خبر بعد الاتفاق- هآرتس

الساعة 10:21 ص|05 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

يضمن اتفاق الاطار الذي تحقق بين ايران والقوى العظمى في يوم الخميس الماضي لجم البرنامج النووي الايراني وفرض رقابة وثيقة عليه على مدى 10 – 25 سنة، مقابل رفع العقوبات. ويفترض بالاتفاق الذي سيتم استيضاح تفاصيله في الاشهر الثلاثة القادمة، ان يبعد ايران عن السلاح النووي، ويعبر عن عودتها الى الحوار الدبلوماسي مع الولايات المتحدة بعد عشرات السنين من القطيعة والعداء، واعتراف القوى العظمى بالقوة الصاعدة للجمهورية الاسلامية. اذا ما اكتمل، فان الاتفاق سيحسن وضع اسرائيل الامني، كون البرنامج النووي الايراني سيدخل في اطار من القيود، الرقابة والتبليغ. اما اذا خدعت ايران القوى العظمى وانتهكت الاتفاق، فانها ستخاطر بعودة العقوبات، او بمنح مبر لعمل عسكري ضدها.

        لقد رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كما كان متوقعا بالتحذير من ان الاتفاق سيء ويهدد مجرد وجود اسرائيل لانه « سيشق طريق ايران نحو القنبلة ». كما تبنى نتنياهو اقتراح خصمه في حملة الانتخابات الاخيرة، اسحق هرتسوغ، في أن على القوى العظمى أن تطالب ايران بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كشرط لاتفاق دائم. حسن أن نتنياهو لم يعد يرى في العداء الايراني لاسرائيل قضاء وقانونا طبيعيا، ولكن اقتراحه يبدو كتقويض للاتفاق اكثر مما هو دعوة صادقة لتحسين العلاقات مع ايران.

        وبدلا من السعي الى تقويض الاتفاق ومواصلة الكفاح ضد الرئيس الامريكي براك اوباما من خلال الكونغرس، على رئيس الوزراء أن يدير حوارا هادئا مع الادارة. عليه أن يترجم وعد اوباما بالحفاظ على أمن اسرائيل الى خطوات عملية، والا يدير معه حرب تصريحات.

        في الاسابيع الاخيرة يبدو أن ايران تقترب من الغرب، في الوقت الذي تبتعد اسرائيل عنه، سياسيا وقيميا. فتنكر نتنياهو لحل الدولتين، وتصريحاته العنصرية تجاه المقترعين العرب في يوم الانتخابات، وضعته في مسار صدام مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية، التي ترى في ايران شريكا مناسبا للحوار، وتطالب اسرائيل بانهاء الاحتلال ومنح مساواة في الحقوق لمواطنيها العرب. ان مواقف نتنياهو تعرض للخطر دعم الغرب، الحيوي لوجود اسرائيل، لامنها وازدهارها. وبدلا من التمترس في معارضتها للاتفاق المقبول من الاسرة الدولية، وبسياسة الاحتلال، الاستيطان والقمع، على اسرائيل أن ترى في الاتفاق مع ايران فرصة لتلطيف حدة النزاعات في المنطقة، والسؤال كيف يمكنها أن تساهم بنصيبها.