خبر خطاب نتنياهو- يديعوت

الساعة 10:38 ص|11 فبراير 2015

فلسطين اليوم

خطاب نتنياهو- يديعوت

حاكمنا الجمهوري

بقلم: أفيعادكلاينبرغ

(المضمون: ما أن اوضح الديمقراطيون بان الزيارة ليست بناء على رأيهم، ومن اللحظة التي اوضح فيها الكثيرون منهم بانهم سيقاطعون القاعة في اثناء خطاب رئيس الوزراء، فقد بات ضرر الزيارة اكبر بلا قياس من ربحها. - المصدر).

« في الوقت الذي هناك من يعنى بالبروتوكول أو السياسة الحزبية، يتبلور اتفاق سيء مع ايران »، أعلن نتنياهو. والعلاج لهذا الاتفاق السيء، كما يتبين، هو خطاب يلقيه رئيس الوزراء في واشنطن العاصمة. والمعادلة التي يقترحها نتنياهو هي التالية: صحيح ان هذا الخطاب يثير اعتراضا شديدا في الولايات المتحدة، صحية أنه يثير حفيظة الادارة وسيؤدي الى توتر كبير بين اسرائيل وبين الرئيس، صحيح انه يوجد احتمال كبير في أن تعاقب الادارة نتنياهو (أي دولة اسرائيل) لان الخطاب يعتبر تحطيما لقواعد اللعب المتبعة بين الدولتين (رئيس دولة لا يأتي الى زيارة رسمية عندما يكون رئيس الدولة التي يزورها يوضح له صراحة بانه ليس معنيا بزيارته)، صحيح أيضا أن للناظر الساذج الحيادي تبدو هذه كمحاولة ساخرة لنيل الاضواء من أجل تحقيق مصالح الضيف في حملة الانتخابات، ولكن كل هذا يشحب امام الانجاز الجوهري – منع الاتفاق السيء مع ايران.

اذا أخذنا بمعادلة نتنياهو، فان للكلمات التي سيقولها رئيس الوزراء امام القاعة شبه الفارغة ستكون قوة سحرية، تبرر ظاهرا كل ثمن. ليس واضحا كيف سيحصل هذا بالضبط. موقف نتنياهو معروف، بعد كل شيء. واحد لن يفاجأ مما سيقوله في واشنطن. فهو ليس شخصا عديم الوصول الى وسائل الاعلام. ليس لديه أي صعوبة في أن يسمع موقفه في مقابلة صحفية، في خطاب في الكونغرس، في مؤتمر صحفي، في مقال ينشره في صحيفة اسرائيلية أو امريكية. لا توجد لنتنياهو أي صعوبة في أن ينقل موقفه في سلسلة من المحادثات مع رجال الادارة، السناتورات، اعضاء الكونغرس وعمليا مع كل من يريد.

لا تستهدف الدعوة لالقاء الخطاب امام المنتخبين الامريكيين لنقل معلومات لم تكن متوفرة بوسائل اخرى. فهي تشريف. ولا يفترض بها أن تكون وضعية كدية، بل النقيض التام: بدعوة من هذا القبيل تعبر الولايات المتحدة عن تأييدها للرجل وللامة من خلال حدث هو طقسي في اساسه. اما الخطابات المسقعة والملتهبة امام المنتخبين لا يفترض ان تغير المواقف. فهي تعبر عن تأييد مسبق للشخص الذي يرغب النواب الامريكيون بمكانته. والاحتمال في أن يطرح نتنياهو هناك بالذات حجة سحرية ما تغير دفعة واحدة مواقف المستمعين هو احتمال طفيف. فالكل يعرف ما هو موقفه في موضوع الاتفاق مع ايران. ومشكوك أن يتوقع احد ما سماع شيء جديد.

الظروف الوحيدة التي سيكون فيها منطق في الوقوف امام المنتخبين رغم أنف الرئيس، هي لو كان يسود اجماع في مجلس النواب،  ويقف النواب كرجل واحد خلف نتنياهو ومواقفه. وحتى عندها سيكون في الخطوة خطر إذ فيها محاولة لفرض سياسة لا يريدها على الرئيس ومن شأنها أن تجر رد فعل مضاد خطير لاسرائيل – فلدى الرئيس الامريكي مجال مناورة واسع في العلاقات الخارجية، ليس منوطا باقرار الكونغرس، ويوجد الف وسيلة ووسيلة لمعاقبة من يتدخل بوحشية في اللعبة السياسية الامريكية، ولكن يحتمل أن يكون ربح هذه المخاطرة برأي نتنياهو أكبر من خسارتها.

 

ولكن ما أن اوضح الديمقراطيون بان الزيارة ليست بناء على رأيهم، ومن اللحظة التي اوضح فيها الكثيرون منهم بانهم سيقاطعون القاعة في اثناء خطاب رئيس الوزراء، فقد بات ضرر الزيارة اكبر بلا قياس من ربحها. فبدلا من خلق اجماع للتأييد، تخلق انشقاقا للمعسكر. لقد أصبح التأييد لنتنياهو فعلا استفزازيا امام الرئيس. وهذه النتيجة هي آخر شيء يخدم مصالح دولة اسرائيل في صراععها ضد ايران النووية.

غير أن نتنياهو، بخلاف تصريحاته، يفكر أقل بايران واكثر بالسياسة الحزبية – الاسرائيلية والامريكية. وهو يفكر مثل حاكم جمهوري لدولة في الشرق الاوسط. الرفاق في الحزب مرتاحون من الصفعة لاوباما، أما الثمن فسندفعه نحن.