بالصور تقرير: السيباط العثماني بجنين القديمة.. سوق بلا متسوقين

الساعة 08:28 ص|02 مارس 2015

فلسطين اليوم

في السوق القديم لمدينة جنين يجلس أبو عمر السلفيتي، وشقيقه يلعبان « الورق » مع جيران لهم في المحال التجارية الأخرى... « لا بيع ولا شراء إلا ما ندر ». قال أحدهم.

ويملك في سوق « السيباط » العثماني في قلب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية محل « تنجيد » وهي السلفيتي مهنة التي توارثها عن أبيه الذي عمل بها منذ قدومه إلى المدينة من بلدته الأصلية سلفيت، قبل أكثر من 70 عاما، إلا أن « عز هذه المهنة ضاع » كما يقول، ففي بعض الأوقات تمضي شهر أو اثنين قبل أن يدخل للمحل زبون.

ويعمل السلفيتي وشقيقه في محله على تنجيد المفارش واللحف منذ خمسين عاما، وعايش السوق في الأوقات التي كان عامرا خلالها، وكان أهل المدينة ومن حولها، وخاصة فلسطيني الداخل المحتل عام 1948، لا يعرفون غيره.

حال السلفيتي لا يختلف كثيرا عن محال التجارية القريبة، والتي تكبر عمر محله بسنوات، فالسوق الذي يعتبر الأقدم في المدينة يكاد يخلوا من زبائنه إلا ما ندر، مع توجه المواطنين للشراء من الأسواق الحديثة.

ويقع سوق السيباط بين حارتي البلدة القديمة في المدينة، وتحيط به المباني العثمانية القديمة، ومنها مكتبة البلدية، والتي كانت في السابق مقرا للبلدية، وقبل سنوات عمدت البلدية ومن خلال تمويل حصلت عليه من إحدى الدول المانحة إلى ترميم السوق وإعادة بناء ما تدمر منه، وخاصة في وقت الاجتياحات الصهيونية للمدينة.

ويعود تاريخ السوق إلى الحقبة العثمانية، وتعني كلمة « السيباط » البناء الكبير المسقوف، إلا أن السوق الحالي ليس كذلك، رغم أن المخطط أن يتم ترميم السوق وسقفه، كما يقول أصحاب المحال:« في الوقت الذي بدؤوا فيه بتميم السوق كان المخطط أن يقوم بسقف السوق بالكامل.

ويطالب التجار في السوق المسؤولين إلى الانتباه للسوق والعمل على إحياءه من جديد، وتنفيذ مخطط سقف السوق بالكامل، لتسهيل الحركة على الزبائن، ونقل البسطات وسوق الخضار إلى السوق لإحيائه من جديد.

يقول سليم فزاع، صاحب أحد المحال التجارية لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية« : »كان هذا السوق في السابق مجمع المدينة بالكامل، تجري جميع عمليات البيع والشراء فيه، وكان الباعة المتجولين ينتشرون في المكان إلى جانب المحلات التجارية التي تحتوي كل ما يحتاجه المواطن من أكل وشرب ولباس وأثاث".

ولكن الآن، الأمر تغير كليا كما يقول، فمن يستطيع من التجار استبدال محله في إحدى الأحياء الجديدة في المدينة، كشارع أبو بكر مثلا، يخرج من المحل ويغلق محله، أو يحوله إلى مخزن لبضاعته.

ويقارن فزاع بين سوق جنين المهمل حاليا، وبين سوق نابلس، وكلاهما يعودان إلى الحقبة العثمانية، ويقول إن اهتمام المسؤولين بالسوق القديم بنابلس كان سببا في بقائه عامرا ووجه المدينة حتى الأن بعكس سوق جنين.