خبر حتى هنا- معاريف

الساعة 10:38 ص|16 ابريل 2015

فلسطين اليوم

حتى هنا- معاريف

بقلم: كرني إلداد

  (المضمون: هناك من يعتقدون أن علينا تعليم الاكاذيب حول الرواية الفلسطينية في المدارس. اذا لم تكن هناك حقيقة واحدة مطلقة فسيأتي اليوم الذي يُطلب فيه منا تعليم الرواية النازية حول ابادة الشعب اليهودي - المصدر).

          قبل شهر تقريبا تحدث شاي بيرون الذي شغل حتى الفترة الاخيرة منصب وزير التعليم، أنه حسب رأيه يجب تعليم الرواية الفلسطينية حول النكبة الى جانب رواية المستوطنين. أي أنه حسب رأي وزير التعليم السابق فان هناك شرعية وأهمية تعليمية في تعليم التاريخ ايضا كما يتم رؤيته من قبل أعدائنا.

          في الزمن الذي « الأنا هو الآخر »، ليس هناك حقيقة مطلقة، لكن لكل واحد توجد حقيقة. تتكاثر جراثيم الكذب في صحون البِتري المسماة « ما بعد الحداثة ». كل واحد يستطيع أن يرسم كما ترى عيونه وترغب نفسه ويدافع عن مزاعمه لأنه ليس بالامكان المناقشة على لا شيء، ليس بالامكان اثبات أي شيء. ولكل واحد هناك اعتقادات وآراء شرعية خاصة به ومن حقه التمسك بها.

          إن اعادة كتابة التاريخ هي سلاح مهم في غسل دماغ الشباب. المادة التعليمية يُنظر اليها كموضوعية وكحقائق ليس مختلفا عليها. التاريخ في حالات كثيرة يكون محركا للعمل: وفقا لذلك فان الطفل الفلسطيني الذي يتعلم عن النكبة، الكارثة الكبرى لحرب الاستقلال، يكون مستعدا للموت من اجل تحرير فلسطين من المحتل الصهيوني.

          لكن حقيقة أن النكبة هي الكذبة الكبرى التي تدور في الحي، وتُسقط الضحايا بسبب التنوير الديمقراطي لم تمنع وزير التعليم السابق من التفكير في تعليم أولادنا الاكاذيب، مثل تلك التي تُخرج الناس الى الشوارع وقتل اليهود يشع من أعينهم.

          لهذا اذا كان لكل واحد الحقيقة الخاصة به، وهي شرعية، فانني أطلب أن يتم إدخال الى برنامج التعليم ايضا الرواية النازية. لماذا؟ لأنهم ايضا بشر ولديهم آراء واعتقادات ورغبات. ليس هناك « طيب وشرير ». هل نحن نشاهد الصور المتحركة للاطفال؟ الواقع مركب ويجب تعلمه كذلك. وليس لدينا ما نخافه من أن نتعلم عن شخص لا نتفق معه، صحيح؟ هذان رأيان شرعيان، أليس كذلك؟.

          يمكننا أن نُعلم مثلا أن النازيين ظنوا أننا نحن اليهود (واذا شئتم اضيفوا اليهم ايضا المثليين والغجر والسود). هم سلالة منحطة من بني البشر، لهذا ومن اجل الحفاظ على نقاء الجنس الآري يجب تدميرنا. يمكن فهمهم، أليس كذلك؟ نحن في الحقيقة لسنا جميلين الى درجة كبيرة، حتى أننا بشعين قليلا. ولسنا رياضيين وشقر ولكننا فئران. لا أقول بصحة ابادة شعب بسبب مظهره، ولكن من المفهوم تماما لماذا رأي كهذا كان موجودا، أليس كذلك؟.

          أردت مواصلة الكتابة حول ابادة شعبي على أيدي النازيين من وجهة نظرهم، ولكنني لا استطيع. هناك أكاذيب لا تتحملها النفس، التقزز يمنع المواصلة، هناك خط احمر، لا يهمني في أي عصر نعيش، في كل لحظة في التاريخ الذي كان والذي سيكون هناك حقيقة مطلقة، « حقيقة واحدة وليس حقيقتين » كما يقول أوري تسفي غرينبرغ. محظور علينا تفهم النازيين، محظور علينا تعلم رواية العدو، يجب علينا الاستماع الى الحقيقة وفقط لها.