تُوقعَ إقرار قانون يهودية الدولة في الكنيست بعد تنامي اليمين المتطرف

خبر 'المشتركة': لن ندخل حكومة نتنياهو وهجمة عنصرية محتملة ضدنا والحرب على غزة متوقعة

الساعة 02:33 م|21 مارس 2015

فلسطين اليوم

أكد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة العربية المشتركة المحامي أسامة السعدي أن التكتل العربي داخل الكنيست سيكون قوة برلمانية وازنة، يحسب حسابها، وأنها ستضع رؤيتها في مجمل القضايا، وستتصدى للحكومات اليمينية المتطرفة التي تنتقص من حق الفلسطينيين.

وأوضح السعدي لـ« فلسطين اليوم » أن القائمة المشتركة ستكون « قوة وزانة » ليس فقط في قول كلمتها في تشكيل الحكومة القادمة أو التصويت لها أو عليها، وإنما في أي تصويت يجري في الكنيست القادمة والتي ستعمل من خلاله للجم السياسات اليمنية المتطرفة ضد العرب، وأنها ستكون موجودة رغم انف اليمينيين  في اللجان المختصة في الكنيست، مشيراً ان الصوت العربي من خلال وجوده العريض في الكنيست بات مؤثراً أكثر من أي وقت سبق في المشهد الإسرائيلي.

 السعدي: اليمين الإسرائيلي بدء يستشعر قوة الصوت العربي في الكنيست الإسرائيلي وأتوقع حملة عنصرية كبيرة ضد العرب داخل إسرائيل لإقصائهم في المرات المقبلة عن الانتخابات الإسرائيلية



اسامة السعدي

وحصلت الأحزاب العربية الإسرائيلية (القائمة المشتركة) على 13 مقعدا في الكنيست، ويعتبر ذلك أكبر حصة يحصل عليها العرب منذ أحتلال فلسطين، ما يضعهم أمام امتحان كيفية استثمار هذه القوة البرلمانية الوازنة.

وقال السعدي:« على الرغم أننا كنا نصبو إلى عدد اكبر من المصوتين، ومقاعد أكبر، إلا أننا نفخر بما حققناه من إنجاز تاريخي لأول مرة، وبتنا اليوم ننافس اليمين المتطرف، وانتصرنا على أحزاب يمنية عدة كحزب ايلي يشاي (..) بتنا اليوم أكثر وزنا من ليبرمان الذي هدد بإقصائنا وجز رؤوسنا ».

وبين أن اليمين الإسرائيلي بدء يستشعر قوة الصوت العربي في الكنيست الإسرائيلي، متوقعاً حملة عنصرية كبيرة ضد العرب داخل إسرائيل لإقصائهم في المرات المقبلة عن الانتخابات الإسرائيلية.
 

وأضاف :« اليمين الإسرائيلي منذ عام 1948، مارس على العرب كل أشكال العنصرية والتي من بينها ترانسفير، وبرافر النقب، وهدم البيوت والقرى، وترحليهم تحت حجج أمنية واهية، إضافة لامتهان الديانات من خلال الإجراءات العنصرية في المسجد الأقصى ».

ولم يخف السعدي خشيته إلى جانب الأحزاب العربية من سياسات قمعية مرتقبة بحق العرب، مشيراً أنهم سيبذلون قصارى جهودهم لعرقلتها ومنعها.

 السعدي: حكومة يمينية برئاسة نتنياهو لن تدوم طويلا وستعقد من المشاكل السياسية التي تعاني من إسرائيل

كما وشدد أن القائمة المشتركة العربية لن تدخل في حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة، ولن تصوت لها في الكنيست، مؤكداً أنهم يرفضون في ذات الرؤية الدخول في حكومة وحدة وطنية نتنياهو – هرتسوغ.

وتوقع السعدي أن يتمكن بنيامين نتنياهو زعيم حزب (الليكود) من تشكيل حكومة يمينية، مشيراً ان الحكومة اليمينية ستكون ضيقة ومنغلقة وستخلق لإسرائيل « مشاكل كبيرة »، وبعدها ستنهار من الداخل.

ولفت ان دخول هرتسوغ في حكومة نتنياهو (وحدة وطنية) سيجمل حكومة اليمين وسيعطيها شرعية أكثر لتطرفه، آملاً أن لا يدخل هرتسوغ في الحكومة القادمة وان يكون في صف المعارضة لكي لا يضفي صورة حسنة لتطرف نتيناهو.

القائمة المشتركة أصبحت القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي ومن الممكن أن تترأس المعارضة حال تشكيل حكومة (وحدة وطنية) هرتسوغ – نتنياهو

كما، وأوضح ان القائمة المشتركة أصبحت القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي، وانها من الممكن أن تترأس المعارضة في حال تم تشكيل حكومة (وحدة وطنية) هرتسوغ – نتنياهو.

وأظهرت النتائج حصول الليكود على 30 مقعدا في البرلمان (الكنيست)، المؤلف من 120 عضوا، في حين حصل منافسه الرئيسي (المعسكر الصهيوني) بزعامة إسحاق هرتزوغ الذي يمثل يسار الوسط على 24 مقعدا.

وبحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، فقد حصل معسكر اليمين على ما مجموعه 67 مقعدا من أصل 120 في البرلمان الجديد.

ومن المتوقع أن يقوم الرئيس رؤوفين ريفلين بتكليف نتنياهو، الذي يحكم الدولة منذ عام 2009، بتشكيل الحكومة المقبلة.

السعدي: نتنياهو سيركل حل الدولتين وسيزيد من الاستيطان وسيشدد الحصار على غزة وقد يُقدم على حرب رابعة

وبين السعدي ان الفارق في تقدم نتنياهو (الليكودي) بشكل غير متوقع في الانتخابات جاء بعد ان استخدم في اللحظات الأخيرة للانتخابات العرب كفزاعة لتخويف الإسرائيليين منهم، لافتاً أنهم سيتقدمون بشكوى رسمية إلى لجنة الانتخابات العامة بسبب كسر نتنياهو لحالة الصمت الانتخابي، ولتحريضه على العرب لكسب مزيد من الأصوات اليمينية.

وحول سياسة حكومة نتنياهو المتوقعة في العلاقة مع الفلسطينيين، أكد السعدي أن نتنياهو لن يغير من سياساته العنصرية تجاه الفلسطينيين بصفة عامة، وانه سيعقد من دفع عملية التسوية بشكل منقطع النظير؛ الأمر الذي سيضر بعلاقاته الخارجية مع أوروبا وأمريكا ودول العالم التي تطالب بحل الدولتين لإنهاء الصراع.

وأوضح أن المتوقع من سياسة نتنياهو وحكومته اليمينية تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، متوقعاً شنه حرب إسرائيلية خلال عمله كرئيس لحكومة يمينية متطرفة.

نتنياهو استخدم العرب كفزاعة لجلب مزيد من الأصوات اليمينية

ولفت أنه سيزيد من الاستيطان وقضم للأراضي الفلسطينية، وسيزيد من سياساته العنصرية بحق العرب والفلسطينيين بصفة عامة، متوقعاً في الوقت ذاته أن يطرح اليمين الإسرائيلي المتطرف من جديد قانون يهودية الدولة وأن يضغط بهذا الاتجاه أكثر من أي وقت مضى خاصة أن اليمين هو المسيطر على مرافق الكنيست.

وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات 72.36% بارتفاع نسبته 4% عن انتخابات عام 2013.

وقد توزعت أصوات على أحزاب صغيرة لم تتمكن من اجتياز نسبة الحسم البالغة 3.25% من عدد الأصوات التي تمكنها من التأهل لدخول البرلمان.

يُذكر أن لجنة الانتخابات المركزية أعلنت، في وقت سابق، أن النتائج النهائية الرسمية سيتم الإعلان عنها الأربعاء المقبل، قبل أن تعلنها اليوم الخميس.

ووفق تلك اللجنة، يحق لخمسة ملايين و881 ألفا و697 إسرائيلياً الإدلاء بأصواتهم بانتخابات الكنيست.

وشارك بالانتخابات، التي جرت الثلاثاء، أربعة ملايين و253 ألفاً و336 ناخباً، بنسبة 72.3%. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة أربعة ملايين و209 آلاف و407 أصوات.

 

 

كلمات دلالية