خبر أحقا أن هرتسوغ ملائم؟ - هآرتس

الساعة 10:15 ص|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ربيب دروكر

مراسل في اخبار القناة العاشرة

هل حقا أن هرتسوغ مناسب لكي يكون رئيسا للحكومة؟ من الجهة الاولى، وإزاء تصرفات خصمة رئيس الوزراء الحالي، يمكن الاعتقاد بأن رئيس حكومة يتم اختياره عن طريق مفعال هبايس (اليانصيب) سيكون الخيار الافضل. ومن الجهة الاخرى، بوجي؟ هل مبني من نفس المادة التي نتخيل أن رؤساء الوزراء يصنعون منها؟

الخوف من اعادة انتخاب ننتياهو تحيط هرتسوغ بجدار من الأترج. فكافة وسائل الإعلام على ما يبدو لا تريد ان تسقط احتمال نجاح نتنياهو، لهذا السبب لم نر ولو موقف جدي واحد حول هرتسوغ كمرشح لتولي رئاسة الحكومة.

كان هرتسوغ وزيرا ناجحا في وزارة السياحة وكذلك في وزارة الشؤون الاجتماعية. هو سياسي ممتاز. صديق للجميع، يعرف كيف يشكل الإئتلافات، مرتبط مع الصحافيين، ومع الاغنياء من كبار رجال الاعمال ورؤساء المنظمات الأهلية. ومن الصعوبة ايجاد من يستطيع منافسته. في خطابه في منتدى سابان تجول بين مجالات الاصلاح في إسرائيل وبين سياساته في مواجهة إيران، هو خلاق في مباحثاته وفقط اعطوه امكانيات كافية لتشكيل الحكومة وسوف يصنع كوكتيلا يتعايش معه فيه كلٍ من يعقوب ليتسمان، وآريه درعي، ويئير لبيد، وأفيغدور ليبرمان، وزهافا غلئون  بشكل او بآخر.

ومع ذلك لدينا بعض الاسئلة التي تنغص علينا حياتنا.

متى اتخذ هرتسوغ مؤخرا موقفا واحداً قيد الخلاف؟ أو قال شيئا لم يكن مقبولا لدى القاعدة السياسية الخاصة به؟ لقد كان وزيرا ابان الحرب اللبنانية الثانية ولم يترك اثرا. مكث سنوات في حكومات اريئيل شارون، إيهود أولمرت ونتنياهو ولم يخطر على باله ان يبدي معارضة  لموضوع مهما كان.

أما الأشد إقلاقا: ما هي قدرته على احتمال الضغوط؟ هل لديه قدرة كهذه من الاساس، أم أنه ملزم بإرضاء رغبات الجميع طوال الوقت (المرة الوحيدة التي اتخذ فيها قرارا من شأنه ان يثير احتجاجا كان بترشح مانويل تريختنبرغ كوزير المالية، على الرغم من غضب شيلي يحيموفتش وأريئيل مرغليت؟).

هرتسوغ هو شخص متوتر بطبيعته، دون القول انه هستيري. من يعمل في جواره محكوم عليه ركوب قطار جبلي مركب من توترات خفيفة، وأحيانا على أشياء تافهة. هذه هي طبيعته، وفي بعض الاحيان يكون هذا خطيرا جدا. في ختام خطاب النصر في مواجهة شيلي يحيموفتش، قال لزوجته أنه كاد ان يغمى عليه فوق المنصة عشر مرات. من المخيف فعلا تصور هذا الرجل يقود مباحثات مصيرية. موقفه من فصل حنين زعبي تغير ثلاث مرات. لم يتمكن من اقالة عدد من الاشخاص ممن يقودون حملته الانتخابية المخجلة. لانهم صرخوا قليلا. موقفه من الدخول في مواجهة تلفزيونية، والتي رفض نتنياهو الامتثال لها، بدأت بكلمة « نعم » ومرت بكلمة « لا » واخيرا ركدت في وضع غريب – « المتلقي لا يستجيب ». كما انه خضع لطلب تسيبي ليفني لتقاسم منصب رئيس الوزراء.

هذه السلوكيات لا تميز فقط المرحلة الاخيرة من حياته السياسية، ففي عام 2007 اراد إيهود باراك ان يحظى بدعم هرتسوغ في المنافسة على رئاسة حزب العمل. باراك سبق له ان اساء لهرتسوغ، وأدخله في تعقيدات عدة في قضية الجمعيات وافسد في طريقه الحزب. هرتسوغ لم يكن ليرغب في ذلك، لكنه خضع للضغوط (الامر الذي لم يعجب زوجته بالتأكيد). وقبل فترة وقف على رأس حملة تعيين بنيامين بن اليعيزر لمصب الرئيس. مع أن هرتسوغ عرف تماما من هو فؤاد (لقب بن اليعزر)، عرفه بالتمام والكمال، بما في ذلك الشكوك التي إثير بأن بن اليعيزر متورط في اعمال جنائية.

ليس ممكنا ان نأخذ من هرتسوغ محرك الدوافع التي تعمل داخله.  في الواقع هناك  بوجيان وليس بوجي واحد. هو في الجلسة يصنع القهوة المذابة ويجيب على الهاتف الثاني ويدير حديثا جانبيا صغيرا طوال الوقت وعلى مدى عشرات السنوات. هو لطيف جدا، إلى درجة أن لا احد يعرف  كم هو على استعداد لأن يبذلك كي يصل إلى « هناك » (رئاسة الوزراء). ربما يتمكن الوصول، ولكن ما الذي سوف يفعله « هناك؟ »

انا افضله باستمرار على نتنياهو (وعلى بوجي يعلون وجدعون ساعر إذا قدرلنا أن يحكمنا اليمين مجددا). ولكن على أولئك الذين يحلمون بأن هرتسوغ سوف يخلي المستوطنين، او أن يوقع على اتفاقية سلام دائم أو يعدّ دستورا لإسرائيل – فمن الافضل لهم ان يستيقظوا.