خبر مرابطو سرايا القدس: عيون تحرس الثغور رغم برد الشتاء

الساعة 09:54 ص|17 يناير 2015

فلسطين اليوم

تلك الأقدام التي يغزو خلاياها الصقيع.. والدم فيها يأبى أن يتجمّد.. هناك على حدود غزة وأبعد.. هذه الأقدام التي لولاها لهُدّمت صوامع وبيَع وصلوات ومساجد وكنائس.. ولانتُهكت أعراض وسُفكت دماء واحتُلت بلدات.. ولبكت عيون ما هي الآن بباكية..

تلك الأقدام المنغرسة في ثرى الطهر.. هناك على ثغور العزة والإباء.. تدافع عن ثرى الوطن الجميل كل دناسة لمغتصب يطل برأسه صباح مساء ليجد لشره مكان بين الآمنين .. إنها أقدام المرابطين المغبرة في سبيل الله ..

تقوى الله

أبو القاسم أحد المرابطين على الثغور الشرقية لمحافظة رفح أكد لـ« الإعلام الحربي » أن حالة البرد الشديد والسقيع التي يعيشها قطاع غزة لم تكن للحظة من اللحظات مانعاً للمجاهدين عن أداء واجبهم الجهادي على ثغور الوطن، ويتركوا الميدان فارغاً أمام العابثين بلا رقيب.

 

وأضاف:« كم يشعر المجاهد منا بالفخر وهو يكابد الليل الطويل ويقاسي برودة الجو لأجل أن ينال أجر المرابط الذي يبشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه »رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها« .

وتابع: »لقد اعتدنا أن نعيش في هذه الظروف الاستثنائية في جولات الرباط، وفي ظل الأجواء الممطرة والباردة جداً التي لا يطيقها الشخص العادي حتى في منزله، نتخذ بعض الإجراءات التي تخترق هذه الحالة الصعبة لتمد أجسادنا ببعض الدفء والتي تتناسب بطبيعة الحال مع الحالة الأمنية في نقاط الرباط، فالمجاهدين الصادقين يمتزج في قلوبهم الأنس بتقوى الله وحب الوطن فيطغيا كلاهما على قسوة البرد ووحشة الليالي« .

وأشار أبو القاسم إلى أن أكثر ما يؤلم قلبه في هذه اللحظات عندما يتذكر إخوانه الشهداء الذين كانوا برفقته في العام الماضي وعاشوا معه في مثل هذه الظروف وسافروا نحو علياء المجد والشهادة.

وبین المرابط بأن المجاهدين على جهوزية تامة في جميع المحاور وفي كل نقاط التماس، ويتابعوا التطورات الميدانية عن كثب للاستعداد إلى نقطة الصفر، وتكبيد العدو خسائر فادحة، إذا فكر بالتقدم أو التوغل في المناطق الشرقية لحدود قطاعنا الصامد.

 

حب الجهاد

في سياق متصل، قالت الحاجة الستينية »أم هلال« والدة أحد مرابطي سرايا القدس على الثغور، وخالة لشهيدين ارتقيا في معركة البنيان المرصوص: »قد يظن البعض أننا نمتلك قلوب متحجرة ونحن نقدم أبنائنا ونجهزهم لحماية أوطانهم وندفع بهم إلى خطوط التماس المتقدمة التي تحفها المخاطر من كل الجهات، ولكن هذا هو الجهاد وأجره، وهذا حب الوطن الدفاع عنه« .

وتابعت: »الشعب الفلسطيني يحسن العيش إذا ما أتيحت له فرص العيش كغيره من شعوب العالم، لكن أمام مشاهد الظلم والقهر التي تحل بالناس على مرأى ومسمع العالم، نجد أن في موتنا حياة ونستعذب القتل في سبيل الله، بغية تحرير أرضنا ومقدساتنا من أيدي اليهود الغاصبين« .

وأكملت: »أنا الأم الفلسطينية التي أفتخر بكل عزة وأرفع رأسي أمام أمهات العالم وأنا أجهز إبني وأودعه للرباط كل مساء، حتى في أكثر الليالي برودة، والتي قد تجدها عوائل أخرى أنسب الأوقات للاستمتاع بجمعة للعائلة، حول موقدة للتسامر والضحك، موضحة أن الحياة الأولى هي التي نجد فيها حياتنا وسر سعادتنا« .

وأشارت الحاجة إلى أن عيونها لا تعرف النوم غالباً، وقلبها ولسانها يلهجان بالدعاء بأن يحفظ الله ابنها المجاهد ورفاق دربه، وأن يعيده سالماً غانماً إلى أهله والى أبنائه وزوجته.

واختتمت الحاجة حديثها بالقول : » إذا أراد أحد أن يتعلم البطولة والإقدام فليأتي إلى هذه الميادين وليتعلم منها في إشارة منها إلى مناطق الرباط المتقدمة، راجية المولى القدير أن يحفظ المجاهدين من كل شر ويثبت أقدامهم وأن يقيهم من برد الشتاء وحر الصيف، إلى أن يغدو كل شبر من فلسطين محرراً بإذن الله".