خبر أزمة ليبيا ومشاركة إسرائيل والإرهاب يسيطرون علي نقاشات « برشلونة »

الساعة 07:10 م|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أزمة ليبيا ومشاركة إسرائيل والإرهاب .. 3 قضايا سيطرت علي اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية ودول جنوب البحر المتوسط بمدينة برشلونة الإسبانية.  

وبحسب المصادر الاعلامية حاولت إسبانيا، أن توفق وجهات نظر عدد من الدول العربية وإسرائيل وأن تكون حاضنة لاجتماع صعب، انطلق في وقت سابق اليوم الإثنين، في مدينة برشلونة الإسبانية يجمع وزراء خارجية الدول الأوروبية ودول جنوب البحر المتوسط بهدف بحث سبل تعزيز التعاون في مواجهة التحديات التي يحملها الإرهاب. 

وشهد المؤتمر مشاركة دول الاتحاد الأوروبي والمغرب والجزائر وتونس ومصر وفلسطين والأردن ولبنان وإسرائيل، فيما غابت كل من سوريا وليبيا المعنيتين بقضايا النقاش بسبب تدهور الأوضاع السياسية والأمنية. 

ورغم أن المؤتمر يركز على الإرهاب إلا أنه أيضا ركز على سبل كيفية تحسين سياسة الجوار بالنسبة للاتحاد الأوروبي وملفات مثل موجات الهجرة والطاقة والتجارة وتطوير دبلوماسية الحوار في مواجهة المشكلات. 

وخلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت السلطات الإسبانية عن تفكيك عدة خلايا عناصرها متهمون بتجنيد متطوعين للقتال في صفوف تنظيم « داعش » في مناطق النزاع في سوريا والعراق. 

وضع أمني صعب تعيشه الدول ربما عززته خلافات ماريانو راخوي رئيس حكومة إسبانيا وارتورو ماس رئيس حكومة كاتالونيا المحلية إلى جانب خلافات الدول العربية التي تخللت نقاشاتها الجانبية مدى تضرر صورتها من مشاركة إسرائيل في المؤتمر وإمكانية تضرر صورتها. 

الوضع الصعب، الذي تعيشه هذه الدول، وصفتها ممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، خلال كلمتها قائلة، إنه: « بينما لا تزال أوروبا تعاني تبعات الأزمة الاقتصادية وتواجه دول الجنوب وضعا أمنيا هشا بسبب النزاعات المسلحة، ينشأ الفكر الجهادي سواء في جنوب أو شمال البحر المتوسط ». 

وأضافت: « حضرنا اليوم بسبب دعوات الأصولية التي يتعرض لها الشباب، حيث أصبح عدد الذين يتبعون نداء الفكر الجهادي أكبر بمرور الوقت ». 

رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، الذي تجاهلت صحافة بلاده في أغلبها خلافات مدريد وكاتالونيا، وخلافات العرب وإسرائيل في المؤتمر، فضل التأكيد على كل من الاتحاد الأوروبي ودول جنوب البحر المتوسط على « تعزيز أواصر التعاون المشترك لمجابهة الإرهاب الجهادي من منطلق إيمانه بأن العمل الجماعي وحده يمكن بواسطته القضاء على هذا التهديد ». 

وقال ماريانو راخوي إن « البحر الأبيض المتوسط ​​هو مصيرنا ووطن مشترك »، داعيا المشاركين إلى « السعي معا نحو حلول للمشاكل التي نتقاسمها »، ودعا إلى جعل العلاقات « أكثر مرونة وفعالية » من دون إعادة بناء السياسة الأوروبية من الصفر. 

وطالب بالتعاون لمنع « الدراما الموجعة » للهجرة غير الشرعية وذلك عن طريق التعاون من أجل التنمية، وزيادة الاستثمار، وزيادة القنوات القانونية للهجرة والحوار السياسي. 

وأنهى راخوي كلامه مؤكدا أن الإرهاب الجهادي هو« أكبر خطر نواجهه اليوم ». 

وأكد أن « العالم الإسلامي هو الآخر معتدى عليه »، مشيرا إلى حملة اعتقال « جهاديين » جرت مؤخرا في برشلونة. 

وأكد أنه يتعين مكافحة « الإرهاب الجهادي » مع الوحدة الدولية ضد العنف، دون خلطه مع الدين قائلا: « لا يمكن لأحد أن يجرنا إلى المغالطة التي تتحدث عن صراع الإسلام ضد الغرب ». 

وبحسب بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، فإن الوزير المصري سامح شكري استهل أعمال  الاجتماع - بصفته رئيس المجموعة العربية - بالتأكيد علي أهمية عقد هذا الاجتماع في التوقيت الحالي الذي تواجه فيه منطقتا الاتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط تحديات خطيرة تتطلب التعاون المشترك.  

وحث شكري، بحسب بيان الخارجية، علي « ضرورة العمل المشترك علي صياغة أسس جديدة لسياسة الجوار مع الاتحاد الأوروبي تلبي احتياجات الدول العربية وبحيث تستند الي الاحترام المتبادل والمشاركة بعيدا عن المشروطيات وسياسة المزيد من أجل المزيد أو القليل من أجل القليل والتي تحمل مشروطيات واضحة، واهمية احترام سيادة الدول في جنوب المتوسط وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام خصوصيتها الثقافية والدينية والاجتماعية ».  

وظهرت القضية الليبية علي هامش المؤتمر، حيث التقي سامح شكري وزير الخارجية المصرية بنظريه الأسباني خوسيه جارسيا مارجايو.  

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن الوزير شكري تناول مع نظيره الإسباني عدد من الملفات الاقليمية الهامة  وعلي رأسها الملف الليبي في ظل التطورات الأمنية والسياسية الراهنة، ودعم جهود المبعوث الأممي برناندينو ليون في دفع الحل السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق الاستقرار وتعكس اختيارات وتطلعات الشعب الليبي. 

وشدد شكري علي أهمية التحرك بشكل متزامن علي مستوي دفع الحل السياسي للإمام وقيام الحكومة الليبية بمكافحة الإرهاب.  

يشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول منذ إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط عام 2008، الذي يضم 43 بلدا، وسيتبعه اجتماع على مستوى إقليمي في لبنان في يونيو/حزيران المقبل.