خبر نتنياهو يتخوف من انقلاب انتخابي

الساعة 06:43 ص|13 مارس 2015

كتب

قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، يتخبط "الليكود" بشكل واضح في حملته الانتخابية، عبر توجيه معظم جهده ضد حلفائه من قوى اليمين.

ويطلق قادة "الليكود"، خصوصا بنيامين نتنياهو، إشارات توضح الخشية المتزايدة من احتمال حدوث انقلاب انتخابي يوصل "المعسكر الصهيوني" إلى سدة الحكم.

وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تفوق، ليس "المعسكر الصهيوني" على "الليكود" بفارق ثلاثة أو أربعة مقاعد، وإنما تفوق معسكر الوسط - يسار على معسكر اليمين - "حريديم"، صارت مخاوف اليمين كابوسًا. وبدأ "الليكود" يوجه الاتهامات لحزب "كلنا" بزعامة موشي كحلون بأنه ينوي التوصية بتكليف اسحق هرتسوغ وليس بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة.

وخلافا للتقديرات التي دفعت نتنياهو للمراهنة على تقديم موعد الانتخابات، يبدو الواقع أمام "الليكود" أقل وردية. فاستطلاعات الرأي لا تمنح "الليكود" حتى بعد خطاب الكونغرس التشرتشلي، أفضلية على "المعسكر الصهيوني" بل إنها تضعه في المكان الثاني بفارق مقاعد عدة. وبديهي أن هذا نذير شؤم لحزب إذا كان سينال ذلك وهو على رأس الحكومة وليس في المعارضة.

لكن ما يثير قلق "الليكود"، ليس أقل من ذلك، واقع أن استطلاعات الرأي، وللمرة الأولى منذ سنوات، تشير إلى تفوق معسكر الوسط - يسار ("المعسكر الصهيوني" و"هناك مستقبل" و"ميرتس" والقائمة العربية المشتركة) على معسكر اليمين - حريديم ("الليكود"، و"البيت اليهودي"، و"إسرائيل بيتنا"، و"ياحد"، و"شاس" و"يهدوت هتوراه").

وقد جرت العادة، نظرا إلى أسلوب الحكم البرلماني في إسرائيل أن يكون الاعتداد بالمعسكر الذي يوصي برئيس الحكومة أكثر من الاعتداد بالحزب الذي ينال أعلى الأصوات. ويبدو على الأقل، وفق الاستطلاعات، أن "الليكود" خسر الأمرين.

ومع ذلك، من السابق لأوانه البناء على الاستطلاعات التي كثيراً ما قيل فيها إنها "مثل العطر يحسن التزين به وليس شربه". فهناك في إسرائيل من يعتقد أن الحديث عن خسارة اليمين و"الليكود" قد يصب في نهاية المطاف في مصلحة "الليكود"، لأن الميل الغالب لدى الجمهور الإسرائيلي هو الجنوح إلى اليمين، ما يعني أنه، في هذه الأثناء، يشعر بالخيبة من نتنياهو وحكمه أكثر مما يشعر بالرغبة في إحداث انقلاب.

ولكن لن يحسم الجدال في هذه النقطة أكثر من الانتخابات نفسها، التي ستبين ما إذا كان الجمهور الإسرائيلي قد اجتاز تغييرًا في نظرته، أم أنه مجرد غاضب للحظة على حكومته، إذ رغم استطلاعات الرأي المتكررة التي تظهر تفوق معسكر الوسط - يسار، هناك استطلاعات تبين أن 55 في المئة من الإسرائيليين واثقون بأن معسكر اليمين هو من سيشكل الحكومة المقبلة. صحيح أن 42 في المئة فقط يقولون إنهم يريدون رؤية حكومة اليمين مرة أخرى، إلا أن ذلك ليس دلالة قاطعة على أن الآخرين لا يريدونها بشكل جازم. وفي العموم، فإن جانباً من استطلاعات الرأي يبين أن معسكر المترددين واسع جدًّا.

ومن الواضح أن هذه الانتخابات التي بدأت نعسة صارت تتسم بيقظة كبيرة. فالحركات التي نشأت، سواء اجتماعية أو أمنية أو سياسية، تطالب بالتغيير تذكر بأوقات الأزمات الكبرى. ومن الجائز أن تدهور الأوضاع الاقتصادية وأزمة السكن وانسداد أفق التسوية مع الفلسطينيين، وتدهور العلاقات مع الإدارة الأميركية، وتراكم الأخطار الإقليمية، وتزايد تهديدات العزلة الدولية، كلها دفعت إلى مثل هذه التحركات.

ومن أبرز هذه الحركات المؤثرة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، التي تضم حوالي 200 من أهم جنرالات إسرائيل في الجيش و"الموساد" و"الشاباك"، والتي تدعو صراحة لإسقاط نتنياهو باعتباره خطرا على إسرائيل.

وأعرب الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز عن دعمه لهرتسوغ لترؤس الحكومة. وقال: "أعرف هرتسوغ وعائلته منذ سنوات، ورأيت أداءه الرائع في المواقع العليا، والمشاركة في المناقشات والقرارات أمر حاسم بالنسبة لمستقبل إسرائيل".

ونقلت "معاريف" عن مسؤول رفيع المستوى في "الليكود" قوله إن "الأجواء في الليكود صعبة. صحيح بقيت أيام عدة للانتخابات، وآمل حدوث تحول في اللحظة الأخيرة يخرج الليكوديين غير المبالين إلى صناديق الاقتراع، لكن الشعور هو بالخسارة. فقاعدة الليكود محبطة، والنشطاء لا يبذلون جهدًا، ويبدو أن الكثيرين منهم يسلمون بالخسارة المحتملة. الأسوأ، انه لا يهمهم أن يخسر الليكود".

وفي مثل هذه الأجواء وقبل الانتخابات، وظهور النتائج، هناك من يفكر في اليوم التالي: أي في معركة وراثة نتنياهو الذي لن يرغب ولن يقدر على قيادة "الليكود" الخاسر.

والمسألة في نظر "الليكوديين" لن تتوقف فقط على صراع يقع إن خسروا الحكم، وإنما أيضا إن خسروا رئاسة الحكومة. ففي حالة تشكيل حكومة "وحدة وطنية" سيصعب على كثير من "الليكوديين" تقبل استمرار ترؤس نتنياهو لحزبهم.

وحسب أحد قياداتهم فإنه "إذا انتهت الانتخابات بالفشل، أو بحكومة وحدة وطنية، فسيستلون الخناجر. هناك أعضاء كثر في الحركة لديهم ضغائن وشكاوى من طريقة إدارة الحملة الانتخابية والتركيز على نتنياهو. ويشعر قدامى نشطاء الليكود، وأعضاء المركز والفروع، بأنهم مهملون، وعندما تحين ساعة الحساب سيفرحون".

في كل حال، وتعبيرًا عن الخشية من نتائج محتملة، أعلن نتنياهو أنه "إذا لم نتمكن في الأيام القريبة من ردم الهوة بين الليكود وحزب العمل، فإن هناك خطرا حقيقيا يتمثل في أن (تسيبي) ليفني وهرتسوغ سيكونان رئيسًا للحكومة المقبلة لدولة إسرائيل مدعومين من القائمة العربية المشتركة"، ولذلك "أنا أخاطب رفاقنا في المعسكر القومي، لأقول إن من يصوت لأي حزب آخر في المعسكر يعزز هذا الخطر. فكلما هبط منسوب أصوات الليكود وازدادت الهوة، فإن خطر ترؤس ليفني وهرتسوغ للحكومة يزداد. ليس ترفًا التصويت لأحزاب أخرى، فالذي يريد منع صعود حكم اليسار، ويريد استمرار حكم الليكود بزعامتي، عليه أن يصوت فقط لليكود".