خبر المسألة الفلسطينية -يديعوت

الساعة 11:01 ص|22 مارس 2015

فلسطين اليوم

العالم ينتظر المبادرة الاسرائيلية

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: لو كان نتنياهو عن حق وحقيق يعترف بنتائج الانتخابات، فان عليه أن يطلق اعلانا يقول انه سيشرع باعادة تقويم افكاره في الموضوع الفلسطيني – ان لم تكن دولة – فشيء آخر - المصدر).

نعم قلت، لا لم أقل، قصدت، لا لم اقصد، ما قلته هو ان الواقع تغير. هكذا تبدو التفسيرات والحجج التي يطلقها رئيس الوزراء في المقابلات في الولايات المتحدة على خلفية الانتقاد الذي توجهه له الادارة الامريكية في أعقاب تصريحه قبل لحظة من اغلاق صناديق الاقتراع. فبعد أن اجترف 30 مقعدا لليكود في الانتخابات، مطالب نتنياهو الان بان يواجه زعماء العالم، الذين أخذوا على محمل الجد ما قاله، ولا سيما في الايام الاخيرة من حملة الانتخابات والتي « شرب » خلالها عمليا المقاعد من أحزاب اليمين الاخرى.

لقد وعد رئيس الوزراء في الا تقوم في فترة ولايته دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. كما صرح بان اعلانه قبل ست سنوات في جامعة بار ايلان بانه سيسعى الى تسوية مع الفلسطينيين على اساس اقامة دولة فلسطينية لم يعد ساري المفعول. وحين كان يخيل له ان من شأنه أن يخسر في الحملة الحفاظ على مكانه في المنزل الرسمي في شارع بلفور في القدس، اطلق تصريحا يقول فيه ان العرب يتدفقون بجموعهم الى صناديق الاقتراع، حيث تنقلهم الى هناك جمعيات اليسار، بهدف اسقاطه من الحكم. العرب على الجدران، هكذا اراد للناخبين أن يفهموا تحذيره. لا يوجد وصف آخر لهذا القول المفزع ضد المواطنين الاسرائيليين الذين استغلوا حقهم الكامل في اداء واجبهم المدني.

العالم، اذا ما تحدثنا بشكل جارف، أخذ كما أسلفنا على محمل الجد اقوال رئيس الوزراء. واصحاب القرار في الادارة الامريكية، بسذاجتهم، انطلقوا بلا ابطاء الى التنديد الذي جاءت بعده تصريحات مشابهة من عواصم العالم. لقد أعلنت ادارة اوباما بانه في ضوء تصريحات نتنياهو فانها ستجري تقويما جديدا للسياسة الخارجية الامريكية في المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية.

وننتقل الان الى ما حصل عندنا: لقد فازت أحزاب اليمين في الانتخابات وبانتظارنا قيام حكومة برئاسة نتنياهو. ويتسلم رئيس الوزراء في ولايته الرابعة الدفة لان يغير لاي اتجاه يريد في كل ما يتعلق بالتصدي للمسألة الفلسطينية.

لو كان نتنياهو عن حق وحقيق يعترف بنتائج الانتخابات، فان عليه أن يطلق اعلانا يقول انه سيشرع باعادة تقويم افكاره في الموضوع الفلسطيني – ان لم تكن دولة – فشيء آخر. اما التراكض من فوق موجات الاثير ومحاولة اعادة موجة تصريحاته عشية الانتخابات، فهذا ليس جديا وليس مصداقا.

لقد درج أحد اصدقائي الذين يسكنون في مستوطنة قديمة على الاتصال بي بعد نشر أنباء و « مكتشفات » عن استعداد نتنياهو للانسحاب من هذه المناطق وغيرها في يهودا والسامرة. وأنا اقول له دوما – لا تقلق، نتنياهو لا يعتزم الانسحاب او حتى تسليم ذرة واحدة من الاراضي للفلسطينيين. اليوم أيضا لا يعتزم نتنياهو الوصول بمبادرته الى أي حل وسط مع الفلسطينيين. الامر الوحيد الذي تغير، من ناحيته، هو التعليل لرفض التسوية. فالان هو يدعي بان الواقع تغير.

لشدة الاسف، الواقع لم يتغير. نحو اربعة ملايين فلسطيني في المناطق التي تحوزها اسرائيل منذ 67 لن يوافقوا على العيش الى الابد تحت حكم اسرائيلي دون حقوق كاملة. كما ان عرب اسرائيل، بالمناسبة، يتوقعون حقوقا كاملة، حتى لو كانوا مطالبين بان يؤدوا واجبات كاملة.

ان قصة جيرتنا مع الفلسطينيين لا ترتبط بداعش او بالاسلام المتطرف. فالعالم لن يحتمل الى الابد ان تكون دولة مستقلة، مع لوبي قوي في امريكا ومع توقع بان يتعاطوا معها كدولة متنورة تريد أن تكون عضوا كاملا في العالم المتنور، تواصل عمل كل ما يروق اليها.

يا رئيس الوزراء، الاسرة الدولية تنتظر ان تسمح منك كيف ستضمن لملايين الفلسطينيين حقوقهم في تقرير المصير. على أي حال، من الافضل، من اجلنا، ان تقرر الى اين تتجه اسرائيل قبل أن يفرض عليها العالم حلا. لقد حل وقت الحقيقة