قطاع غزة يفتقر لأجهزة التحليل الإشعاعي Radiation

خبر بحوث علمية قائمة على « التكهن » ومختبرات غزة « عقيمة » من الاحهزة المختصة!

الساعة 02:40 م|04 فبراير 2015

فلسطين اليوم

تفتقر مختبرات قطاع غزة إلى الأجهزة والأدوات والطواقم المخبرية الدقيقة القادرة على الجزم في تشخيص الأمراض في قطاع غزة، ونتيجة « العقم » في المختبرات الحكومية والأهلية طفت على السطح إشكالية أكبر وهي انتشار عدد من الدراسات العلمية والتقديرية الربطية الغير مسنودة على فحوصات مخبرية دقيقة خاصة فيما يتعلق في التحليل الإشعاعي « Radiation ».

وانتشرت في الاونة الأخيرة تقديرات ودراسات علمية غير دقيقة تتعلق بالإنسان والغذاء والماء والهواء تحذر من أوضاع كارثية بشأن تلك الأصناف وتأثيراتها على صحة الإنسان، تلك الدراسات استند أصحابها على « الربط » الإحصائي بعد الحروب الإسرائيلية الثلاثة على غزة.

ويفتقد قطاع غزة لدراسات مخبرية دقيقة فيما يتعلق بقياس نسبة الإشعاعات في قطاع غزة على الهواء والماء والتربة والغذاء والإنسان؛ لأسباب عدة أولها افتقاد قطاع غزة لمختبرات وأجهزة خاصة لتحليل النسبة الإشعاعية وثانيها عدم وجود مختصين مخبريين في علم الإشعاعات.

وعلى الرغم من ان جل التقديرات ذات الدراسات « الإحصائية الربطية » تشير إلى وجود نسبة إشعاعية في الغذاء والماء والهواء والتربية والإنسان، بفعل الحروب على غزة والذخائر التي قُصفت فيها، وعلى الرغم من أهمية أمثلاك القطاع لتلك الأجهزة المخبرية إلا أن الوزارات المعنية كوزارة الصحة والاقتصاد والزراعة والمختبرات الخاصة في الجامعات الفلسطينية تفتقر إلى أجهزة « Radiation » قياس الإشعاع.

 مطالبات بدعم المختبرات العلمية في غزة بالأجهزة المتطورة وإرسال بعثات لدراسة علم المختبرات الحديث

« فلسطين اليوم » تحدثت إلى رئيس دائرة حماية المستهلك في قطاع غزة، وأكاديمي مختص في علم المختبرات للوقوف حول الدراسات الربطية والمخبرية، وإشكالية عدم وجود أجهزة « Radiation » قياس الإشعاع في قطاع غزة ومدى احتياج القطاع لمثل تلك الأجهزة المخبرية.

مدير عام دائرة حماية المستهلك في وزارة الإقتصاد بغزة د. زياد أبو شقرة يؤكد ان قطاع غزة والأراضي الفلسطينية خالية من مختبرات علمية تحوي أجهزة فحص الإشعاع في المكونات البيئية لاستخلاص مدى تأثيرها على الإنسان والأسباب الرئيسية لوجود الإشعاع في تلك المكونات.

ويوضح أبو شقرة في تصربح لـ« فلسطين اليوم » أن عدد من الدراسات العلمية في غزة تستند على الربط و« التكهن » والتقديرات، وأنها غير جازمة، وذلك بسبب النقص في الكوادر العلمية والأجهزة المخبرية المختصة.

وأشار أبو شقرة أن قطاع غزة بحاجة إلى مختبرات علمية دقيقية تحوي أجهزة مختصة لقياس Radiation في الطبيعة بعد الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيراً ان وزارته تفتقد إلى أجهزة مخبرية مختصة عديدة، وأنها تلجأ إلى معامل مخبرية بالضفة إلا أن الأخيرة تفتقد لتلك الأجهزة.

ولفت أن الدراسات العلمية الغير مسنودة على أسس معملية مخبرية دقيقة من شانها إثارة البلبلة في أوساط المجتمع الغزي؛ الأمر الذي يزيده إحباطاً ويفقده الثقة في الدوائر الحكومية المختصة خاصة الدوائر الرقابية منها.

وبين ان وزارته تعمل في حدود إمكانياتها البسيطة ولا تدخر جهداً لبذل الرقابة المطلوبة على الأغذية والأطعمة في حدود الأجهزة المخبرية التي لديها.

ودعا أبو شقرة الجهات الدولية إلى ضرورة رفد قطاع غزة بالأجهزة المخبرية الحديثة للوقوف على الواقع الصحي لمكونات الحياة في غزة، وكشف الجرائم الإشعاعية التي لحقت بالقطاع نتيجة الحروب الثلاثة.

 

ابو شقرة: غزة تفتقد الى أحهزة لقياس الإشعاع وامتلاكه إنجاز كبير في علم المختبرات

أما مدير مركز مختبرات تحليل الأغذية في جامعة الأزهر بغزة د. محمد الهندي أكد أن إمكانيات مختبرات قطاع غزة سواء الحكومية أو الأهلية محدودة للغاية.

وأوضح د. الهندي في لقاء خاص مع « فلسطين اليوم » أن أغلب الدراسات الصادرة في قطاع غزة عن وجود إشعاعات في الأغذية والمكونات البيئية، تستند إلى إحصائيات ما قبل وبعد الحرب الإسرائيلية، وان جميع تلك الدراسات منقوصة وغير جازمة، مشيراً ان الجزم يكون عبر الأجهزة المخبرية الدقيقة المتخصصة.

وبين ان الأراضي الفلسطينية تفتقد إلى الأجهزة المتخصصة في مجال العمل المخبري فيما يتعلق بنسب الإشعاعات الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي وحروبه على قطاع غزة.

ودعا الهيئات المعنية بضرورة دعم بعثات علمية أكاديمية متخصصة لجامعات دولية لدراسة فن علوم المختبرات فيما يتعلق في زوايا قياس النسب الإشعاعية، مطالباً الجهات المانحة بضرورة دعم قطاع المختبرات في قطاع غزة، ومده بالأجهزة المخبرية اللازمة.

وأشار إلى أن الوصول إلى نتائج مخبرية بحثية معمقة ودقيقة من شانه أن يفضي إلى التشخيص السليم لمكونات الحياة في قطاع غزة، وبالتالي محاصرة الأمراض الناتجة عن الإشعاعات.

 

مختص: الوصول إلى نتائج مخبرية دقيقة يفضي إلى التشخيص السليم لمكونات الحياة في غزة، وبالتالي محاصرة الأمراض الناتجة عن الإشعاعات

وأقر د. الهندي أن دراسته وفحوصاته التي أجراها مؤخراً غير قائمة على التحليل المخبري الدقيق فيما يتعلق بالجزم في زيادة نسب السرطانات وأمراض الكلى والتهابات الكبد الوبائية بالنسب الإشعاعية في مكونات الحياة في قطاع غزة، مبيناً أن ما يؤكد ذلك هو الأجهزة والكوادر المختصة، وان تلك الخلاصات قائمة على إحصائيات المراكز المختصة بعد الحرب.

وكان الهندي قال في دراسات سابقة :« لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل تأثير الحروب المدمرة التي مر بها سكان قطاع غزة ،واستخدام قوات الاحتلال لمتفجرات أثرت على حواس السمع و البصر عند المواطنين، وإطلاقها لمواد مشعة و كيميائية ضارة أدت إلى تفشي أمراض خطيرة وبصور متعددة، وإلى تزايد حالات تشوه الأجنة والإجهاض،  وبإجراء بعض الدراسات على أيونات الدجاج و الأرانب، تبين بعد تشريح الدواجن أن جميع الأعضاء الداخلية لها متليفة ومتنخرة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري ».

و أكد د.الهندي أن طاقم المركز في جامعة الأزهر يعمل حالياً على توفير عدد من المراجع العلمية الخاصة بطرق التحليل مع بعض الأجهزة الغير متوفرة للتحاليل المختلفة مثل تحليل السموم و البويات و المنظفات و البلاستيك ومواد التجميل ، إضافة إلى توفير جميع الإمكانيات اللازمة لسلامة وأمن القائمين على التحاليل داخل المركز،وإلى تحسين قدرة الكادر الفني مع إجراء الفحوصات التي تتوفر في المركز بالتنسيق مع مراكز البحوث العربية و الأوروبية لرفع كفاءة المتخصصين .