خبر سلواد... جبهة مواجهة جديدة لحماية الأرض من الاستيطان

الساعة 12:17 م|30 مارس 2015

فلسطين اليوم

إلى الشرق من مدينة رم الله تقع بلدة سلواد التي باتت مؤخرا تتصدر الأخبار كل يوم جمعة بعد المواجهات التي تندلع على المدخل الشمالي بين الشبان وقوات الاحتلال المتمركزة في البرج العسكري المقام على أراضيها.

سلواد، والتي تعرضت لمصادرات متتالية لأراضيها منذ احتلال الضفة الغربية في العام 1967، لا تزال تحت خطر المصادرة لمئات الدونمات من الأراضي لصالح المستوطنات القائمة.

وبفعلها المقاوم عبر القنوات القانونية والمواجهات التي تجري كل يوم جمعة، استطاعت البلدة إعادة الالاف الدونمات من الأراضي المصادرة لأهالي البلدة، وحماية البعض الآخر من الأراضي من المصادرة.

يقول رئيس البلدية عبد الرحمن حامد أبو صالح، إن القرية حققت قصة نجاح ضد الاستيطان ومصادرة الأراضي، بسعيها الدائم لاستعادة أراضيها المصادرة من قبل الاحتلال لصالح المستوطنة المقامة على أراضيهم.

وبالفعل، كما يقول أبو صالح لفلسطين اليوم، استطاعت البلدة ومن خلال محكمة رفعتها في المحكمة العدل العليا استصدرا قرار بإعادة أراضي جبل « عامون » والمقدرة بخمسة الالاف دونما، وأراضي أخرى تقع شمال المستوطنة، ونقض قرار لإنشاء محطة صرف صحي لصالح المستوطنة على أراضي البلدة.

وبالأرقام تبلغ مساحة بلدة سلواد 18.800 دونما ألف دونما، صادرت قوات الاحتلال 1500 دونما و تم بناء مستوطنة « عوفرا » من كبرى المستوطنات المقامة في منطقة رام الله، وبقيت حوال 12 ألف دونما مصنفه منطقة « جيم » يمنع الاستفادة منها للمواطن الفلسطيني سواء بالبناء أو استصلاح الأراضي أو حتى زراعتها.

و الصراع الدائم على هذه الدونمات، التي يمكن أن تكون مصيرها مصير الالاف الدنمات المصادرة، ومن هنا كانت المعركة القانونية القائمة منذ سنوات ضد التوسع في الجدار و المستوطنة.

بالمقابل كانت مواجهات وفعاليات في كل يوم جمعة على المدخل الشمالي، واللافت في هذه المواجهات أنها تندلع بلا تنظيم أو جهة تشرف عليها، على عكس المواقع الاحتكاك الأخرى.

وبحسب أبو صالح فإن هذه الفعاليات المقاومة على الأرض، شكلت في هذه المرحلة قوة ردع لعدم التفكير من قبل الاحتلال بمصادر المزيد من الأراضي، فقبل شهر فقط كان هناك إخطارات للمواطنين لهدم أبار ارتوازية في المنطقة.

ويجتمع الشبان كل جمعة على المدخل الشمالي من القرية وتبدأ المواجهات مع الاحتلال بين الشبان وقوات الاحتلال الذين يطلقون القنابل الغاز والصوت باتجاههم مما أدى إلى إصابة العشرات الشبان بإصابات مختلفة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، إلى جانب استشهاد فتى خلال هذه المواجهات.

إلى جانب انتهاكات متتالية للجنود على الأهالي حيث يقوموا بمداهمة المنازل وتفتيشها بشكل دائم والعبث بمحتوياتها بعد كل مواجهات تجري في المكان.

وانتقاما من القرية والشبان الذين يخرجون لمواجهة الاحتلال أسبوعيا، ارتفعت حالات المداهمة الليلة والاعتقالات لأبناء البلدة، وباتت الاعتقالات تتخذ صفة الجماعية، ووصل عدد المعتقلين في البلدة إلى حوالي 50 معتقلا ما بين موقوف ومحكوم، بينهم محكوم عليهم بالمؤبدات.