أسرى تتفشى الأمراض في اجسادهم

خبر القتل البطيء !

الساعة 09:32 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

لا زالت حكومة الاحتلال الصهيوني تستمر في غيها و سياسة الانحطاط التي تمارسها بحق الأسرى المرضى في سجونها، من خلال ارتكاب جرائم طبية متعمدة، تتجسد في استهداف قتل هؤلاء الأسرى المعتقلين عن طريق إهمالهم طبياً، و جعل الأمراض تتفشى في أجسادهم لتصبح لا علاج لها، و ذلك في ظل تردي الأوضاع الصحية لعدد كبير منهم، و لاسيما المصابون بالسرطان و أمراض خطيرة أخرى، استشهد على اثرها عدد منهم كان آخرهم الأسير الشهيد « جعفر عوض ».

« وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » فتحت ملف « الأسرى المرضى »، و سياسة الاغتيال التي تمارسها مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين، من خلال منظومة متكاملة و متشابكة، تتبعها سياسة الاهمال الطبي و قتلهم بعد انتشار المرض في اجسادهم.

عائلة الأسير المريض، يسري المصري، عبرت عن خشيتها على حياته بعد المعلومات التي وصلت لها عن تردي وضعه الصحي أمس، و نقله الى عيادة السجن، داعية الى تدخل عاجل لإنقاذ حياته.

و قال ياسر المصري، شقيق الأسير بأن هناك تكتيماً تمارسه مصلحة السجون عن الحالة الصحية لشقيقه الأسير، مشيراً الى أن العائلة تلقت اتصالاً هاتفياً منه قبل أربعة أيام أبلغهم فيه عن سوء الوضع الصحي له، و أنه يجري سحب عينات من قبل عيادة السجن، لإجراء فحوصات بشكل يومي له، دون أن يبلغوه بأي شيء عن حالته.

و أضاف في اتصال هاتفي اجرته معه مراسلة « وكالة فلسطين اليوم »: « ان العائلة بصدد بذل جهود من شأنها ان تؤدي للإفراج المبكر عنه، و تفعيل الموضوع من جديد بعد أن توقف بسبب عدم وجود أي أوراق تثبت مرض يسري، أو أي تفاصيل حول مرضه في ملف الاعتقال الخاص به ».

و حمل المصري مصلحة السجون الصهيونية المسؤولية عن تردي الوضع الصحي لشقيقه، و ذلك بعد رفضها اعطاءه « اليود المشع » بعد عملية استئصال الغدد التي اجريت له.

و أشار الى أن مصلحة السجون تتعمد عدم اصدار أي تقارير طبية أو وصف لحالته الصحية، و ابقاء ملفه فارغ، حتى تعرقل أي إجراء يقوم به المحامي قد يؤدي للإفراج عنه مبكراً.

و ناشد المصري السلطة و الفصائل الفلسطينية و المؤسسات الحقوقية و الدولية و كل المعنيين بالوقوف عند مسؤولياتهم و العمل على انقاذ حياته والضغط على « اسرائيل » للإفراج عنه.

وكانت إدارة سجن نفحة بتاريخ 07/04/2015 استدعت الأسير يسري المصري إلى العيادة؛ وأبلغته بنتائج الفحوص والصور التي أجراها في مستشفى سوروكا؛ وقد تبين من خلال الصور؛ أنه يعاني من تضخم في الغدد اللمفاوية والمنطقة المحيطة بموضع العملية التي أجراها منذ أشهر لاستئصال الغدة الدرقية؛ وأكد له الطبيب أن حالته خطيرة وبحاجة لنقل إلى المستشفى لأخذ جرعات من الكيماوي.

جدير بالذكر أن الأسير المريض يسري المصري ولد بتاريخ 23/03/1983م؛ أعزب من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 09/06/2003م، وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

من جهتها، قالت والدة الاسير مراد أبو معيلق ام مراد إن ابنها معتقل منذ أربعة عشر عاماً ويوجد في سجن ايشل الصهيوني وأنه ممنوع من الزيارة وهناك احتمالية نقله من سجن إيشل الى مكان أخر لذلك لا نعرف شيء عنه وعن مكان احتجازه .

وأكدت أم مراد لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » أن ابنها يعاني من مرض القولون وقد خضع لعدة عمليات جراحية تم خلالها استئصال جزء من الامعاء ولكن تبقت له عملية واحدة وهي الأهم حيث يعاني من التهابات في الامعاء وتزداد حالته الصحية سوءاً من يوم الى أخر .

وأضافت أن ابنها ممنوع من استلام المخصصات المالية وممنوع من الحصول على الملابس والأغطية لذلك أطالب المسئولين إدخال الحاجيات إلى ابني في داخل الأسر.

وناشدت الرئيس أبومازن والمسئولين وكل أحرار العالم أن ينظروا إلى ابنها وأن لا ينسوا قضيته كما وناشدت المؤسسات الدولية والحقوقية من أجل السعي لإنقاذ حياة ابني .

جدير ذكره أن الأسير المجاهد مراد أبومعيلق معتقل داخل السجون الصهيونية منذ تاريخ 17-6-2001ومحكوم مدة اثنين وعشرين عاماً .

من نحيته قال الباحث المختص فى شؤون الأسرى ومدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، فؤاد الخفش، ان ملف الأسرى المرضى يأتي ضمن سياسة اسرائيلية ممنهجة، في سلسلة الاعتداءات التي تمارسها « اسرائيل » ضد اسرانا في سجونها، واصفاً ما يجري بأنه خطة مبرمجة تقوم بها سلطات الاحتلال لاعتقالهم و تعذيبهم و احتجازهم في ظروف سيئة.

و أوضح الخفش في تصريح لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن هناك نحو 18 أسيراً موجودون بشكل دائم في عيادة سجن الرملة، و 250 اخرين يعنوان من أمراض خطيرة مثل السرطان و الفشل الكلوي و غيره، في حين أن هناك نحو 500 اسيراً يعانون من أمراض مختلفة كالمفاصل و الضغط و امراض الصدر و العظام و العيون و الكبد و السكر و الأمراض الجلدية.

و لفت الى أن هناك ثلاثة محاور يجب العمل عليها لتفعيل قضية الاسرى المرضى، أولها السلطة الفلسطينية التي لا تقوم بالحد الأدنى المطلوب من مسؤولياتها تجاه هذا الملف، داعيا اياها الى بذل كل الجهود لإنقاذ هؤلاء الاسرى الذين يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال.

و أما على المحور الثاني قال الخفش بأن المؤسسات الحقوقية تقوم بدورها في هذا الجانب من خلال فضح ممارسات الاحتلال بحق الاسرى في سجون الاحتلال.

و بين أن هناك دور كبير يقع على عاتق الفصائل التي ينتمي اليها هؤلاء الأسرى، الا أن هذه الفصائل لا تقوم بالدور المطلوب منها لانهاء معاناة الأسرى.

بدورها قالت الناطقة باسم الصليب الاحمر الدولي في غزة سهير زقوت إن المعتقلين هم الشريحة المحمية لهذا تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوفير زيارات للأسرى بشكل دائم.

وأضافت:« بالنسبة للمعتقلين المرضى هناك طبيب من الصليب الأحمر يزور بشكل دائم أماكن الاحتجاز ونحن نقول دائما إن الاهتمام والرعاية الطبية يجب أن تقدم من قبل سلطات الاحتجاز واللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بالتأكد من أن الرعاية الطبية المقدمة للأسرى هي رعاية كافية ».

وفي سؤال لها عن موقف الصليب الأحمر من المماطلة الطبية والإهمال بحق الأسرى من وجهة نظر القانون الدولي، قالت: « نحن كصليب أحمر نعمل حسب اتفاقية جنيف وأي سوء في معاملة المعتقلين تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر برفعها في تقارير غير علنية مع سلطات الاحتجاز وهدفنا هو توصيل الخدمة للمعتقل وتوصيل صوته والحفاظ على كرامته ».