أكبر عدد من المصابين به، فيما تنتشر الزمرة المصلية C في دوسو، مخلفة العديد من الضحايا ».

وبخصوص حاجة بلاده إلى التمويل اللازم لمجابهة المرض الفيروسي، قال الوزير أنّ « النيجر ف حاجة إلى 1.2 مليون جرعة لقاح، بينما لا تمتلك، في الواقع، سوى 606 ألف جرعة ».