خبر مصوتو نتنياهو- يديعوت

الساعة 10:07 ص|19 مارس 2015

فلسطين اليوم

مصوتو نتنياهو- يديعوت

ليسوا أغبياء

بقلم: أرييلا رينغل هوفمان

(المضمون: من صوت لنتنياهو والليكود ليسوا أغبياء، فهم يعرفون بان الحل السياسي الذي يقترحه اليسار لم يعد مناسبا في ضوء الحرب الحضارية الجارية في محيطنا - المصدر).

تفيد المعطيات بان أكثر من 70 في المئة من اصحاب حق الاقتراع كلفوا نفسهم العناء بالتوجه الى صناديق الاقتراع. 4 في المئة اكثر مما في الانتخابات السابقة. وقد فعلوا ذلك أغلب الظن لانهم توصلوا الى الاستنتاج بان هذه انتخابات هامة ويجب عدم القفز عنها. وصوت لليكود قرابة مليون شخص (وللدقة: 924.766 شخص، قبل احصاء أصوات الجنود). قرابة مليون شخص تحاول أحزاب الوسط واليسار الاسرائيلي منذ بضعة اشهر اقناعهم  بتغيير القرص، الانتقال الى معسكر آخر، النظر الى الواقع في عينيه، وعدم التصرف « مثل القطيع عديم الادراك، الذي يسير خلف الراعي عديم المسؤولية مباشرة نحو الهاوية »، على حد تعبير أحد المتنافسين.

جربوا – لم ينجحوا. اما خلاصة الجهد فصاغها من صاغها أمس في الشبكة: « انتم أغبياء، وانتم ستكونون أغبياء فقراء، أغبياء مضروبين، أغبياء لا ينهون الشر. أغبياء بدون شقة، أغبياء بدون تعليم مناسب، أغبياء يموتون في حروب زائدة، يدفعون ضرائب باهظة، يشترون بوظة فستق لطاغية منقطعة. اغبياء يحبون التبويل عليهم ».

خلاصة قصيرة: 36 كلمة بالاجمال، كتبها احد ما في غضب شديد، وبالمناسبة، ليس لدي فكرة من هو، إذ أن الشريط وصل الي دون ذكر اسم الكاتب.

ولكن « ر » مثلا، أحد « الاغبياء » على حد تعبير الكاتب، يسكن في فيلا جميلة، فيها بركة سباحة. وهو ليس فقيرا، وهو ينهي الشهر بشكل جميل. كل أربعة ابنائه خدموا في وحدات مختارة، ثلاثة منهم - الرابع لا يزال في الجيش – انهوا الماجستير في تخصصات منشودة، واحدة ستنهي قريبا الدكتوراة. هو نفسه ولد وتربى في وسط البلاد، في مدينة استقر فيها أبواه، اللذان نجحا في الوصول الى البلاد قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، على نحو جميل.

« اذا كان ينبغي لي أن اختار رفيقا، كنت سأختار اسحق هرتسوغ وافضله على بنيامين نتنياهو »، يقول، « أنا لست أعمى ولست لا مبالٍ من نواقصه، ولكني اصوت لليكود لاني اعتقد بان الحل السياسي كالذي يقترحه اليسار ليس ذا صلة في ضوء الحرب الحضارية التي تجري حولنا، لاني اعتقد أن لاسرائيل القدرة والحق في الوقوف عند رأيها حتى حيال الولايات المتحدة في مسائل تتعلق بوجودها، وأعتقد ان المواقف التي يعرضها اليسار في المواضيع الاقتصادية اشكالية ومن شأنها أن تمس بالطبقات الفقيرة والا تنقذها. فمعالجة موضوع الغاز هو فقط مثال واحد على ذلك ».

هكذا ايضا « ج »، رجال أعمال ناجح جدا، يشارك في عدة مشاريع مجتمعية، يصوت لليكود منذ سنوات، وكذا « م »، عالمة كبيرة. وثلاثتهم، ولا مفر من الاعتراف بذلك، الى جانب عشرات الالاف الاخرين، ان لم يكن مئات الالاف الاخرين مثلهم - طبقة وسطى فما فوق، متعلمون، ذوو مهن حرة، الى جانب غير قليل من الاشخاص في الوسط وفي بلدات المحيط، بما في ذلك الكادحون – يعرفون شيئا أو اثنين عن واقع حياتنا، ولا يزالون فضلوا التصويت لنتنياهو. لنتنياهو مع تقرير المراقب، أثاث الحديقة المتنقلة، بوظة الفستق والتعقيب المنفر الذي نشره عن التصويت الجماهيري لعرب اسرائيل. وليس ثمة أي تلاعب رقمي، مهما كان أشوه، يجعل هؤلاء الاشخاص حالات اجتماعية، قطيع عديم العقل، مقبلين للمزوزات، منبطحين على قبور الاولياء وما شابه – إذ بالفعل، هم ايضا وضعوا بطاقة م ح ل (الليكود) في صناديق الاقتراع.

بتعبير آخر: من يريد ان يصل الى « ر » وأمثاله في المرة القادمة، يجب أن يغير اللغة. ان يبدأ من البداية. أن يتخلى عن الادعاء بان المشكلة في الانتخابات الديمقراطية تكمن في حقيقة أن صوت مسعودة من سديروت يساوي صوت بروفيسور في الجامعة العبرية، مثلما قيل هذا أمس. التنازل عن هذا الادعاء والبحث عن افضل منه، إذ كل أب مبتدىء يعرف أن العملية التربوية لا يمكنها أن تبدأ بالقول « الويل لك يا ابني، كم أنت تمبل ».

الا اذا كان الوسط – اليسار الاسرائيلي، ميرتس والمعسكر الصهيوني – والذي في صالح قادته نوضح بانهم امتنعوا بالذات عن تعابير من هذا النوع – قرر ان يتنازل عن « ر » وعن مسعودة، وان يسمح للنشطاء بالاكتفاء بالتنفيس من النوع السيء مثل التعقيب الذي اقتبس هنا.