خبر هل تتكرر معركة جنين في ظل العدوان اليومي في الضفة..؟

الساعة 07:09 ص|07 ابريل 2015

فلسطين اليوم

كلما تعاظم العدوان وزاد في همجيته وقمعه زادت روح المقاومة والتحدي في شعبٍ اعتاد على الصبر والجلدة والتصدي، فتاريخ فلسطين يعاد في كل يومٍ ومع كل حدثٍ جديد، فالناظر في حال الضفة الغربية وما تتعرض له من اجتياحات وعربدة وقمع وتصفية من قبل قوات الاحتلال، يذكرنا جيداً بالحالة ذاتها في أعوام سابقة وتحديداً قبيل معركة جنين البطولية.

بهذا الشكل العدواني الدموي المتغطرس من قبل قوات الاحتلال كانت تحيا أيامها المخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة، والتي خاضت معارك تصدٍ ضارية بطلها أبناء المقاومة، الذين وقفوا ببسالة في أشد المعارك « جنين البطولة » التي استمرت من الأول في نيسان وحتى الخامس عشر من ذات الشهر لعام 2002.

مخيم ضَرَب موعداً مع المقاومة والصبر يوم أن فكر جيش الاحتلال باقتحامه ضمن خطة لاجتياح الضفة الغربية بما سُمي بعملية « بالسور الواقي » والتي أعدتها حكومة آرائيل شارون، وذلك للقضاء على مجموعات المقاومة وتحسباً من أي عملية فدائية مستقبلية، لكن 200 مقاوم من كافة الفصائل ومن قوات الأمن الوطني الفلسطيني وبإعداد مسبق وغرفة عمليات مشتركة وعزم وإيمان كبير استطاعوا أن يتصدوا لاجتياح من قبل كتيبة كاملة تقدر ب 5000 جندي بالإضافة إلى 400 دبابة و 125 جرافة D9 و 50 طائرة مقاتلة.

قوات الاحتلال التي أخذت تنكّل وتسفك دماء المدنيين بشكل أهوج ومجنون، ذلك أنَّ المقاومة في جنين قامت وخلال 15 يوماً بصبِّ الويلات على هذا العدو، فمن قتالٍ في الأزقة إلى تخطيط وزرع للعبوات وتمركز وتغطية، ويبقى ما قيل في هذه المعركة لا يعد شيئاً فيما حدث، فشهود عيانٍ أكدوا سقوط 55 جندي صهيوني في حين قام الاحتلال بقتل 85 فلسطينياً معظمهم من المدنيين بالإضافة لاعتقال عدد كبير منهم، كذلك ما شهده المخيم من تدمير واسع وقصف عشوائي مجنون، وذلك نتيجة لما شهدته قوات الاحتلال من مقاومة ستخلد في التاريخ.

التاريخ يعيد نفسه في الضفة المحتلة الآن، فخوف من عمليات بطولية محتملة، وعدوان مستمر، وسرقة ونهب أراضي ومقدسات فلسطينية إسلامية، واعتقالات يومية متكررة، جميعها تطرح السؤال .. هل ستكرر جنين الثانية لصد العدوان اليومي في الضفة المحتلة.

صادق: « إسرائيل » عندما اقتحمت المخيم ارتكبت حماقةً حيث تكبدت خسائر كبيرة، قتل فيها 23 جندياً صهيونياً، و70 جريحاً، فأصبحت تعي أن دخول المخيمات وكذلك قطاع غزة، لم يعد نزهة للاحتلال، وأصبحت تحسب لها ألف حساب.

خالد صادق

جنين درس لن يُنسى

الكاتب والإعلامي خالد صادق، يرى أن « إسرائيل » تواصل اقتحام المخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة بشكل يومي، فتقتحم نابلس وبلاطة وجنين وقلقيلية وتعيث فساداً فيها بكافة أجهزتها العسكرية، وتعتقل المواطنين، فيما يواصل أبناء شعبنا المقاومة وعلى استعداد للانتفاض وتقديم التضحيات، أمام تضييق الخناق وتحويل المدن لكنتونات صغيرة، وصعوبة التواصل والتنقل فيما بينها.

وأضاف صادق لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن الاحتلال ليس غريباً عليه أن يرتكب مثل هذه الجرائم على مدى سنوات اغتصاب الأرض الفلسطينية، وليس غريب عليه أن يقدم عليها في ظل وجود السلطة، فالاحتلال ارتكب ثلاثة جرائم في قطاع غزة.

وأشاد صادق بأبطال معركة جنين والتي سطر فيها أبطال « سرايا القدس » كمحمود طوالبة وأبو جندل وكافة الفصائل الوطنية، الميامين أروع ملامح البطولة والعزة والإباء وأثبتوا أن المحتل المجرم المدجج بشتى وسائل القتل والإرهاب لن يدخل ديارنا إلا على أجساد جنود الاحتلال.

وأشار صادق إلى أن هؤلاء الأبطال شكلوا أنموذجاً في معركة جنين أوقعوا فيها العشرات من الجنود القتلى والجرحى، ولازال شعبنا معطاء بالأبطال وبالقادة العسكريين، فجاء بعدهم يحيى عياش وصلاح شحادة وكثر ارتقوا شهداء، فشعبنا اعتاد على العطاء في كل مراحل المقاومة.

وقال صادق: إن « إسرائيل » عندما اقتحمت المخيم ارتكبت حماقةً حيث تكبدت خسائر كبيرة، قتل فيها 23 جندياً صهيونياً، و70 جريحاً، فأصبحت تعي أن دخول المخيمات وكذلك قطاع غزة، لم يعد نزهة للاحتلال، وأصبحت تحسب لها ألف حساب.

وتابع صادق، أن الرسالة من اقتحام مخيم جنين وصلت لـ« إسرائيل » لتؤكد أن الدم بالدم، والقتل بالقتل، ولم يعد الشعب الفلسطيني يتلقى الضربات، بل أصبح يُلقن الاحتلال الضربات القوية.

جرادات: مخيم جنين له خصوصية من حيث وجود زخم من قيادات حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري « سرايا القدس »، حيث تتواجد بخبرة ونشاط واستعداد كامل، فكان جنين تحديداً زاخراً بقيادة الجهاد الإسلامي، وكانت تتحرك بإرشادات من قيادتها، وبقوة وإمكانيات عالية


معركة جنين

سرايا القدس.. طليعة مكثفة بجنين

الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات، قال إن معركة جنين البطولية، شَكَلَت معطفاً استراتيجياً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ففي تلك المرحلة، شكلت حالة استثنائية من حيث اختلاف المواجهة مع العدو، فقوات الاحتلال كانت تستطيع ولو بصعوبة اقتحام المخيمات كجنين وطولكرم وبلاطة، بعد استعصاء لمدة معينة.

وأضاف جرادات في تصريح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: أن مخيم جنين كان مختلفاً حيث كان كل متر فيه مستعداً لمواجهة الاحتلال، حيث كانت فيها حالة زخم قيادات من رجال المقاومة فجعلت النتائج في المخيم مختلفة، وكانت درساً للشعب الفلسطيني، كما أن الاحتلال حسبها وبحث في الأمر على كافة المستويات السياسية والإستراتجية لمحاولة تحويل النتائج لايجابية بالنسبة لها لتحتويها وجعلها حدث موضعي.

وحول المعركة بحد ذاتها، أوضح جرادات، أن مخيم جنين له خصوصية من حيث وجود زخم من قيادات حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري « سرايا القدس »، حيث تتواجد بخبرة ونشاط واستعداد كامل، على الرغم من وجود فصائل أخرى، ولكن جنين تحديداً كان زاخراً بقيادة الجهاد الإسلامي، وكانت تتحرك بإرشادات من قيادتها، فكانت الجهاد تتواجد بقوة وإمكانيات عالية، ورجال المقاومة في جنين كانوا دوماً يؤكدون على أن القتال حتى النفس الأخير.

وأشار، إلى أن الفترة الحالية، تستنفذ « إسرائيل » قوة المقاومة، باعتقالهم واستهدافهم، كما أن السلطة غير معنية بالمواجهات المسلحة، وتسير على وتر ايقاع المفاوضات السياسية، مما ترتب عليه حالة من الضعف في المقاومة، يستهدف عدم تكرار أنموذج معركة جنين.   

عقل:الشباب الفلسطيني موحد في مواجهات الضفة، وفي جنين لا تزال معركة نيسان مدرسة عَلَمت أبناء المخيم درس الوحدة الوطنية حتى بعد حدوث الانقسام البغيض.

عبد القادر عقل

هبات مؤقتة

الإعلامي عبد القادر عقل من مدينة جنين قال: إذا ما أعلن الاحتلال عملية واسعة على غرار « السور الواقي » واندلعت انتفاضة جديدة بمباركة جميع الفصائل، فبكل تأكيد لن يبقى أمام الإنسان الفلسطيني إلا خيار الدفاع عن اقتحام الاحتلال لموطنه، مضيفاً أما ما دام هناك فصائل فلسطينية ترى أن الوقت غير مناسب لانتفاضة ولا تتبنى ذلك، فإن معركة نيسان 2002 ستظل صفحة تاريخية فقط.

وتابع في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » ، أن قيام انتفاضة جديدة مرتبط بعدة عوامل، تقسم إلى عوامل غير مباشرة وأخرى مباشرة، بالنسبة للاقتحامات والاعتقالات والإخطبوط الاستيطاني الذي يتصاعد بالضفة والقدس فهذه عوامل غير مباشرة وأقصد تراكمية، وتولد الضغط تدريجياً عند الشعب حتى يصل للعامل المباشر وهو فتيل انفجار الانتفاضة.

ونوه عقل إلى أنه في الانتفاضة الأولى كان الفتيل دهس العمال الفلسطينيين في جباليا، وفي الثانية كان الفتيل اقتحام شارون للمسجد الأقصى، مستدركاً أن الفرصة غير مُهيئة لاندلاع انتفاضة شاملة خلال العامين القادمين، لكن ستتواصل عمليات فردية بالضفة وقد تحصل انتفاضات مصغرة أو هبات مؤقتة كهبة أحداث إحراق الطفل أبو خضير.

وأكد، أن الشباب الفلسطيني موحد في مواجهات الضفة، وفي جنين لا تزال معركة نيسان مدرسة عَلَمت أبناء المخيم درس الوحدة الوطنية حتى بعد حدوث الانقسام البغيض.

بخصوص حملات الاعتقال التي ينفذها الاحتلال، رأى عقل، أنها تأتي في إطار إضعاف الفكر المقاوم، قبل الفعل المقاوم، وهذا واضح من اعتقال صفوة الشعب من أكاديميين ومثقفين وأسرى محررين، فالاحتلال يعرف أن أي هبة لا بد لها من قادة يقودونها، لذلك هو يحاول تنفيذ حملات اعتقال « استباقية » وفق وجهة نظره.