خبر رسالة قاتلة -معاريف

الساعة 11:01 ص|08 فبراير 2015

بقلم: مئير عوزئيل

          (المضمون: يحذر الكاتب موريتسيو مولينريه في كتابه عن الخلافة الاسلامية العتيدة من أنه ستقوم على الحدود مع اوروبا دولة شمولية ايديولوجيتها هي أن هذه الدولة ستصل الى بيوت الاوروبيين، وهذه الايديولوجيا تجد لها تأييدا في الاوساط الشعبية العربية رغم معارضتهم لعنف داعش - المصدر).

          في هذه الايام تجدون في المكتبات في ايطاليا كتابا جديدا صدر عن دار النشر الكبرى « رتسولي »: « خلافة الارهاب، لماذا تهدد الدولة الاسلامية الغرب؟ ». هذا الكتاب كتبه موريتسيو مولينريه وهو مراسل  صحيفة « لاستامبا » في الشرق الاوسط. وقبل أن يرسل الى هنا عمل طوال 14 عاما كمراسل لصحيفته في الولايات المتحدة. التقيت معه وقال لي: « الكتاب جاء من خلال مفاجأة كبيرة، المرة الاولى التي بدأت فيها في التجول في البلاد الاسلامية واكتشفت التأييد لداعش كنت متفاجئا. لماذا يؤيدون الخلفاء؟ لماذا يحدث ذلك؟ سأعطي لك مثالا: تقابلت مع رئيس بلدية معان في الاردن، وحينما استقبلني أول شيء قاله لي أهلا وسهلا بك في بلاد الشام ».

          كما هو معروف هذا هو لقب الدولة التي يريد داعش انشاءها بدلا من دول الشرق الاوسط. لقد كتب الكتاب بعد بضع مقابلات في الاردن ومصر والضفة الغربية وقطاع غزة ومع قوات أمن اوروبية. ويضيف مولينريه: « إن الاكثر أهمية هو ما سمعته في مسجد في السلط. معان تبعد ساعتين عن عاصمة الاردن ولكن السلط قريبة أكثر. دخلت الى المسجد في السلط وتحدثت مع إمام المسجد. من مسجده الى القصر الملكي في عمان مسافة 20 دقيقة سفر. قال لي: نحن نريد دولة اخرى بدلا من الاردن. الاردن لا ينتسب لنا، نحن لسنا اردنيين، نحن ننتسب لبلاد الشام ».

          لقد بدأ مولينريه أن يكون قلقا عندما اكتشف انهم في بلاد الشرق الاوسط يقولون له مرارا وتكرارا: صحيح أننا ضد عنف داعش لكننا سلفيون، لهذا فاننا مع أهداف داعش. « اكتشفت أن الرسالة التي تتحدث الى قلوب الناس هي المعارضة للقومية العربية »، يقول لي مولينريه، « هم لا يريدون دولا عربية، هم يريدون دولة عربية كبرى هي بلاد الشام. الجهاديون لا يهتمون بالدولة الفلسطينية مثلا. هذا بالنسبة لهم نهاية مسيرة بدأت في اتفاق سايكس بيكو، وتواصلت بتصريح بلفور مرورا باتفاق اوسلو وانتهاء الى الدولة الفلسطينية. هم ضد ذلك، انهم يريدون فضاءً اسلاميا واحدا كبيرا، خلافة. قالت لي امرأة: جدتي عاشت في عمان وسافرت للتسوق في الخليل، هذا ما نريد أن يعود ».

          عندما سألته لماذا يكتب في كتابه أن الحديث يدور عن « خطر لاوروبا »، أجابني مولينريه: « أقول للاوروبيين إنه ستقوم على حدود اوروبا دولة شمولية كبرى. هذا مثلما تعيش مع ستالين أو هتلر، سيكون هناك جهاديون على الحدود. إنتبهوا. لأن ايديولوجيا هذه الدولة هي الوصول الى بيوتكم. الفصل الاخير في الكتاب سمي مشروع الذمة. أبو بكر البغدادي يذكر كثيرا في كلامه احتلال روما، إنه يريد أن يكون المسيحيون في اوروبا في نفس وضع المسيحيون في سوريا والعراق، تحت سلطته. هو يخطط لتحويل الايطاليين أو الاسبان الى ذمة. مَوالي أقل درجة. رسالة الكتاب هي: يا اوروبا، إفتحي أعينك لأن هناك مخططا توجد له رسالة قوية تسحر المسلمين المؤمنين بها ».

          في أحد المقالات في الصحف الايطالية كتب أن « موريتسيو مولينريه أرسل رسالة في زجاجة الى اوروبا ». ونسأل بحسرة: متى يقوم شخص ما ويدخل بطاقة تحذير في زجاجة ويرسلها الينا؟.