خبر الطاقة الشمسية ستصبح المصدر الأكبر للكهرباء

الساعة 08:07 م|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

قد تصبح الشمس أحد أكبر المصادر للطاقة الكهربائية للعالم بحلول عام 2050، وحتى أنها ستتفوق على الوقود الأحفوري، وطاقة الرياح، والطاقة المائية والنووية، وذلك تبعاً لتقريرين صادرين من قبل وكالة الطاقة الدولية (IEA)، حيث يشير التقريرين بأنه يمكن لنظام الطاقة الضوئية الشمسية (الطاقة الكهروضوئية) (PV) أن يولّد ما يصل إلى 16٪ من الكهرباء في العالم بحلول عام 2050، بينما يمكن للطاقة الشمسية الحرارية (STE) المتولدة عن محطات الطاقة الشمسية المركزة (CSP) أن توفر طاقة كهربائية إضافية تصل لحوالي 11٪، وبالجمع بين هاتين التقنيتين الشمسيتين قد يكون بالإمكان منع انبعاث أكثر من 6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2050 – أي أكثر من الانبعاثات الصادرة مباشرةً عن قطاع النقل في جميع أنحاء العالم اليوم.

 

بحسب المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية (ماريا فان دير هوفن)، فإن الانخفاض السريع في تكلفة وحدات الطاقة الضوئية وأنظمتها في السنوات القليلة الماضية، فتح آفاقاً جديدة لاستخدام الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء في السنوات والعقود المقبلة، لكن بجميع الأحوال فإن وضع هاتين التقنيتين في العمل يتطلب تمويلاً ضخماً، وإن تنفيذ الخطة المتضمنة بالتقريرين يتطلب تخفيض تكلفة رأس المال.

 

وأكدت المديرة التنفيذية أيضاً على أن التقريرين ليسا مجرد توقعات، كما هو الحال مع غيرهما من المخططات التكنولوجية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، حيث أن الخطة الموضوعة حالياً تتضمن تفصيلاً للأهداف المرجو تحقيقها بعام 2050، في حال تم تحسين التكنولوجيا، كما تم وضع إجراءات العمل اللازمة لتحقيق هذه الرؤية، إضافةً إلى تسليط الضوء على الإجراءات ذات الأولوية والمراحل الأساسية التي يجب على الحكومات والجهات البحثية والصناعية اتباعها للوصول إلى الهدف.

 

وتعترف الخطة المطروحة بوجوب توفّر مؤشرات واضحة وصادقة ومتكاملة لدى صانعي القرار السياسي، كون هذه المؤشرات يمكن أن تعطي الثقة للمستثمرين وتخفض من المخاطر التي قد تواجههم، وفي حال عدم توفر هذه المؤشرات سينتهي الأمر بالمستثمرين لدفع مبالغ كبيرة على استثماراتهم، كما سيدفع المستهلكون أكثر لقاء حصولهم على الطاقة، وفي هذه الحالة لن تستمر هذه المشاريع الضرورية.

 

وتشير الوثائق إلى أن التقنيتين تكملان بعضهما لتحقيق الهدف المطلوب، فإذا جرى تركيب محطات تعمل بقدرة 137 غيغاواط في جميع أنحاء العالم في نهاية عام 2013، وإضافة ما يصل إلى 100 ميجاوات يومياً، فستنخفض التكاليف الهائلة لتوليد الكهرباء، مما سيؤدي إلى انتشار تقنية الطاقة الضوئية الشمسية (الكهروضوئية) (PV) بشكل أسرع بكثير من الطاقة الشمسية الحرارية (STE)، كما أن السيناريو الموضح في خطة التقريرين، يشير إلى أن معظم النمو الذي سيحدث في الطاقة الكهربائية الشمسية سيأتي من الطاقة الكهروضوئية (PV) حتى عام 2030، ولكن بعد ذلك فإن الصورة ستتغير، فعندما تصل نسبة استعمال الطاقة الكهروضوئية لتوليد الكهرباء سنوياً ما بين 5٪ إلى 15٪، فإنها ستفقد قيمتها في أسواق الجملة، وفي هذه المرحلة سيبدأ انتشار الطاقة الشمسية الحرارية (STE) على نطاق واسع بفضل محطات الطاقة الشمسية المركزة المدمجة في الخزانات الحرارية، والذي تقوم بتوليد كهرباء إضافية في أوقات الذروة (فترة ما بعد الظهر والمساء)، وبذلك تعمل الطاقة الشمسية الحرارية على تكميل عمل الطاقة الكهروضوئية.

 

حالياً فإن الطاقة الكهروضوئية تتوسع في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الصين التي تعتبر الدولة الرائدة حالياً في هذا المجال، وتليها في ذلك الولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن أكثر من نصف الطاقة الإجمالية التي يتم توليدها من هذه التقنية تصل إلى مكان المستهلك النهائي “البيوت أو مراكز التسوق أو المصانع”، بينما يتوقع أن تنتشر تقنية الطاقة الحرارية الشمسية في المناطق المشمسة جداً وذات السماء الصافية، مثل دول أفريقيا والهند والشرق الأوسط.

 

إن الخطة التي جاء بها التقريرين توفر نظرة عن كيفية توزع مولدات الطاقة الشمسية بناءً على نتائج النماذج المحدثة المتوافقة مع خطة تكنولوجيا الطاقة لوكالة الطاقة الدولية لعام 2014، وسيناريو الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، كما ويقدم كل تقرير مجموعة من الإجراءات الرئيسية التي يجب على صانعي القرار السياسي اتباعها على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتشمل هذه الإجراءات: وضع أو تحديث الأهداف طويلة الأجل، ووضع إجراءات مبسطة لتوفير التصاريح والموافقات وتسهيل عملية الربط والاتصال، وتنفيذ مخططات الأجر التي تعكس القيمة الحقيقية لأنظمة الطاقة.