خبر مواجهة امريكية في ظل الذرة- اسرائيل اليوم

الساعة 10:28 ص|26 يناير 2015

بقلم: البروفيسورابراهام بن تسفي

          (المضمون: إن المواجهة بين اوباما والكونغرس حول الشأن الايراني ليست في صالح اوباما على الرغم من الاستطلاعات التي تشير الى تقدم شعبيته لما حققه مؤخرا على الصعيد الاقتصادي  - المصدر).

          على ما يبدو، كان هذا اليوم الكبير لبراك اوباما. في خطابه السادس عن حالة الأمة، الذي ألقاه الاسبوع الماضي أمام مجلسي النواب والشيوخ، كان الرئيس مليئا بالأمل والثقة بالنفس التي عكست تعاظم قوته لدى الرأي العام وخصوصا على خلفية التحسن في الاقتصاد الامريكي. وازاء ادارته الناجحة – على الأقل حتى الآن – لـ « ازمة سوني » مع كوريا الشمالية. وكذلك فان الاختراق الذي تم احرازه في العلاقات مع كوبا ساهم في الشعور بالارتياح الذي جاء بعد الهزيمة في انتخابات المجلسين، حيث يمر الآن البيت الابيض بفترة من الراحة.

          وهكذا فان برنامج العمل الطموح الذي عرضه الرئيس في خطابه (الذي استند الى خطوات ليبرالية واضحة في كل ما يتعلق بالمجال الاقتصادي والمالي والاجتماعي)، عبر بوضوح عن أمله بأن انجازاته في الاشهر الاخيرة يمكنها أن تعطيه هامشا واسعا للمناورة ايضا أمام الكونغرس، وكذلك الابتعاد عن وصمة « البطة العرجاء ». من هذه الناحية يمكن التعامل مع الرسالة الرئاسية الاخيرة وكأنها توجها مباشرا الى الجمهور الامريكي من قمة تلة الكابيتول. وذلك من اجل اجبارها على أن تعطي دعما لجهوده في اعادة تشكيل عالم الولايات المتحدة كدولة رفاه شاملة. وفي الساحة الدولية يمكن أن نرى في خطابه محاولة لتحويل مستوى الدعم الجماهيري الحالي لاوباما الى رافعة لاجبار الكونغرس الجديد أن يبتعد عن طريقه لكي يُمكنه من تحقيق برامجه وخصوصا فيما يتعلق بايران.

          ولكن بالتحديد في هذه الساحة الهامة ينشأ لدينا الانطباع بأن اوباما اخطأ في قراءة الخريطة السياسية الكونغرسية، وضل الطريق في سيره خلف معتقداته في كل ما يتعلق بمدى قدرته الفعلية على تقييد خصومه الداخليين على أساس علاماته المرتفعة في استطلاعات الرأي العام. بعد أن أُطفئت أضواء المسرح وخفتت أصداء الهتافات، تبين أن توجه اوباما الى الكونغرس للامتناع عن فرض عقوبات جديدة على طهران طالما استمرت المفاوضات حول الاتفاق النهائي في المشروع النووي، لم يؤثر كثيرا.

          على الرغم من هذا التوجه فان التهديد الصارخ لفرض الفيتو على كل تشريع يشدد العقوبات، بقي حزب الاغلبية الجمهوري في كلا المجلسين متمسكا بمبادرته التي تحظى بدعم ديمقراطي لا بأس به. هكذا، بواسطة حركة الكماشة التي استهدفت تصليب موقف الولايات المتحدة بعد التخفيف في الجولة الاخيرة من المفاوضات، وفي المقابل احباط أي اتفاق لا يحقق حاجزا لا يُخترق أمام المشروع النووي الايراني لانتاج سلاح نووي، فقد اتفق خصوم اوباما السياسيين من المجلسين على أن يسلبوه تحقيق أحد أهدافه المركزية في المجال السياسي الخارجي والامني – التوقيع بكل ثمن تقريبا على اتفاق دائم مع طهران. ويمكن التعبير عن ذلك في حقيقة أن المبادرة الجمهورية في مجلس الشيوخ لتمرير قانون عقوبات جديد، الذي يبدأ العمل به في بداية تموز 2015 (إلا اذا تم التوصل الى اتفاق دائم قبل هذا الموعد، يحظى الآن بالتسريع).

          الآن ومن اجل منع اتفاق سيء تشوبه الثغرات، الذي مثله مثل الاتفاق المرحلي يمكن أن يعطي ايران مكانة دولة على شفا الذرة بصورة شرعية ومعترف بها، فقد طرحت الكتلة الجمهورية في المجلس مشروع قرار جديد، الذي على ضوئه يعتبر الاتفاق النهائي كاتفاق دولي. الذي يقتضي – مثل كل ميثاق آخر – المصادقة الرسمية من مجلس الشيوخ (الموجود تحت سيطرة الجمهوريين). صحيح أن هاتين المبادرتين من شأنهما أن تُحفظا في ظل الفيتو الرئاسي، إلا اذا « حظي بأغلبية الثلثين المطلوبة لالغاء هذا الفيتو »، ولكن هذا الامر من شأنه أن ينزع عن الادارة الشرعية المطلوبة لاتمام العملية.

          على كل حال، من الواضح أن هناك هوة تفصل – على الأقل في القطاع الايراني – بين الخطاب الرئاسي وبين القدرة الفعلية لاوباما على بلورة استراتيجية موافق عليها من الحزبين وفعالة. ومن جهة الكونغرس يتوقع أن يقف الى جانبه قريبا في الشهر القادم رئيس الحكومة نتنياهو، الذي دعمه لتشديد العقوبات (التي من المؤكد أن يعبر عنها بقوة في خطابه أمام المجلسين) من شأنه أن يعطي روحا داعمة للمواقف غير المتسامحة للكونغرس