خبر نتنياهو كان متقدما طوال الوقت- معاريف

الساعة 11:01 ص|23 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

          (المضمون: اتضح أن الساكنة من سدروت تفهم في الأمن ليس أقل من الجنرالات الذين خرجوا ضد رئيس الحكومة. لقد صوتت لنتنياهو لأنها تخاف من العرب ومن القنبلة الايرانية - المصدر).

          « الشعب ضاق ببيبي »، كانت هذه الجملة التي جسدت الوصايا العشر لصحافتنا. الواقع كان مختلفا. أريد التطرق لنقطتين تتعلقان بموضوع فهم الواقع. الاولى تتعلق بالمفاجأة. في الحقيقة لم تكن مفاجأة في الانتصار الكاسح لنتنياهو. لماذا؟ في كل الاستطلاعات التي رأيتها كان نتنياهو متقدما بأغلبية ساحقة. وفي الايام الاخيرة كان رئيس الحكومة ما زال متقدما بفارق كبير على هرتسوغ. هذا الفارق لم يجد تعبيره في تجزئة التصويت للاحزاب. الليكود انخفض وتولد عندنا تناقض. كان العنوان مكتوب على الحائط: الشعب يريد بيبي أكثر من بوجي.

          وسائل الاعلام بأغلبيتها تجاهلت ذلك ببساطة. كان من الاسهل عليها الاستناد الى المعلومات المرغوبة لها، هبوط الليكود مقابل صعود المعسكر الصهيوني. حسب تقديري في اللحظة الحاسمة عندما تجند نتنياهو شخصيا وأشار الى هذا التناقض فان التصويت في صناديق الاقتراع أعطى التعبير الصحيح لما هو مكتوب على الحائط طوال الوقت: الشعب يريد بيبي.

          النقطة الثانية تتعلق بفهم الناس الذين يعيشون في الواقع الاسرائيلي. في سفيون وكفار شمرياهو مثلا حظي المعسكر الصهيوني بأغلبية كبيرة جدا. بعده جاء لبيد ومن ثم جاء الليكود. هذه الاماكن التي يعيش فيها الناس الحياة الرغيدة جدا، أعطت اغلبية الاصوات للاحزاب التي صرخت أن كل شيء غير جيد، كل شيء سيء وأننا ملزمون بالتغيير، واذا لم يأت التغيير فسيحل علينا الظلام. مرة ثانية تناقض. السكان هناك أو في أي مكان شبعان آخر حول إمارة تل ابيب الشمالية، يريدون أن يتغير نمط الحياة، هكذا كما يبدو هو الامر في عالمنا: اولئك الميسورين يستطيعون دائما أن يتحدثوا عن مدى سوء الاوضاع في دولتهم.

          الليكود لم يكسب فقط في المحيط. فقد فاز في كل المدن الكبيرة، في المركز باستثناء الشارون: حولون، رحوفوت، بات يام، ريشون لتسيون، بتاح تكفا، نتانيا والخضيرة، وفي مدن اخرى شمال الدولة. الامر المسلي هو أنه في المدن الحدودية، في نفس المدن التي عانت من حماس وحزب الله، كانت لليكود اغلبية واضحة: اسدود، عسقلان، سدروت، بئر السبع، نهاريا وكريات شمونة.

          « مسعودة » من سدروت، نفس النموذج لليسار التل ابيبي، يبدو أنها تفهم في الأمن أكثر من جنرالاتنا. فهي تفهم بعقلها السليم أن كل ما قيل عن انتصار حماس في الجرف الصامد هو كلام فارغ. وتثق بالجيش الاسرائيلي وتفتخر بالقبة الحديدية. اقوال بيبي عن ايران والعرب لا تخيفها، لأنها في نظرها امور طبيعية. في الحقيقة هي تخاف من العرب لأن لها تجربة دموية معهم، وهي في الحقيقة تخاف من امكانية أن تسقط عليها قنبلة نووية في أحد الايام. هي تذكر أن بيبي وايضا بوجي حذرا في فترة الانفصال من أنه ستسقط عليهم الصواريخ من غزة في الوقت الذي أكد لهم فيه الجنرالات أن ذلك مجرد تخويف.

          كما يوجد لديها اعتزاز واحترام. فهي لا تستطيع تحمل أنهم طوال الوقت يشتمون رئيس حكومتها.  وهي تعتز بدولتها رغم أن وضعها الاقتصادي ليس الافضل. لكنها ترى بأم عينيها أنه ليس كل شيء سيئا وأن هناك الكثير من الامور الجيدة. هي تحتقر التبجح والتعالي الذي يُظهره نحوها « المثقفون » من تل ابيب، فهؤلاء ليس لديهم التجذر اليهودي الذي لديها.