خبر ثلاث افكار في الطريق الى صندوق الاقتراع- يديعوت

الساعة 10:58 ص|15 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: تمكن هرتسوغ من تغيير الساحة واعادة صياغة سؤال الحسم. ليس « هل انتم تريدون اربع سنوات اخرى من غلاء المعيشة؟ » بل « هل انتم تريدون أربع سنوات اخرى من حكم بيبي؟ » - المصدر).

1. في مرحلة متأخرة ولكن حرجة تمكن بوجي هرتسوغ من تغيير الاستراتيجية: بدلا من مهاجمة غلاء المعيشة عديم الوجه بدا بمهاجمة بنيامين نتنياهو عديم القيادة. فقد أدرك هرتسوغ ما هي نقطة الضعف الاساس لليكود هذه المرة، حتى في نظر مصوتيه في الماضي: بيبي هو الضعف. نتنياهو، الذي اراد ان يعرض نفسه بانه الراشد المسؤول القادر على قيادة الدولة على موجهات عاصفة، فقد لمسة القيادة لديه. وقد بدأ يتخذ صورة من ليس راشدا وليس مسؤولا، وبالاساس ليس  رسميا. وفي الوقت الذي اعتقد نتنياهو بان الهجوم - الاخذ بالتصاعد – على الصحافة سيجذب اليه المقترعين، فانه رد عمليا المقترعين عنه. فدولة اسرائيل، كما اقتنع المزيد فالمزيد من جماهير الناخبين، جديرة بزعيم لا يتذمر ولا يتباكى معظم الوقت على أنهم أكلوا له، شربوا له، وكتبوا عنه.

وأمام نتنياهو التعب، المتآكل، الذي يسحب وراءه قضايا عائلية، المنقطع عن الشارع والفاقد لما تبقى له من كاريزما، وقف سياسي شاب نسبيا من المصاف العالمي، نشط ولا يتذمر، يوحد ولا يقسم، ذو سجل رسمي جيد ومليء بالمزايا التي يبنى منها الزعيم. واحد لن يخجل الدولة.

في كل حملة انتخابات يظهر مع نهايتها سؤال الحسم الذي عليه يتردد المقترعون. متأخر، ولكن ربما ليس متأخرا جدا، تمكن هرتسوغ من تغيير الساحة واعادة صياغة سؤال الحسم. ليس « هل انتم تريدون اربع سنوات اخرى من غلاء المعيشة؟ » بل « هل انتم تريدون أربع سنوات اخرى من حكم بيبي؟ ».

سؤال ممتاز.

2. نتنياهو سبق ان هزم في انتخابات 2013. بعد أربع سنوات من النمو، الازدهار الاقتصادي والهدوء على الحدود، تلقى في حينه الليكود بقيادته عددا من النواب أقل من حزب جديد ظهر من العدم وعلى رأسه وقف رجل اعلامي كفؤ كالشيطان ولكنه عديم التجربة السياسية. ومن أجل الوقوف على راس الائتلاف، رغم الهزيمة، اضطر نتنياهو لان يسلم يئير لبيد بؤبؤ عينه - وزارة المالية. لقد استجدى بيبي لبيد تماما كي يأخذ المالية... فيا له من خطأ سياسي.

لو كانت حركة الليكود حزبا يريد أن يحكم، لكان ودع في 2013 نتنياهو ونصب شخصية قيادية مناسبة مكانه. ربما بعد انتخابات 2015 سيفعل ذلك.

3. آريه درعي يصرخ زعما صرخة « المكشوفين »، الذين هم « الشرقيون » (« الشرقي يصوت للشرقي »، كتب على يافطة انتخابات طائفية – هستيرية لشاس). وبالتالي يبدو أن درعي لا يعيش هنا. في الـ 38 سنة الاخيرة، وهي فترة غير قصيرة، اصبح الشرقيون المجموعة الاصلية الاكثر بروزا وظهورا في المجتمع الاسرائيلي.

كمبدأ تجدني اعارض تصنيف الاسرائيليين حسب الاصل؛ فهذا يذكرني دوما بالنظرية العنصرية. وبرأيي لا معنى ايضا – باستثناء الحنين – للبلاد الاصلية للجدة والجد. ولكن اذا كان درعي يصنف، فهاكم فقط بضع حقائق: الشرقية تتحكم بالثقافة الشعبية. في ثقافة النخبة، اثنان من الكتاب الاربعة الاهم في اسرائيل ومعظم شعرائها الشباب هم من اصل شرقي. من خمسة رجال الاعمال الابرز، ثلاثة هم شرقيون. الموظفون (والموظفات) الاقوى في الحكم الاسرائيلي اليوم هم شرقيون. وهم أنفسهم، بالمناسبة، يشعرون بانهم اسرائيليون فقط ويرفضون ايلاء اهمية جماهيرية لاصلهم.

في الماضي، وصلت الى كونسرت في الولايات المتحدة الفرقة الموسيقية السوفييتية. وكان المسؤول عن الفرقة السوفييتية وهو متفرغ حزبي، قد اشتكى أمام مدير الفرقة النيويوركية من الانتقاد الذي يوجه في الغرب ضد اللاسامي في الاتحاد السوفييتي. وقال الشيوعي ان هذه فرية، فـ 67 في المئة من العازفين في فرقتنا هم يهود. وكم يهودي يوجد في فرقتكم؟

نظر اليه المدير الامريكي وقال: ليس عندي فكرة كم هم.

ليس الناس من هذا الاصل الطائفي او ذاك هم « مكشوفون »، يا سيد درعي، أصلهم هو الذي يصبح مكشوفا – وحسن ان هكذا.