في ندوة لمركز أطلس

خبر مثقفون وساسة يناقشون « حل الدولتين »

الساعة 11:21 ص|16 مارس 2015

فلسطين اليوم

ناقش مثقفون وساسة ومحللون، « حل الدولتين » من المنظور الفلسطيني، أي دولة فلسطينية على كامل حدود 67 بما فيها القدس وعودة اللاجئين، في ضوء الخطاب الصهيوني وحقائق الممارسة الاستيطانية التوسعية، والذي ازداد شراسة مع انطلاقة المفاوضات.

جاء ذلك، خلال ندوة نقاشية بعنوان « نهاية حل الدولتين في ظل الخطاب الصهيوني والتوسع الاستيطاني »، في ضوء الخطاب الصهيوني والتوسع الاستيطاني، عقدها مركز أطلس للدراسات « الإسرائيلية » بمشاركة نخبة من المفكرين والمحللين والباحثين وصناع القرار.

واستضاف المركز من الداخل المحتل الكاتب والمحلل المختص في الشأن الاسرائيلي انطوان شلحت عبر « سكايب ».

وناقش المشاركون في الندوة ضرورة السعي نحو دراسة البدائل الممكنة للوصول الى صياغة استراتيجية جديدة ومدروسة وجامعة تحمل أعباء الأمل الفلسطيني وتحقق الحلم الفلسطيني، فضلاً عن تشخيص الواقع الفلسطيني الذي وصل إليه.

فمن جهته، اعتبر شلحت استخدام مصطلح « انهيار » هو في حقيقته وصف صحيح لمآل حل الدولتين الذي قبلت به منظمة التحرير الفلسطينية كحل، وهو بكل المقاييس الأخلاقية والتاريخية والسياسية والقانونية حل غير عادل، لكن المنظمة حينها قبلت به لظروف لا يسع المجال للخوض فيها الآن، فالأفق الذي أوحى ربما قبل عقدين من الزمن مع توجه الفلسطينيين مع اسرائيل نحو طريق لم يكن مسلوكاً من قبل للتوصل الى تسوية للمسالة الفلسطينية؛ هذا الأفق الذي لاح ربما في نهايته بأن هنالك إمكانية للتوصل الى تسوية على أساس حل الدولتين قد تبدد، ووصفه بأنه قد انهار هو توصيف صحيح  وأكثر وضوحاً على المستوى التنفيذي والعملي، وقد انعدم وتبدد منذ العام 2000 الذي شهد تفجر قمة « كامب ديفيد » وذهاب شارون الى المسجد الأقصى وتفجر الانتفاضة الثانية.

ونوه، إلى أن أفق حل الدولتين أصبح شبه معدوم، إن لم يكن معدوماً بالكامل، وتبرهن على ان التوصيف بأن حل الدولتين قد انهار هو توصيف صحيح؛ هو ما نشهده في اللحظة الحالية في خضم حملة الانتخابيات الاسرائيلية الأخيرة، وجوهر البرامج المطروحة، وما يتم تداوله في مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من قبل الأحزاب المركزية لا يتعدى عن ادارة لهذا الصراع، وبالطبع مقاربة « الليكود » وزعيمه نتنياهو معروفة بما يعفينا من عناء الدخول في بعض التفاصيل المملة، ولكن نريد ان نتوقف بقدر من التفصيل حول مقاربة ما يسمى « المعسكر الصهيوني » وهو عبارة عن تحالف بين حزب « العمل » برئاسة يتسحاق هرتسوغ وحزب « الحركة » برئاسة تسيبي ليفني، الذي نشر برنامجه الانتخابي السياسي والأمني قبل يومين، حيث لا يوجد أي حديث عن تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين؛ بل هناك تركيز على انه في حال وصول « المعسكر الصهيوني » الى سدة الحكم وقيامه بتشكيل الحكومة فإنه سيعمل على الدفع قدماً بمسار سياسي إذا ما أتيح له مثل هذا الأمر، وهذا المسار سيكون في المدى البعيد.

وتابع شلحت أن التصريحات التي يطلقها أقطاب هذا المعسكر، بدءاً من هرتسوغ وليفني، ومرشح هذا المعسكر لمنصب وزير الجيش عاموس يادلين، فهناك تأكيد على ان هذا المعسكر سيسعى لمسار سياسي لتوفير غطاء الشرعية الدولية لإسرائيل، والذي تآكل في ظل السياسة التي اتبعتها الحكومة الحالية (حكومة نتنياهو)، بمعنى ان أكثر ما يقوله أقطاب هذا المعسكر انهم سيسعون بالدفع قدماً بالمسار السياسي، ولكن من المشكوك فيه – كما يقولون – ان يكون هناك شريك فلسطيني، وعندما يُسألون كيف ينظرون إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟ يكون الجواب بشكل حازم وقاطع « انه ليس شريكاً لأنه متحالف الآن مع حركة حماس » التي يصفونها بـ « الارهابية » ومنظمات « ارهابية » أخرى كما يزعمون.

وأشار، إلى أن هذا يؤكد أن أفق التسوية السياسية على أساس حل الدولتين معدوم في خضم الحملة الانتخابية؛ وبذلك ليس لدينا أي أسباب كي نعتقد أنه سيكون هناك تسوية مدرجة بقوة في جدول أعمال أي حكومة اسرائيلية مقبلة، سواء شكلها « الليكود » أو « المعسكر الصهيوني » أو هما معاً، فمسألة تسوية على أساس حل الدولتين لن تكون مدرجة في صدارة جدول أعمال أي حكومة، وهذا ما تؤكده الوقائع التي أوردتها، وما تؤكده الوقائع التي تركز عليها الحملة الانتخابية الحالية من قضايا داخلية اقتصادية واجتماعية أكثر من أي قضايا سياسية.

وأوضح شلحت، أن الانقسام الحاصل بين غزة والضفة هو أحد العوامل التي ربما تدفع الى الاعتقاد بأن أفق حل الدولتين قد انهار، وبأن إسرائيل لا تفكر بمثل هذا الأفق؛ بل تفكر بكيفية تكريس هذا الانقسام بين غزة والضفة، وهذا الموضوع يحتاج الى ندوة خاصة لأن فيه كتير من التفاصيل التي تحتاج الى نقاش.

وشدد على ضرورة التوقف مع الكثير من المصطلحات السياسية المتداولة، فاللغة التي تستعمل في أي حديث سياسي هي ليست لغة بريئة على الإطلاق، خصوصاً إذا ما كان التعامل معها يتم من الجانب الاسرائيلي، اللغة الاسرائيلية ليست بريئة، وهنا أود ان أستعيد مقولة لأحد الكتاب الإسرائيليين الذي قال ان هناك بحثاً دائماً عن تلويث البيئة وتلويث الجو وتلويث أشياء أخرى، ولكن لم يجرِ أي بحث عن تلويث اللغة، لذلك عند الحديث عن حل الدولتين هناك أهمية كبيرة لتعريف هذا المصطلح.

وفيما يتعلق بتوقعاته للانتخابات قال شلحت: مجمل الاستطلاعات توضح أن اليمين ستكون له الأغلبية بما يؤهله الى أن يشكل حكومة، لكنها لن تكون حكومة مستقرة لأن هناك الكثير من الأحزاب القطاعية التي تكون مخلصة لقطاع الناخبين أكثر من اخلاصها للسياسة الإسرائيلية، وهناك خيار آخر أن يصر الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بين « الليكود » وقائمة « المعسكر الصهيوني » وهذه ستكون حكومة شلل سياسي على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.