خبر المنازل المؤقتة تنتشر في غزة وسط منع إسرائيل إدخال مواد البناء

الساعة 06:21 م|20 فبراير 2015

فلسطين اليوم

لجأت وكالات المساعدات التي تلاقي صعوبات في إيواء آلاف المشردين من أبناء قطاع غزة بسبب الحرب إلى اقامة منازل مؤقتة من المعدن والخشب لتجنب قيود اسرائيلية على الواردات إلى القطاع.

وما تزال حوالي 150 الف أسرة مشردة بعد حرب العام الماضي التي دمر خلالها القصف الاسرائيلي آلاف المباني السكنية والمنازل.

وتقيد اسرائيل بشدة دخول الخرسانة والأسمنت وحديد التسليح وغيرها من المواد إلى غزة باعتبارها مواد ذات « استخدام مزدوج » يمكن أن يكون لها غرض عسكري اذا استولت عليها حماس لاعادة بناء الانفاق التي تستخدم في تنفيذ هجمات.

ونتيجة لذلك شيد القليل فقط من المنازل، رغم التعهدات الدولية بتقديم مليارات الدولارات لاعادة الاعمار. وبدلا من الانتظار لإعادة بناء منازل دائمة، قررت بعض وكالات الاغاثة اقامة مبان مؤقتة بالمواد التي يمكنهم الحصول عليها.

وقال مات مجراي الممثل المحلي لوكالة خدمات الاغاثة الكاثوليكية: « صممنا الملاجئ الانتقالية بدون أي مواد ذات استخدام مزدوج لكي يمكننا في ظل القيود الحالية أن نخرج أكبر عدد من الأسر الضعيفة من الظروف البائسة ».

وأقامت وكالته 70 منزلا خشبيا مؤقتا من طابق واحد وسط الحطام وكتل الخرسانة المهشمة في خان يونس وهي مدينة في جنوب قطاع غزة تضررت في حرب يوليو-أغسطس (تموز-آب). ولدى الوكالة تمويل لاقامة 100 منزل آخر.

وانتقلت إلى المنازل 40 أسرة حتى الآن. وفي حين توفر المنازل سقفا فوق الرؤوس، وسط المطر الغزير والبرودة الشديدة، إلا أن اعدادا كبيرة من الناس تكتظ في مساحة صغيرة. ويقول السكان انها لا تمثل بديلا للمنازل الدائمة التي ما زال حطامها يرقد غير بعيد.

وقالت مريم بركة (58 عاما) وهي تجلس على مقعد بلاستيكي خارج الملجأ الذي يؤوي الآن 13 من أفراد أسرتها « إنه مؤقت فقط ». ولم يرفع بعد حطام منزلهم القريب الذي كان يضم طابقين قبل أن يدمره القصف الاسرائيلي. وفي الوقت الحالي ما زالت اعادة البناء مجرد حلم.

وقالت: « لا يوجد بديل لمنزل من الطوب ».

وتجعل القيود الاسرائيلية عملية الحصول على مواد البناء بطيئة ومكلفة. ويصل سعر جوال (كيس) الاسمنت في غزة الآن الى حوالي 100 شيقل (25 دولارا) وهو أربعة أمثال السعر المعتاد.

وأمام ابناء غزة الذين يمكنهم تحمل اعادة البناء بأنفسهم فيكون عليهم توفيق تصاميم لا تعتمد على مواد البناء المعتادة.

وقال معتصم دلول الذي أنفق أخوه حوالي 20 ألف دولار لبناء منزل من الجص والمعدن والخشب وبعض الاسمنت الذي امكنه الحصول عليه: « كان الهدف الانتقال سريعا إلى منزل لايواء اطفال أخي الستة وزوجتيه ».

واضاف أن المنزل « شيد من مواد يسهل العثور عليها في سوق غزة ». وقال إنهم اقترضوا من الأصدقاء والأقارب لتغطية تكلفة المنزل بالقرب من حطام منزل الأسرة القديم في مدينة غزة.

وما زال كثيرون من أبناء غزة المشردين يعيشون في خيام بعد أكثر من ستة اشهر على حرب العام الماضي. وتؤوي الأمم المتحدة أكثر من عشرة آلاف في 15 مدرسة يقول السكان ان وضعها يصبح خطرا بصورة متزايدة مع مرور الشهور دون نهاية للزحام. وفي أحد الملاجئ لقي رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر حتفه حرقا يوم الاثنين بسبب تماس كهربي.

ووضع عماد الخالدي وهو خبير بناء محلي تصميما لمنزل باستخدام مواد متاحة على نحو واسع، ويحاول اقناع وكالة دولية بتبنيه لكن دون نجاح حتى الآن.

وبنى أربعة منازل باستخدام قوالب من الحجر الرملي يشدها الى بعضها البعض بالجص. ووقف في فخر أمام احد المباني الذي تسكنه بالفعل عائلة تضم 11 فردا منذ خمس سنوات. وفي الخارج كانت هناك لافتة صغيرة كتب عليها « مسكن مؤقت ».