خبر كتلة صد في مواجهة بينت.. هآرتس

الساعة 10:11 ص|20 فبراير 2015

بقلم

(المضمون: في حال عدم تمكن اليسار من تشكيل كتلة كافية للوقوف في وجه نتنياهو، عليهم الموافقة على دخول حكومة وحدة وطنية معه لصد حزب البيت اليهودي كونه يشكل الخطر الاكبر على اسرائيل - المصدر).

من خلال  معطيات المعركة انتخابية التي تدور حول اعادة قناني سارة نتنياهو  وتعبيرات وجه مصمم المشاهير موشيه جلامين في مقررئيس الوزراء، وفي غياب برامج انتخابية سياسية لمعظم الاحزاب – هناك حقيقة كبيرة في ادعاءات انبياء الخراب اليساريين، بأن الاحتلال الاسرائيل تنتظره سنوات طويلة من الاستقرار والامان.

من المتوقع ان يقوم المعسكر الصهيوني بنشر برنامج سياسي، وعلى خلفية الرسائل المبهمة المتسربة من هناك حتى الآن، فلن يكون مبالغا فيه ان نخاطر بالتخمين بانه سوف يحتوي على تعريفات وسطية تؤكد على افضلية المفاوضات بهدف منع عزلة اسرائيل الدولية، ولن تحتوي على نصوص واضحة حول الاخلاء المؤلم للمستوطنات والتقسيم العادل للبلاد. يجب ان نعترف: خارج نطاق الحاجة إلى التغيير الشخصي المستعجل لما يحدث في مقر رئيس الوزراء، لا يوجد خيار سلطوي لسياسات ادارة الصراع الاهم غير المفاوضات اللانهائية.

البيت اليهودي، وهو ما نسجله لصالحه، هو الحزب الوحيد الذي يعرض برنامجا سياسيا واضحا،  لا يظهر وكأنه يستند إلى المحادثات باعتبارها هدف بحد ذاتها، أو على وهم الاستناد إلى « ترتيبات أقليمية » من خلال تجاهل  قرار حاسم يتعلق بمصير الفلسطينيين (على شاكلة البرنامج الذي عرضه حزب يش عتيد « يوجد مستقبل » على موقع « ynet »). مبادئ ميرتس معروفة وتلك التي لايلي ييشاي يمكن توقعها، ولكن حزب البيت اليهودي، الملتصق بـ « خطة التهدئة » المعروفة لنفتالي بينت، هي الوحيدة التي تقول شيئا ما حاسم. لا للتنازل عن المناطق. نعم لضم منطقة سي من خلال تعميق البنيان والاستيطان.

وعلى الرغم من الازمة الحالية التي يمر بها الحزب في الاستطلاعات، فإن حزب البيت اليهودي يتمتع بشعبية واسعة بفضل كارزمية قادته، وعمله في الائتلاف الحكومي لفترة قصير أثبت، بأنه يستطيع ان يعظم من قوته اكبر بكثير مما هو متاح له عبر عدد اعضائه في الكنيست. بناء على ذلك، إذا لم يتمكن اليسار – مركز من بناء كتلة صادة  لسلطة نتنياهو – وفي غياب تحالف مع العرب -  والمهمة البراغماتية والتي بناء عليها يجب معرفة  من هم الخائفين من تحول اسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، فإن هذه المهمة يجب ان تتمثل في اخراج البيت اليهودي من الحكومة، حتى ولو بثمن حكومة وحدة وطنية رمادية وراكدة « تسمم العالم » بالمحادثات.

ليس في هذا الهدف اية رومانسية او نعومة، ولكن فقط لعدم الرغبة في ترك اسرائيل لحكومة بينت، والمؤيدة بماكينه الاخلاق القومية الضيقة لأيلي ييشاي، فهي ليست اقل حكومة موت. الامل المبني على ان تقوم اوروبا الحلوة فشان تنقذ اسرائيل من حمى العنصرية القومية المتحكمة بها، او ان قيام صحوة  امريكية بإنقاذ اسرائيل من نفسها، ليست واقعية. 45 سنة من الاحتلال أثبتت، انه ليس للاتحاد الاوروبي وللإدارة الامريكية اي قوة، وعلى ما يبدوا ليس لديهم الاهتمام للتدخل بشكل فعال في النزاع والحد من خطوات اسرائيل الاستمعارية. فرصة ان لا يعود بوسع الاسرائيليين تلقي تأشيرات زيارة للولايات المتحدة بسبب خروقات اسرائيلية للقانون الدولي، يماثل تماما فرصة ان يتخلى نتنياهو عن موقعه متذرعا بأنه يوجد من هو افضل منه لهذاالموقع. الشرعة التي يجدها اليمين المستوطن من خلال جلوسه في الحكومة، لا تدفع الاسرائيليين الى ابداء فهم صحيح فيما يتعلق بالاحتلال،  بل تحول هذا الاحتلال إلى طبيعي وعادي. طلب البيت اليهودي تولي حقيبة العدل، ومبادرات الانقلاب القضائي الذي يعده عدد من اعضائه، لن تؤدي إلى صحوة ذاتية، بل إلى تصفية أحد أفضل المنجزات الهامة التي ما زالت موجودة: استقلالية المحاكم، والتي هي شرط اجباري لاستمرار قيام الديمقراطية.

الراغبون في استمرار العيش هنا ليس بوسعهم ان يتركوا أمنهم بأيدي منظمات قد تؤدي إلى مقاطعة اسكندنافية او بنبوءة عبثية تنص على إزهار الحنون بعد الخراب، حكومة وحدة وطنية معتدلة مفضلة على حكومة يمين ضيقة تعظم الشرعية السلطوية للمستوطنين وتسرع في نهاية اسرائيل. على الرومانسية ان تنتظر اياما اخرى، اقل خطرا.