خبر الموساد والشاباك كثّفا تواجدهما في فرنسا خشية عمليات جديدة

الساعة 06:24 م|16 يناير 2015

فلسطين اليوم

كشفت مصادر أمنيّة إسرائيليّة وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، اليوم الجمعة، كشفت النقاب عن وجود تعاون وثيق جدًا في مكافحة ما أسمته بالإرهاب الإسلاميّ المتطرّف بين الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة وبين العديد من أجهزة المخابرات العربيّة، التي امتنعت المصادر عن الكشف عن أسمائها نظرًا لحساسية الموضوع. وقال مُحلل الشؤون الأمنيّة، عمير راببورت، رئيس تحرير موقع (ISRAEL DEFENSE)، المُختص في الشؤون العسكريّة والأمنيّة، قال، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ العلاقة بين المخابرات الإسرائيليّة والعربيّة توثقت جدًا بعد الهجوم الذي نُفذّ ضدّ المجلة الفرنسيّة الساخرة (تشارلي أيبدو) في العاصمة باريس، قبل عشرة أيام.

كما أكّد راببورت على أنّ المخابرات الإسرائيليّة باتت جزءً من بنية استخباراتية دوليّة، تعمل بالتنسيق وبالتعاون لمكافحة الإرهاب الإسلاميّ المتشدّد في القارة العجوز، على حدّ تعبيره، بالإضافة إلى تعاون لم يُفصح عنه في الحفاظ على المصالح المشتركة.

علاوة على ذلك، كشف المُحلل الأمنيّ النقاب عن أنّه في أعقاب العملية ضدّ المجلّة الفرنسيّة المذكورة، كثّف جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) والشاباك (جهاز الأمن العام)، كثّفا تواجدهما على الأراضي الفرنسيّة بالتنسيق مع المخابرات المحليّة، لافتًا إلى أنّ الموساد يقوم بتفعيل وحدة خاصّةٍ به اسمها (بيتسور) هدفها حماية الجاليات اليهوديّة في الدول الأوروبيّة بشكلٍ خاصٍ، وفي جميع أنحاء العالم، بشكلٍ عامٍ، مُشدّدًا على أنّه بفعل الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة لا يُمكن الإفصاح أكثر عن هذه الوحدة. مع ذلك أشار إلى أنّ عناصر الوحدة، يقومون بتدريب أعضاء الجاليات اليهوديّة في الدول الأوروبيّة وغيرها على كيفية حماية أنفسهم من هجمات إرهابيّة، موضحًا أنّ هذه التدريبات تجري بالتعاون وبالتنسيق مع المخابرات الأجنبيّة، التي تجري التدريبات على أرضها. وتابع راببورت قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الجالية اليهوديّة في فرنسا، باتت في خطرٍ شديدٍ، وبالتالي، فإنّه تقرر في الموساد الإسرائيليّ أنْ يقوم هو بأعمال التحريات والتعقّب وراء الإرهابيين المتشددين في فرنسا، بهدف إحباط عمليات محتملة يقوم تنظيم القاعدة أوْ تنظيم الدولة الإسلاميّة بالإعداد لها بهدف إخراجها إلى حيّز التنفيذ.

بموازاة ذلك، أضافت المصادر الإسرائيليّة، فإنّ جهاز الشاباك هو الآخر، كثّف من تواجده في فرنسا في الأيّام الأخيرة، وذلك لأنّ من ضمن مهامه حماية المؤسسات الإسرائيليّة الرسميّة المتواجدة خارج إسرائيل، خصوصًا وأنّ عناصره قاموا بعملية حراسة وحماية رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عندما قام الأخير بالمشاركة في المظاهرة المليونيّة في باريس ضدّ الإرهاب، يوم الأحد الماضي، على الرغم من معارضة الفرنسيين للزيارة. وشدّدّت المصادر على أنّ العلاقات بين المخابرات الإسرائيليّة وبين المخابرات في دول أوروبا الغربيّة بدأت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وتحديدًا بعد أنْ نفذّت منظمة (أيلول الأسود) الفلسطينيّة العملية ضدّ الرياضيين الإسرائيليين، الذين شاركوا في الألعاب الأولمبيّة، التي جرت عام 1972 في مدينة ميونيخ الألمانيّة.

علاوة على ذلك، أضاف الموقع الأمنيّ الإسرائيليّ أنّ علاقة المخابرات الإسرائيليّة مع المخابرات في الدول الأوروبيّة غير مرتبطة بالمرّة بالعلاقات السياسيّة بين الطرفين، لافتًا إلى أنّها في تصاعدٍ مستمرٍ نحو التنسيق الكامل بينهما. وأوضح أنّ العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الأوروبيّة والإسرائيليّة تشمل أيضًا خطوط اتصالات خاصّة لتبادل المعلومات، وعقد اجتماعات في أوروبا وفي إسرائيل بمشاركة مندوبين عن الأجهزة الأمنيّة، على حدّ تعبيره. ونقل عن مصدر أمنيّ إسرائيليّ، وصفه بأنّه مطلع جدًا على المحاولات الدوليّة لكبح جماح الإرهاب الإسلاميّ المُتشدد، بحسب تعبيره، قوله إنّ هذه الجهود فشلت فشلاً مُدويًّا، بدليل تنفيذ العملية ضدّ المجلّة الفرنسيّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ قنوات الاتصال بين أجهزة المخابرات لم تعمل كما يجب، وأنّ كان لدى المخابرات الأمريكيّة معلومات من شأنها أنْ تمنع ولو بشكلٍ جزئيّ العمليات الأخيرة في باريس، ولكنّ هذه المعلومات، زاد المصدر الإسرائيليّ، لم تُنقل إلى الأجهزة الأمنيّة الفرنسيّة في الوقت الصحيح، على حدّ قوله. وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، أضاف المُحلل راببورت، فإنّ قادة تنظيم (القاعدة) وقادة تنظيم (الدولة الإسلاميّة) اكتشفوا أنّ فرنسا هي الحلقة الضعيفة في القارّة الأوروبيّة، وذلك بسبب القوانين المعمول بها في هذه الدولة، ومنها قانون الدفاع عن حريّة الأفراد، وهو القانون الذي يُكبّل ويُقيّد عمل المخابرات الفرنسيّة في الجهود التي تبذلها لملاحقة إرهابيين محتملين، على حدّ وصفه. وأضاف قائلاً إنّه في أعقاب العمليات الأخيرة في فرنسا، فإنّ قسمًا من هذه القوانين، التي وصفها بالمُجحفة بحق المخابرات، سيتّم شطبها، وذلك لتسهيل عمل المخابرات في ملاحقة الخلايا الإرهابيّة النائمة في فرنسا.

كما أشار إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تعتقد أنّ القارّة الأوروبيّة ستتعرّض لعمليات إرهابيّة أخرى من التنظيمات الإسلاميّة المُتشدّدّة في المستقبل المنظور، والسؤال الذي سيبقى مفتوحًا، خلُص المُحلل إلى القول: هل العمليات الأخيرة في باريس ستكون بمثابة 11 سبتمبر الفرنسيّ-الأوروبيّ، في قضية التعامل مع الإرهاب، وهل ستُطلق الحكومات الأوروبيّة العنان لأجهزة المخابرات، كما حدث بعد 11 سبتمبر في أمريكا، بهدف مكافحة الإرهاب، الذي بات يُشكّل خطرًا إستراتيجيًا على الدول الأوروبيّة؟.