خبر درعي الآن- هآرتس

الساعة 10:04 ص|06 يناير 2015

بقلم: ميراف ألوش

(المضمون: آريه درعي شخصية سياسية ذات قيمة لا تعوض في اوساط اليهود الشرقيين ولا بد من عودته الى السياسة لقيادتهم واعادتهم الى الاماكن التي أبعدهم عنها ايلي يشاي - المصدر).

 

عند الاعلان عن نتائج انتخابات 1999 حيث أعلن اهود باراك إننا نستيقظ على فجر جديد، احتشدت في ميدان رابين القضية المتنورة لتحية الملك الجديد والهتاف أمامه « كل شيء إلا شاس ». وعندما كانت شاس في ذروة قوتها أظهرت عنصرية ليبرالية عندما كان لها 17 مقعدا التي تعتبر أكثر من اللازم لمصوتي « اسرائيل واحدة »، وفي نهاية الامر دخلت شاس الى الحكومة. ولكن نجمها السياسي اللامع في ذلك الوقت، آريه درعي، بدأ يقضي عقوبة السجن واستبدله في قيادة الحزب ايلي يشاي.

 

وفي السنوات الـ 14 من قيادته تنكر يشاي للحقوق الاجتماعية ولمصالح الجمهور الشرقي وأبعد شاس عن ناخبيها. وتجاهل الادعاءات بتمييز التلميذات الشرقيات في مدرسة بيت يعقوب في عمانوئيل بل وخرج ضد حكم في محكمة العدل العليا أقر بوجود التمييز. لقد قاد يشاي خطا سياسيا متطرفا وأصدر تعابير متطرفة ومعادية ضد الاقليات واللاجئين متجاهلا بذلك التقاليد اليهودية.

 

أما آريه درعي فهو منشغل بأمور اخرى. وعندما زود يئير لبيد اسرائيل المتنورة التي صوتت له ما لم يزودها به باراك في 1999، وهو دفع شاس الى المعارضة، حيث مكّن بذلك درعي من العودة بشكل قوي الى الحلبة السياسية بصوت الشرقي المعتدل، وهو الصوت الذي بفضله حقق درعي لشاس مقعدين من الجمهور العربي في انتخابات 1999 ومكنها من خلق حوار بين الشرقيين والعرب.

 

في حزيران 2013 عندما ساد في اسرائيل منطق كراهية العرب كان درعي أول شخصية تذهب لزيارة أبو غوش بعد أن كتب بعض اليهود شعارات « العرب الى الخارج »، وصرح في تلك

 

الزيارة « لن يهزنا أن نرى في اوروبا لاسامية ونصرخ ضدها اذا لم نقتل هذه الظاهرة في اوساطنا هنا. إن هذه التصرفات ليست يهودية لكنها ضد اليهودية وضد التوراة ». وبانتقاده للاضرار بمخصصات الاولاد وجه درعي نقدا لاذعا للبيد واتهمه بالعمل ضد حقوق الانسان وضد المتدينين والعرب.

 

إنني كأنثى فان طريق شاس ليست طريقي. وأنا لا اؤمن بمصدر صلاحيات نشاطاتها السياسية ولدي احتجاج قوي ضد سلوكها الاجتماعي. ولكن شاس حزب اسرائيلي جذري، ولوجودها معان ديمقراطية تمثيلية لدى الجمهور الكبير الذي يجلس الآن على الجدار. اضافة الى ذلك فان وجودها في الحلبة السياسية هو تحدي لمراكز القوى الاجتماعية. فشاس تعمل باسم البديل الآخر للمجتمع الاسرائيلي (بعد العرب). وجميع اعضاءها وجزءً كبيرا من مصوتيها هم من المتدينين الحريديين ومن الشرقيين – وهو خليط قاتل لمن هم غير مهيئين لاستيعاب الحضارة وطابع الحياة واللغة البعيدة عن السياسة الليبرالية العلمانية. ولكن سعي يشاي وراء دوف ليئور ونفتالي بينيت في الاتجاه الوطني هو أمر غير شرقي وغير اجتماعي ويعتبر كارثة للديمقراطية الاسرائيلية.

 

لذلك هناك أهمية كبيرة لعودة آريه درعي. لا سيما وأن اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني لا يعتبران خيارا حقيقيا لجمهور الضواحي – لذلك ما زال لدرعي أهمية في هذه الاوساط. وعندما سلب البيت اليهودي من الفقراء المساكن الجماهيرية وأرسل زعيمه الشرقيين الى التعليم المهني فان ذلك الحزب يدعو الآن الشرقيين الى العودة الى البيت.

 

وهنا يجب على درعي أن يرد على بينيت واييلت شكيد وايلي بن دهان بأن الشرقيين ليسوا بضاعة مهملة يمكن العثور عليها في الضواحي. على درعي أن يقوم ويقود شاس الى مكان آخر. الى الاهتمام السياسي بالجماعات الضعيفة والى التحمل والانتظار بروح الاخلاق اليهودية الشرقية. وباسم هذا الخيار يجب دعوة درعي الى التراجع عن استقالته واعادة الامور الى سابق عهدها.