خبر دعاية نتنياهو- هآرتس

الساعة 09:15 ص|01 فبراير 2015

دعاية نتنياهو- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

توضح ثلاثة أحداث متوالية، بادر اليها رئيس الوزراء، بان الدعاية الانتخابية تنطوي على تهديدات حقيقية على أمن ومكانة دولة اسرائيل.

          فالفرضية بان قتل المسؤولين الكبار في حزب الله والمسؤول الكبير الايراني في هضبة الجولان، المنسوب لاسرائيل، كان ضروريا – ليست مقنعة، واسرائيل تلقت منذ الان رد فعل فتاك قتل فيه جنديان.

          كما ان نية نتنياهو القاء خطاب امام الكونغرس واجه رد فعل من الادارة في واشنطن التي سارعت الى الايضاح لرئيس الوزراء بان ليس في نيتها المشاركة في الدعاية الانتخابية في اسرائيل وبالتالي فان الرئيس اوباما لا يعتزم اللقاء بنتنياهو في اثناء زيارته الى الولايات المتحدة. وفضلا عن ذلك فان اصدقاء اسرائيل الجمهوريين والديمقراطيين ايضا يرون في زيارة نتنياهو « عملية » سياسية، تستهدف تجاوز رئيسهم، اكثر مما هي جهد آخر لعرض التهديد الايراني. والنتيجة هي ان قدرة اسرائيل في التأثير على الاسرة الدولية بشكل عام، والامريكية بشكل خاص، وقعت ضحية استراتيجية تسويقية، هدفها تعزيز سحر نتنياهو الانتخابي.

          وها هي، وبينما لا تزال الخواطر تعصف في الولايات المتحدة، قررت الحكومة القاء زجاجة حارقة اخرى الى ساحة العلاقات مع الولايات المتحدة واوروبا، حين نشرت في نهاية الاسبوع الماضي عطاءات لبناء 450 شقة جديدة في المستوطنات. صحيح ان بعض هذه العطاءات متكررة، ولكن اختيار توقيت النشر ليس مصادفا. فقد كان يمكن للنشر ان ينتظر شهرا ونصف آخرين، ولكن عندها ما كان يمكنه أن يخدم دعاية نتنياهو الانتخابية.

          لا توجد صدفة في بؤر الاحراق الثلاثة التي اشعلها نتنياهو. كل واحدة منها تمثل وجها آخر لذات الدعاية: في هضبة الجولان سعى نتنياهو لان يستعرض قيادته العسكرية، في الكونغرس قدرة صموده في مواجهة رئيس يراه كمعاد لاسرائيل، وفي توسيع المستوطنات، تصميمه على تلبية مطالب اليمين. ان نتنياهو يزيل الان كل الكوابح التي وجهت خطاه على مدى ولايته، وهو يهرع بكل القوة في سباق الانتخابات، حيث مصالح دولة اسرائيل تعتبر هامشية مقابل شهيته للانتصار.

          لقد اصبح نتنياهو قنبلة انشطارية متكتكة، توزع بشكل منسق عبواتها الفتاكة فتسحق ما تبقى من مكانة لاسرائيل في العالم. والجمهور في اسرائيل الذي يقلق الان من المفاجأة التالية التي سيوقعها عليه رئيس وزرائه، جدير بان يسجل لنفسه تسجيلا دقيقا قبيل الانتخابات ويحاسبه على افعاله.