خبر عائق غير متوقع يمكنه منع التوقيع- معاريف

الساعة 10:52 ص|29 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

          (المضمون: من الواضح الآن أن الجهد الذي قام به نتنياهو لمنع توقيع اتفاق مع ايران حتى بثمن المواجهة مع اوباما، قد فشل. ومن الواضح ايضا أن الدول العربية المعارضة للاتفاق ستبدأ بفحص امكانية انتاج السلاح النووي الذي من شأنه أن يقود الى سباق التسلح النووي في الشرق الاوسط غير المستقر - المصدر).

          وصول وزراء خارجية فرنسا والمانيا الى لوزان في سويسرا أمس والانضمام المتوقع لنظرائهما من روسيا والصين وبريطانيا تدلل على أن الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني هو شبه مؤكد. فقط عوائق دراماتية وغير متوقعة في اللحظة الاخيرة يمكنها منع التوقيع على الصفقة. الموجودون في لوزان منذ يوم الخميس هم وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي سوية مع الرئيس براك اوباما هما عرابي الصفقة وهما من دفع للتوصل اليها أكثر من أي شخص آخر، وكذلك وزير خارجية ايران، محمد ظريف.

          الحديث يتعلق باتفاق اطار يتضمن المباديء التي تهدف الى تقليص البرنامج النووي الايراني وابعاد ايران عن القدرة على انتاج السلاح النووي خلال فترة زمنية قصيرة، مقابل الغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. اتفاق الاطار والمباديء من شأنه أن يقود الى استمرار المحادثات – التي ستأخذ شكلا تقنيا – وأن تنتهي بالتوقيع على الاتفاق الدائم حتى نهاية حزيران 2015. الاتفاق الدائم من شأنه أن يحل محل الاتفاق المرحلي الذي ما زال ساريا منذ تشرين الثاني 2013. اغلبية مباديء اتفاق الاطار، كما تشير التقارير من لوزان، سيتم نشرها – باستثناء البعض الذي سيبقى سريا. بهذا يأمل اوباما وكيري أن يظهروا لمعارضي الاتفاق في الداخل (الحزب الجمهوري والاقلية لدى الديمقراطيين) والخارج، وفي الاساس لاسرائيل ودول غربية مثل تركيا، أن هذا اتفاق جيد اقتضته الضرورة.

          يبدو أن المباديء المتفق عليها، التي تحدثت عنها وسائل الاعلام اكثر من مرة هي أن عدد اجهزة الطرد المركزي الفاعلة التي تخصب اليورانيوم، سيتم تقليصها من 10 آلاف الآن الى نحو 6 آلاف. يوجد لايران ايضا نحوا من 10 آلاف جهاز طرد مركزي تم تركيبها ولكن بناء على الاتفاق المرحلي فانها معطلة. كما ستضطر ايران الى أن تنقل الى دولة اخرى جزء من مخزون اليورانيوم المخصب (بمستوى 5 بالمئة فقط) الذي قامت بتخصيبه، وتستطيع تخصيبه في المستقبل، ولكن بصورة محدودة.

          مع ذلك ما زال غير معروف عن أي كمية يدور الحديث. فترة سريان الاتفاق ستكون عشر سنوات على الأقل، خلالها يكون هناك اشراف تام على المنشآت النووية الايرانية. وكذلك تكون هناك تقييدات على قدرة ايران على انتاج البلوتونيوم في المفاعل النووي الذي تعمل على بنائه في اراك. يمكن التقدير أن نشر الاتفاق سيكون من شأنه فقط تعزيز المعارضين له وتعزيز موقفهم بأن الحديث يدور حول « اتفاق سيء »، كما وصفه أكثر من مرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

          لكن في نهاية المطاف فان جودة ونوعية الاتفاق ستحددها الاجابات على عدد من الاسئلة التي سنحصل عليها فقط اليوم أو غدا عندما يتم التوقيع على الصفقة، اذا حدث ذلك. وهاكم الاسئلة: هل سيمنع الاتفاق ايران من مواصلة البحث والتطوير وتجارب نماذج جديدة من اجهزة الطرد المركزي؟ الحديث يدور حول نماذج متقدمة تستطيع أن تدور بشكل أسرع وأن تنتج بصورة أنجع اليورانيوم أكثر من تلك الموجودة اليوم في الموقع المركزي لتخصيب اليورانيوم في نتناز. النماذج الجديدة موجودة الآن في الموقع المحصن تحت الارض والمخصص لتخصيب اليورانيوم في فوردو. اذا حظر على ايران القيام بنشاطات البحث، فان ذلك يعني أن المنشأة في فوردو ستعطل. سؤال آخر هو متى ستتم ازالة العقوبات؟ ايران كما هو متوقع تطالب بازالتها فورا.

          سؤال ليس أقل أهمية هو هل سيجبر الاتفاق ايران على الاجابة على كل الاسئلة التي طرحت عليها بشأن النشاطات في الماضي التي نفذتها في كل ما يتعلق بـ « مجموعة السلاح » (محاولات لصنع القنبلة، وتحضير رأس سهم على صاروخ وفحص الردود المتسلسلة للانفجار). في الغرب يسألون ايضا فيما اذا ستُمكن طهران المراقبين الدوليين من زيارة المواقع المشتغل بها والتي منعت حتى الآن الرقابة عليها. في غياب الاجابة على هذه الاسئلة، يمكن بالتأكيد القول إن الحديث يدور عن اتفاق سيء.

          على كل حال، اذا لم يكن الاتفاق سيئا الى هذه الدرجة فمن الواضح أن الجهد الاسرائيلي الذي قاده رئيس الحكومة نتنياهو لمنع عقد أي اتفاق، حتى لو كان ثمنه المواجهة مع اوباما، قد فشل. من الواضح ايضا أن الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر وايضا تركيا، الذين يعارضون الاتفاق الآخذ في التبلور، وترى فيه نصرا ايرانيا واعطاء شرعية لتطلعات النظام في ايران للسيطرة على الشرق الاوسط، ستدرس منذ اليوم بصورة اكثر جدية اقامة برامج نووية خاصة بهم تناسب تلك التي لدى ايران، ومن شأن ذلك أن يقود الى أن يبدأ في الشرق الاوسط غير المستقر سباق تسلح نووي.