خبر مشكلة اوباما.. هآرتس

الساعة 01:16 م|07 ابريل 2015

مشكلة اوباما.. بقلم: سيفي رخلفسكي

(المضمون: الحدود الكولونيالية التي رسمت بعد الحرب العالمية الاولى يجب أن تتغير وأن يتم اعطاء دولة للاكراد في شمال العراق وسوريا ودولة للسنة في مناطقهم في العراق وسوريا وكذلك اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. بهذا يمكن أن يحل السلام ويتم وقف دفع السنة الى أحضان داعش - المصدر).

المسألة التي تقف أمام اوباما ليست مسألة الاتفاق النووي. المسألة تأتي من الجانب الانساني الراغب في السلام والحرية: ما هي تأثيرات نظرية اوباما على مواطني العالم. حسب تقرير الامم المتحدة في العالم أكثر من 50 مليون لاجيء وهو أعلى عدد منذ الحرب العالمية الثانية. مفهوم أنه لا توجد لاوباما سيطرة على كل اندلاع للعنف، والولايات المتحدة ليست ملزمة بارسال

جنودها للدفاع عن سلامة سكان العالم، وما زال يُطرح السؤال ما هو دور سياسة اوباما في عدم منع العنف من جانب حكام متطرفين وسحقهم لحقوق الانسان. هل مواطنو اوكرانيا لا يدفعون حياتهم ايضا بسبب سياسات خاطئة لاوباما أمام بوتين؟ ولا نريد الحديث عن ملايين المواطنين السوريين.

في الشرق الاوسط ليس واضحا دور مقاربة اوباما حول « الاسلام السياسي » كعنصر مهديء. إن تحفظ اوباما من تدخل كولونيالي امريكي لصالح أنظمة مضطهِّدة من تشيلي وحتى شاه ايران هو أمر واضح. لكن ليس دائما ما يبدو من الخارج كأساس « شعبي » هو بالضرورة أكثر نجاحا. دعم اوباما للاخوان المسلمين ضد مبارك والسيسي لم يضف حقوقا للمواطنين المصريين. ايضا ضم اردوغان من قبل اوباما كواحد من الخمسة زعماء المقربين منه في العالم، لم يمنع تطورا فاشيا دينيا في تركيا. وساعدت تركيا من خلف الستار – ضد الاسد والاكراد – داعش.

إن فكرة اوباما أن الاسلام السياسي سوف يكبح جماح الاسلام المتطرف هي فكرة خاطئة. لسياسة اوباما دور غير مقصود في خلق « الدولة الاسلامية ». عندما توقف مذابح الاسد ايضا بعد المذابح الكيميائية، والمعارضة البراغماتية لم تتلق ما يكفي من الدعم، وعندما خاف اوباما من ايران وروسيا اللتان تدعمان الاسد – توجه ضحايا الاسد بسبب اليأس الى داعش. في العراق حيث تساعد الطائرات الامريكية الشيعة الذين يؤيدون ايران لقمع السنة فان الجمهور السني يزداد تطرفا.

النوايا الحسنة لاوباما التي أظهرها في مقابلته مع توم فريدمان تقتضي برنامجا عمليا. برنامج كهذا ليس جوائز ترضية لاسرائيل والدول السنية. مطلوب شيء أكثر شمولا.

اوباما عليه معارضة الحدود الكولونيالية التي فرضت على المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى والتي تجاهلت شعوبا قديمة وكبيرة مثل الاكراد. تلك الحدود التي خلقت دول متعددة الهويات مع عداوات داخلية عميقة. محاولة اوباما تجاهل انهيار الحدود الكولونيالية المصطنعة تخدم المتطرفين. اذا

استمر تجاهل التفكك الفعلي للعراق وسوريا فان النتيجة ستكون دولة ايرانية واحدة، من طهران حتى حدود اسرائيل، امبريالية تعزز الحرس الثوري المحتل أمام روحاني والمعتدلين.

في العراق توجد اغلبية شيعية. تجاهل الاكراد والسنة ونضال اوباما على وحدة العراق يخلقا عراقا ايرانيا. ايرانية تدفع السنة نحو داعش. في سوريا الاقلية العلوية المدعومة من ايران ما زالت تسيطر على مراكز الدولة. « وحدة سوريا » المزيفة تسقطها ايضا في أحضان ايران. مع غض الطرف عن حزب الله في لبنان تتبلور دولة ايرانية حتى حدود اسرائيل. الحل لذلك بسيط وانساني. الحدود الكولونيالية يجب أن تتغير. الاكراد – الشعب الاكبر في العالم بدون تقرير مصير – يجب أن يحصلوا على دولة. يجب أن تقوم في العراق وفي شمال سوريا، وأن تصل الى البحر المتوسط، وبهذا تمنع اردوغان من الانزلاق جنوبا نحو اسرائيل. السنة في العراق وسوريا يحتاجون الى دولة سنية في المناطق السنية فيهما، واذا أقيمت بصورة صحيحة فيمكن أن تكون براغماتية، وفلسطين يجب أن تكون الى جانب اسرائيل.

فقط بهذه الطريقة يمكن أن يتحقق السلام في الشرق الاوسط. فقط بهذا يتم منع التمدد الايراني حتى حدود اسرائيل والمعتدلون هناك يكون لديهم أمل. فقط بهذا يتوقف دفع السنة المضطهدين الى أحضان داعش. هذا ممكن وواجب.