خبر إسرائيل تستعد لسيناريوهات «أس 300»: تسليم الصواريخ ثمرة الاتفاق النووي

الساعة 07:07 ص|16 ابريل 2015

كتب

سارع قادة عسكريون إسرائيليون الى تأكيد التحدي الذي يشكله تسليم منظومة «أس 300» الى إيران أمام سلاح الجو الإسرائيلي، مع إشارات أن بالوسع التغلب عليها.
ولاحظ معلقون أن روسيا مستعدة لدفع ثمن باهظ مقابل استمرار نفوذها في الشرق الأوسط، وأن من العجائب استسهال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حين يتعذر عليه فعل ذلك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومن المعروف أن منظومة «أس 300» أنتجت ابتداء من مطلع السبعينيات في مصانع شركة «الماز» الروسية، وجرى تطويرها، وهي مخصصة للدفاع الجوي ضد الطائرات والصواريخ لمدى بعيد يتراوح بين 150 إلى 300 كيلومتر.
ونشرت صحف إسرائيلية أن روسيا أوقفت خط إنتاج منظومات «أس 300» وبدأت بإنتاج منظومة أكثر تطورا وحداثة منها، وهي «أس 400». لكن غالبية المنظومات التي باعتها روسيا للخارج هي من النوع الذي يصل إلى حدود 150 كيلومتراً. ولكن هذا المدى يعتبر فتاكاً بالنسبة إلى إسرائيل، لأنه يغطي من سوريا مثلا غالبية أراضي فلسطينيي 48، كما أن راداراته تجعل كل حركة للطيران الإسرائيلي مرصودة حال الإقلاع من أبعد المطارات. وبديهي أن مثل هذه المنظومة تستطيع من سوريا أو لبنان، مثلا إسقاط طائرات إسرائيلية بدقة عالية، وهي في الأجواء الإسرائيلية.
وحتى الآن كان سلاح الجو الإسرائيلي يتعامل مع منظومات دفاع جوي روسية الصنع موجودة في الدول العربية، وخصوصا سوريا ومصر، لا يزيد مداها عن 20 كيلومتراً.
وطور الجيش الإسرائيلي لنفسه تقنيات وأساليب للتغلب على عائق المنظومات القائمة حالياً، ما منحه حرية عمل شبه تامة.
لكن هذه الحرية تتقلص مع انتشار منظومات «أس 300»، حتى بالنماذج الأقل خطورة فيها.
ومعروف أن مصر تعاقدت مع روسيا على شراء منظومة «أس 300» وتعذر، لأسباب مختلفة، الاعتراض علناً وبشدة على الصفقة.
وأبلغ قائد قاعدة «نبطيم» الجوية الإسرائيلية العميد ليهو هكوهين، الصحافيين في احتفال أمس لمناسبة افتتاح مركز تدريب على طائرات «أف 35» التي ستتسلمها إسرائيل بعد سنوات من أميركا، أن «منظومة صواريخ أس 300 تشكل تحديا لسلاح الجو الإسرائيلي».
وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي «يتدرب ويستعد لمواجهة عدد كبير من السيناريوهات، بينها أيضا مواجهة هذه المنظومة. وإذا تطلب الأمر، فإن سلاح الجو سيعرف كيف يقدم الرد أيضاً على هذا التحدي».
وتحادث رئيس الحكومة الإسرائيلية هاتفياً مع الرئيس الروسي إثر قرار موسكو بيع منظومات صواريخ «أس 300» المضادة للطائرات لإيران. وفي المحادثة، أوضح نتنياهو لبوتين أن هذه الخطوة «ستزيد من عدوانية إيران وستزعزع أمن الشرق الأوسط بأسره». وشدد على أن «صفقة بيع السلاح المتطور لإيران هي محصلة للاتفاق الخطير الذي يتبلور بين طهران والقوى العظمى». وتساءل نتنياهو: «هل أيضاً بعد صفقة السلاح هذه سيخرج من سيزعم بجدية أن الاتفاق مع إيران سيعزز الأمن في الشرق الأوسط؟».
لكن بوتين رد على نتنياهو، موضحاً أن «أس 300» منظومة دفاعية، وهي لا تشكل أي خطر على إسرائيل. وكانت موسكو قد رددت، خلال اليومين الماضيين، إعلانها بأن منظومة الدفاع الجوي التي ستبيعها إلى إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل، لأنها في الأساس منظومة دفاعية. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر رسمي في وزارة الدفاع الروسية تأكيده أن تسليم منظومات أس 300» لإيران سيتم بسرعة. وهذا يتنافى مع تقديرات في إسرائيل بأن إعلان النية شيء، وتنفيذ الخطوة من جانب روسيا شيء آخر. وأعلن مسؤول إيراني أن طهران تتوقع تسلم منظومة الصواريخ الروسية قبل نهاية العام الحالي.
تجدر الإشارة إلى أن إيران رفعت دعوى على روسيا مطالبة بتعويضات بقيمة 4 مليارات دولار بسبب تخلف موسكو عن تنفيذ صفقة منظومة «أس 300» كانت أبرمتها في العام 2007 وألغتها العام 2010. وتعهدت روسيا في حينه لأميركا وإسرائيل ودول غربية بعدم تنفيذ الصفقة، لكن بعد إعلان اتفاقية الإطار النووي وتأكيد روسيا أن الصفقة دفاعية ولا تسري عليها العقوبات الدولية صار بالوسع تنفيذها. ويعتقد أن إيران ستسحب الدعوى التي رفعتها ضد روسيا بسبب هذه الصواريخ.
وكانت أوساط روسية مختلفة، من بينها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ورئيس لجنة الخارجية في البرلمان، قد حملت بشدة على رد الفعل الإسرائيلي. وقال رئيس لجنة الخارجية قسطنطين كوستشوف «يبدو أن القلق من الصفقة هو من نصيب من يزال لا يرفض إمكانية مهاجمة إيران. والمسألة الواجب استيضاحها هي من يشكل هنا خطراً أكبر على السلم العالمي».
وفي مقالة نشرتها «إسرائيل اليوم»، المقربة من نتنياهو، كتب عومر دوستري أن تراجع روسيا عن قرار عدم تسليم منظومة «أس 300» لإيران يعود لتصدع علاقاتها مع الغرب، وبسبب الحرب الأهلية في أوكرانيا. ومع ذلك اعتبر أن القرار الروسي هو «ثمرة السياسة الخارجية المسالمة لإدارة أوباما، التي تسمح الآن بعقوبات غير مسبوقة تمت المصادقة عليها بصورة نادرة من قبل كل الدول العظمى أن تتفكك وتتطاير في الهواء».