خبر ليس هناك عدل ولا نقاش- معاريف

الساعة 10:10 ص|23 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

 (المضمون: أمام الضحالة الفظيعة في الخطاب المتعلق بالتحديات التي تواجهها الدولة لا تتم معالجة الامور الجوهرية بصورة دقيقة - المصدر).

الانشغال بتقرير مراقب الدولة أصبح ممجوجا. أمام الضحالة المفزعة في نقاش التحديات التي تواجه الدولة أمام مجموعة الشعارات والكليشيهات التي يتم نثرها من قبل السياسيين، فان الخليط الناتج هو أمر مُحير. يناقشون بحماسة في كل التفاصيل مصروفات منازل رئيس الحكومة، يسألون اسئلة دقيقة في كل بند وبند في التقرير، وتُطرح تبريرات مع وضد. لماذا لا يعالجون بهذه الصورة المواضيع المركزية؟.

          لماذا على سبيل المثال، عندما يعلن اسحق هرتسوغ بصورة احتفالية بأنه « سيعالج بيد قوية الارهاب ولن يتفاوض مع حماس » (موضوع مركزي سيؤثر بالتأكيد على حياتنا)، لم يُطلب منه الدخول في التفاصيل وأن يشرح ماذا تعني اليد القوية؟ كيف سيتعامل مع حماس؟ هل سيحتل غزة؟ هل سيطلب من المجتمع الدولي أن يطرد هذا التنظيم؟ هرتسوغ هو مثال لكل السياسيين، فهم يعملون طوال الوقت على دهن طبقة من الاوساخ فوق الاخرى. لقد أصبحت القذارة غير محتملة.

          بروح النبي عاموس أريد أن أُبدي ملاحظات حول « ثلاث جرائم لاسرائيل وليس اربع ». الاولى والاساسية هي اختفاء الخجل لدى رئيس حكومتنا، وموضوعنا هنا بنيامين نتنياهو والنخبة. ليس هناك خجل من أن يكذبوا. ليس هناك خجل من العيش في رغد وتبذير. ليس هناك خجل من الشتم. ليس هناك خجل من نشر اكاذيب وتضليل في وسائل الاعلام واخفاء الحقيقة. ليس هناك خجل من أن يقوم الخطائين بالوعظ للاخلاق.

          في هذه الايام نشرت رسالة كتبها الوزير يغئال ألون (بعد حرب الايام الستة مباشرة) لوزارة المالية يحتج فيها على أن المبالغ التي خصصت لمكتبه الجديد هي اكثر من اللازم ويجب تقليصها. صحيح كان هناك اوقات كهذه، لكن ايضا حينها كان هناك فساد اخلاقي منتشر. حب المال لم يختف لكن حينئذ كان هناك خجل. النخب كانوا يخجلون، عدد منهم عندما عُرف أمر فسادهم للجمهور قاموا بالانتحار.

          الخطأ الاكبر هو أن العاملين في بيت رئيس الحكومة اضطروا للدفع من جيوبهم لتغطية مشتريات صغيرة للزوجين نتنياهو. عن هذا الخطأ قال النبي عاموس: يجدون نقودا للتبذير ويصبحون معدومين عندما يريدون شراء حذاء.

          الامر المفاجيء أن اولئك عديمي الخجل يخجلون من الاعتراف بالخطأ، يخجلون من الاعتذار. لا أتحدث عن وسائل الاعلام لأنه لو كان عليها الاعتذار والاعتراف بالخطأ لكان عليها مضاعفة كمية الورق أو زمن البث، وكانت ستُفلس. أقصد على سبيل المثال نتنياهو. لماذا لم تقل: اخطأت، أعتذر. بدأت في اصلاح الخطأ، يبدو أن هناك ضغط عليه كي لا يقول ذلك، ضغط ثقيل جدا. نتنياهو ليس استثناءً، هو قاعدة لجميع السياسيين الذي يقول الخطأ والتهمة ليسا من قبلي. الآخرون هم المتهمون.

          لا أريد الانشغال بسارة نتنياهو. أريد أن أقول فقط: في الكتاب الرائع « أنا، كلاوديوس » كتب ما يلي: « أوغست قيصر (قيصر عظيم وضع أسس الامبراطورية الرومانية)، يحكم الامبراطورية الرومانية وزوجته ليفيا تحكمه ».

          سارة كما هو واضح ليست ليفيا، التي حرصت على تسميم كل من يحيط بأوغست، لكن تصفح قليل في التاريخ يُظهر لنا كم كان حكام أقوياء (أكثر كثيرا من نتنياهو) خاضعين لتأثير زوجاتهم أو خليلاتهم.