خبر الذكرى المستقبلية- معاريف

الساعة 09:44 ص|21 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ليلاخ سيغن

 أمس نقرت على شبابيك البحث في « غوغل » بحثا عن كلمات لوسي آهرش ونسوئه (الشعلة) وحصلت على 12.150 نتيجة، لكن عندما نقرت على كلمات لوسي آهرش ومظاهرة حصلت على 41 ألف رابط لا أقل من ذلك. اليوم عشية يوم الذكرى هذا الرقم أكثر بكثير، لكن أي ذكرى مستقبلية سنبني في هذه الايام من اختيار المقدمة العربية الاسرائيلية لاشعال الشعلة في يوم الاستقلال الـ 67؟ مجرد اختيارها أو المظاهرة الحقيرة لمنظمة هامشية وهستيرية ضدها؟.

نحن معتادون أن نرى في ايام الذكرى كحداد وتخليد، لكن الذكرى أكثر من ذلك. هي جزء من التاريخ، من الهوية القومية، وهي لم تتوقف بتاتا. الذكرى المتراكمة تخلق القيم والاستقرار الصحي لكل مجتمع. لذلك فان سيطرة الهامشيين على الذكرى الجماعية ليست بالضبط ظاهرة صحية.

دائما يوجد من يعتقد أن وجهة نظرهم أكثر صحة، ولكن من الممكن أنه من كثرة تشوقنا للتعددية واحترامنا لمشاعر الأقلية فاننا نفقد احترامنا لمشاعر الاغلبية. يوم الذكرى لجنود الجيش الاسرائيلي ليس دينيا، ومع ذلك – مقدس. إنه يوم يحافظ على ذكرى من أعطوا حياتهم من اجل أن نستطيع الحياة. هل جزء من الحروب كانت زائدة؟ هل كنا على حق أو اخطأنا؟ هذا خارج السياق. لا يستولون بالقوة على فترة اسبوع الحداد لشخص من اجل تحقيق حرية التعبير أو من اجل « اظهار أن هناك طريق اخرى للنظر الى موته ». ومع ذلك عندما ننقر في « غوغل » « مراسم ذكرى » و« تساهل » نحصل على 110 آلاف نتيجة، لكن ليس أقل من 25 ألف هي « مراسم ذكرى بديلة ». هل هذا حقا يعبر عن نسبة الآراء البديلة من الهامش الى الآراء الاساسية؟ لا يعني هذا أن الآراء البديلة غير مهمة. من المهم أن نعطي لها مكانا، ولكن على حساب ماذا؟ في البداية إن انسانيتنا الاساسية كمجتمع تلزمنا بالحفاظ على احترام العائلات الثكلى التي جرى لها المصاب الجلل. الديمقراطية تُمكن كل أقلية من التعبير عن نفسها، ولكن لا تعطي الاقلية السيطرة ودوس مشاعر الاغلبية. الهامشيون يستطيعون العيش باحترام عندما تكون القاعدة الاساسية للاغلبية ثابتة وصحية. عندما يسيطر الهامشيون على المجتمع – فان هذا ليس هو تعريف التعددية، ولكنه التعريف لجنونه. الويل لهذا المجتمع.

 

          إن احترام الذكرى الجماعية هو الذي يُمكن من بناء مستقبلي لطبقات اخرى من الذكرى. من يريد تدمير البنية الاساسية يسعى الى الفوضى وليس الى التطور. ليس هناك دولة لا توحد لنفسها التاريخ والتراث. إن جزء من هوية كل شخص هو الانتماء القومي، ومن يعتقد أن هذا هو تعريف الفاشية أو « القومجية » فليذهب لفحص نفسه ويترك الجمهور العاقل بهدوء. بنتسي غوفشتاين هو صورة المرآة لمراسم الذكرى البديلة. « مقاتلو السلام » كما يقولون، والذين يعتقدون أن الطريق لتحقيق السلام هي محاربة الاغلبية من خلال سحق الثكلى ومشاعرهم. ولكن المنصة التي أعطيت للمنظمات الصغيرة لغوفشتاين والبديلين هي الذكرى المستقبلية التي نخلقها في ايامنا هذه حقا. أليس من الواجب أن نتحمل مسؤولية ما عنه، ومع كل هذا فان الادانة التي ستكون اكثر وزنا بقليل للاختيار الرسمي والجميل والهام بآهرش من المظاهرة الهامشية ضدها. إن ما قيل أعلاه يسري على من يطرحون البديل والذين لا يتم المس باحترامهم، ولكن بالدرجة الصحيحة.

 

          ليس كل من « يعارض » أحدا يجب أن يتحول الى نجم في الاعلام.