خبر صور: عملية « حولا ».. المسافة إلى فلسطين مجرد رصاصة وشهادة

الساعة 12:22 م|06 ابريل 2015

فلسطين اليوم

 تزوّد الأبطال المجاهدون بخير الزاد؛ فحفظوا القرآن بصدورهم آية آية، وحملوا السلاح، مُدركين الوجهة الحقيقية للصراع. فكانت المسافة بين « حولا » في جنوب لبنان، وفلسطين كلها، مجرد رصاصة وشهادة.

ففي ظهر يوم الإثنين 6/4/1992، وبعد أيام قليلة من قيام العدو الصهيوني بارتكابه مجزرة بشعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في رفح، وتزامناً مع يوم القدس العالمي، وفي سياق الردّ على مشاريع التسوية ونهجه، وإنتقاماً لاغتيال سيد شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان السيد عباس الموسوي، نفذت مجموعة الشهيد رائد الريفي، إحدى مجموعات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عملية بطولية نوعية استهدفت عدداً من كبار قادة العدو، وعلى رأسهم الجنرال إسحاق مردخاي قائد ما يسمى المنطقة الشمالية، والجنرال ميخا تامير ضابط الارتباط الصهيوني، والعميل أنطوان لحد، وعدداً آخر من رجال المخابرات وجنود العدو.

وفي التفاصيل، بعد أن تجاوزت مجموعة الشهيد رائد الريفي، إحدى مجموعات حركة الجهاد الإسلامي المجاهدة العاملة في الجنوب اللبناني الباسل، قرية حولا الحدودية، كمنت لمدة يومين في المنطقة، حيث رصدت كافة تحركات ضباط وجنود العدو الصهيوني في المنطقة.  وبعد ظهر الإثنين 4 شوال 1413 هـ الموافق 6 نيسان 1992، تقدم موكب ضخم يضم عدداً من كبار قادة العدو، وعلى رأسهم الجنرال إسحاق مردخاي قائد المنطقة الشمالية، والجنرال ميخا تامير ضابط الارتباط الصهيوني، والعميل أنطوان لحد، وعدداً آخر من رجال المخابرات وجنود العدو.  وقبل أن يصبح موكب العدو في مرمى نيران المجاهدين بدقائق قليلة، استقل إسحاق مردخاي طائرة هيلوكبتر وعاد إلى فلسطين المحتلة، وأفلت من النيران التي انصبت بعد دقائق على الموكب الذي تمت إبادة جزء كبير منه، وقتل وجرح عدد من ضباط وجنود العدو.

وقد اعترف العدو بمقتل ضابطين صهيونيين كبيرين وجرح خمسة جنود آخرين، من بينهم رجال استخبارات وعدد من جنود العميل لحد، وبتدمير آليتين تدميراً كاملاً.  أما حركة الجهاد الإسلامي فقد أكدت في بيان لها أن خسائر العدو في صفوف جنوده تصل إلى العشرات.

 

وبعد العملية، استطاعت المجموعة الانسحاب بسلام إلى أحد المنازل المُحصّنة قرب حولا، حيث حاصرها العدو والذي استقدم الطائرات والدبابات ووحدة خاصة من قوات « غولاني »، حيث خاض المجاهدون معركة بطولية استمرت لعدة ساعات، قبل أن يستشهد المجاهدون الثلاثة.

والشهداء هم:

-   الشهيد المجاهد: خالد محمد حسن حسن (أبو مجاهد) من مخيم الوحدات ـ الأردن.

-  الشهيد المجاهد: نزار محمود مهودر خصاف (أبو أحمد) من مواليد مدينة الشعلة ـ محافظة البصرة ـ العراق.

- الشهيد المجاهد: عادل كامل ضاهر (أبو داوود) من مخيم عين الحلوة ـ صيدا لبنان.

رد الفعل الصهيونية

لقد جاءت ردود الفعل الصهيونية على العملية البطولية هستيرية، فقد أكد رئيس وزراء العدو الصهيوني آنذاك، إسحاق شامير، أن « الكمين الذي تم نصبه لقافلة إسرائيلية تضم كبار الضباط لم يكن بالإمكان تجنبه ». وأضاف: « سنعرف كيف ننتقم لأنفسنا من حركة الجهاد الإسلامي. »

أما قائد المنطقة الشمالية حينها في جيش العدو، أوري ليبراني، فقال: « إن هذا الكمين أجبر الإسرائيليين على إعادة تقييمهم لرد فعل جماعات المقاومة لمقتل الموسوي. »

وكتب المعلق العسكري في صحيفة « هآرتس »، زئيف شيف، قائلاً: « الجهاد الإسلامي هو تنظيم الأشباح، لا يعرفه أحد وهو القوة الأكثر تنظيماً وقوة ضدنا. إنهم يمتلكون قوة تنظيمية مؤثرة هم الأخطر علينا وعلى جنودنا ».

في عملية « حولا » البطولية، كما في غيرها، أثبت رجال « الجهاد الإسلامي »، صوابية الخط الجهادي ببوصلة مُتجهة إلى فلسطين.. وأن الرصاص لا يمكن أن يبيت إلا في صدر العدو الصهيوني..