خبر كم سيكلفنا هذا- معاريف

الساعة 10:35 ص|14 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق بن نير

 (المضمون: حان الوقت للاعتراف بأن تفضيل نتنياهو للانشغال بالموضوع الايراني النووي وليس بالحياة نفسها جلب نتائج قاسية - المصدر).

          على ماذا نتحدث عندما نتحدث عن نتنياهو؟ يتساءل مراسلنا لشؤون التسلح النووي والعجز في الميزانية. نحن نتحدث عن سياسي لبق، ميكيافيلي حديث، كل شيء حلال في عينيه من اجل الحفاظ على مكانته، على الخطيب المفوه، على التعرجات، على الاكاذيب، على التهديدات والتعهدات الشفوية، زعيم اختار تجاهل واجباته بشأن ادارة سليمة « للحياة الحقيقية » والتركيز على الحرب العادلة في ايران. التهديدات والتحذيرات ومحاولات الاقناع التي لا تنتهي، وانشاء قوة خاصة للموضوع، حسب ما نشر وما رُمز اليه، التي أُعدت لتنفيذ الخيار العسكري ولتدمير المنشآت النووية، كلفنا (كما يبدو) مليارات الشواقل، وحتى الآن لم ينفذها ولم تقم بالردع.

          كسياسي قرر نتنياهو أنه فقط بالمصادمة المباشرة (لفظيا وسلوكيا) مع رئيس الولايات المتحدة الذي نأكل من كفه وخلف ظهره الضيق نحتمي، ينجح في حرفه عن الوصول الى اتفاق لوقف التسلح النووي الايراني على عتبة الاستكمال. أنظروا كم هو مدهش: خلال سنوات تكريس بيبي لنفسه للحرب الطاحنة اللفظية مع يأجوج ومأجوج، ازداد العدو قوة وقدرة بعدة مرات. بوقاحته الفظة وبدس يده الخشنة في كل مكان في منطقتنا يوجد فيه فراغ (سوريا، العراق، اليمن، لبنان وغزة).

فم نتنياهو في المقابل واصل اطلاق الشعارات التهديدية والرادعة، وواصل بنفسه التصادم مع رئيس الولايات المتحدة إرضاءً للحزب الجمهوري (ربما يضعه كمرشح للرئاسة من قبله؟ فهو في الحقيقة أكثر بوشية (نسبة الى بوش) من جيف). نعم تذكر مراسلنا أنه لدى تقييم صفات وقدرات رئيس الحكومة لم يتم الأخذ في الحسبان مُحركه وراء البحار، الرجل الذي قام كما يبدو على الحُصن المناسبة له، على الحزب الجمهوري في واشنطن وكأنه في شارع بلفور في القدس.

كرجل جمع كل ماله من المقامرة وحول الحكم (الجمهوري) الى جزء لا ينفصل من ذلك المال، فانه يعرف أين يستثمر. بدون فاعل الخير معه والوسائل المساعِدة له، كان نتنياهو سيكون الآن دمية يستطيع كل واحد أن يحركها، زعيم ضعيف، عجوز ومتردد، يصعب عليه اتخاذ قرارات صعبة، يتملكه الذعر ويشك في كل محيطه الخانع وفي كل شركائه في الحكم بأنهم يتآمرون لاسقاطه. نفسه، الكاهن الأعظم منذ الولادة، الاول في سلالة نتنياهو في الحكم. مع قوته النقدية وتأثيره السياسي يسمح له صاحبه ومن سيحكمنا ايضا في مواصلة إثارتنا وتضليلنا. على سبيل المثال في موضوع تشكيل الحكومة. إسمحوا لمراسلكم التنبؤ: لن تكون هناك حكومة وحدة. فاعل الخير من لاس فيغاس لن يتحمل عناصر في الحكومة سيحاولون مصالحة اوباما، سيغمزون بأعينهم لهيلاري وسيضغطون من اجل استمرار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وهكذا سيواصل بيبي تجميل الجميع بحكومة 67 (مقعدا) وحكومة 61. سيستخذي لكحلون، وسيُقزم رفاقه وزراء الليكود – كي لا يتجرأوا في البدء بمنازعات داخلية دامية حول الحقائب الكبيرة، وسيُهين « الشراكة الطبيعية » من اجل أن يقبلوا شاكرين كل وظيفة هامشية. لهذا فان كل من مدح وعظم وبجل السيدة الاولى وأقام على شرفها احتفال نصر سيقف في الدور ليصافحها ويتضرع لها. المعروف الذي عملته الصحافة معها رغم المكياج الذي عملته يعرف أن هذه هي قواعد الواقعية التي تحولت الى حقيقة، وهناك عم أكبر في الاعلى في غرفة المراقبة في فيغاس الذي مبعوثه مسؤول ايضا عن قرارات التلفزيون، وايضا عن واقعنا الحالي، وعيونه مفتوحة عليك وعليها، وهذه بشرى الواقع الحقيقي جدا.