خبر برافو بيبي، برافو - هآرتس

الساعة 12:59 م|27 مارس 2015

فلسطين اليوم

برافو بيبي، برافو - هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: يمكن لبيبي أن يواصل الخداع كي يبقى في الحكم ولكن اسرائيل هي التي ستدفع الثمن من حيث أن العالم سيتجند ضد سياسة الاحتلال من جهة وسيتذكر قدرتها النووية، اضافة الى العداء لليهود حتى في أمريكا - المصدر).

لدينا على ما يبدو شعب يعيش في عالم مسحور، توجد فيه مملكة وفيها تحكم ملكة، تحتسي على حد قول عامل من بلفور 3 ثلاث قناني شمبانيا في اليوم؛ وزعيم مع كرش وربطة عنق زرقاء (مثل ربطة عنق اوباما)، اختاره الرب للحكم، لولاية ثالثة، رابعة وربما خامسة، قبل ان يصل الى الرئاسة. إذ في هذه الانتخابات حقق بيبي الشعار الذي استخدمه مناحيم بيغن « يا رب للحكم اخترتنا ». هذا اذا كان يمكن أن نصف الجسم الذي يقف على رأسه منذ ثلاث ولايات، حكما.

الامر البارز الذي اكتشفه الاسرائيليون في الانتخابات هو القدرة أو الكفاءة للكذب دون خجل في صناديق الاقتراع. فالمتفرغ الحزبي الاسطوري لحزب مباي، شرغا نيتسر، كان يقول انه يجب الحفاظ على صناديق الاقتراع بعد كل حملة انتخابات لليلة واحدة على الاقل في الاقبية. لماذا؟ « لان الصندوق ينام، يفكر ». لقد تعلم شعب اسرائيل كيف يكذب حتى في سمع المستطلعين على نحو شبه صريح. هكذا زيفوا فتسببوا بيوم غفران للمستطلعين. وكأنه ينقصنا غشاشون وخداعون طبيعيون. وكذا من وعد بالسلام، ومن وعد بالسكن، ومن وعد بثراء خفيف – كلهم كذابون.

في كل الاحوال، نتيجة الانتخابات ستكون ضررا حقيقيا على علاقات الولايات المتحدة – اسرائيل. فالتدهور في العلاقات هو لعب بالنار من زاوية نظر ردعية. بيبي ملزم بان يحذر جدا بلسانه امام الادارة الحالية وتلك التي ستأتي بعدها (بيبي سيكون في حينه ايضا، ربما حتى بعد الرئيس الذي سيأتي بعد اوباما ايضا). عليه أن يعين وزير خارجية مستوٍ بعقله وطبيعي (اذا كان ممكنا) وسفيرا معتدلا لديه قدرة وصول الى البيت الابيض. والاهم من ذلك، ان يحرص على الا يكون رئيس الوزراء كذابا. ولا سيما الا يكذب للرئيس الامريكي، فيعرض الصورة الكبيرة والحقيقية في موضوع السلام مع الفلسطينيين.

ان مصيرنا سيتقرر من خلال الضغط الخارجي الذي سيمارسه العالم. تحت الضغط، بيبي سيتراجع. وعندما سيتراجع، فان نفتالي بينيت والمتطرفين في الحكومة سيستقيلون. وعندها سيكتشف بيبي، بانه مع 59 نائبا لا يمكن ان يواصل ليكون ملك اسرائيل. في ك حال فانه في 2017 سينتهي اتفاق المساعدات الامنية الامريكية مع اسرائيل. واوباما لن يكون عندها رئيسا. ولكن الاتفاق الامني سيكون موضوعا على الطاولة. وهو لن يلزم الرئيس التالي. بيبي الذي نعرفه، البطل- الجبان المعروف، لن يجمد البناء في المناطق رعبا من بينيت، ليبرمان، دانون وباقي الحوتوبليين. وسيحاول مرة اخرى الخداع، ولكن لا يمكن لاي خطاب مسقع في الكونغرس ان يقر له هذه المرة. فأمريكا لن تسمح في المستقبل بعروض تهريج كهذه.

لقد قرأ بيبي الخريطة على نحو سليم. فهذا الشعب يميني. لا يحب العرب. هذا ليس من اليوم ولا من الامس. واولئك الذين يسمون أنفسهم المعسكر الصهيوني، أي مباي سابقا، اخترعوا جنون الاستيطان. هذا يعني أننا في الطريق الى أماكن سيئة. علينا أن نستعد لاتساع الضغينة واللاسامية في العالم. نعم، في امريكا ايضا. فغير كثيرين يذكرون بانه قبل الكارثة سادت في امريكا لاسامية. يهود لم يكونوا يعينون رؤساء بنوك وشركات نفط. بعد الحرب العالمية يوليوس وآتل روزنبرغ، كلاهما يهوديان، زوج وامراة، أعدما بتهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفييتي.

ان استمرار السلوك غير العادل تجاه الفلسطينيين من شأنه أن يبعث مرة اخرى تلك اللاسامية التي كانت ذات مرة. والكيمياء التقليدية مع الولايات المتحدة لا تزال سارية، ولكن ليس الى الابد يمكن تجاهل اقوال رئيس الطاقم في البيت الابيض: « اسرائيل لا يمكنها أن تحكم شعبا آخر الى الابد ». هذا القول، الذي يبدأ من الشقاق بين حكومة بيبي وادارة اوباما، سينطلق وينتشر كالتسونامي في العالم كله. سيأتي يوم يترك فيه عالم غاضب برئاسة اوباما ايران لحالها و« يتصدى » بالذات للسلاح النووي، الذي حسب منشورات أجنبية، يوجد لدى اسرائيل.