خبر الشهيد القائد الميداني هايل أبو دحروج: حياة مفعمة بالجهاد والمقاومة

الساعة 12:39 م|05 يناير 2015

الإعلام الحربي

 « إن الموت آية محتمة على كل إنسان لكن حين تفرض على الإنسان حياة الذل فمن الأفضل أن يموت شامخا واقفا كأشجار النخيل, فما أروع القتل في سبيل الله ما أروع أن يبيع الإنسان حياته رخيصة من أجل رفعة الإسلام والوطن والجهاد, ما أروع القتل حين تكون مقدما غير مدبر , فرحم الله كل من قدم حياته فداء لتراب فلسطين الغالي ».  

حديثنا اليوم عن الشهيد القائد الميداني هايل أبو دحروج قائد وحدة الرصد والاستطلاع التابعة لسرايا القدس بلواء الوسطى والذي ارتقى شهيداً في معركة البنيان المرصوص، بعد أن أسطر أروع ملاحم التضحية والعطاء في سبيل الله.  

بزوغ الفجر

شقيق الشهيد هايل أبو دحروج تحدث لـ« الإعلام الحربي » من على أنقاض بيتهم المدمر عن ميلاده ونشأته قائلاً « ولد شقيقي هايل فجر الرابع عشر من تموز لعام 1986م في مخيم النصيرات, بين أكناف أسرة كريمة تعرف تعاليم دينه العظيم وواجبها المقدس اتجاه وطنها فلسطين, وهجرت عائلتنا قصرا من مدينة بئر السبع عام 1948 م  من قبل الاحتلال الصهيوني كباقي العائلات الفلسطينية المنكوبة واستقر المقام بالعائلة في قرية الزوايدة ».

وأضاف: « تتكون أسرتنا من الوالدين و 6 إخوة ثلاثة من الذكور وثلاثة من الإناث وكان ترتيب الشهيد هايل رحمه الله بين أخوانه الخامس, ونشأ وترعرع في أسرة مجاهدة تحافظ على تعاليم الدين الإسلامي العظيم والأخلاق السامية , وتلقى شهيدنا تعليمه الأساسي في  مدارس وكالة الغوث للاجئين بمخيم النصيرات وانتقل للدراسة في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية وتفوق في الثانوية العامة بنجاح , لينتقل للدراسة في جامعة القدس المفتوحة قسم تعليم أساسي لكن لسوء الظروف المعيشية وانشغاله بمسيرته الجهادية لم يستطيع إكمال مشواره التعليمي , وتزوج هايل قبل أعوام قليلة ورزقه الله بطفلين من الذكور وأسماهما عبد الله وهادي واستشهدا برفقته ومعهم زوجته وعمته ».  

صفات من نور

وتابع شقيقه قوله: « لن تستطيع أقلامنا وكلماتنا التعبير لصفات وأخلاق ذلك المجاهد العظيم فهايل نعم الشاب المسلم الهادئ الذي يتصف بالأخلاق السامية العالية العفيفة فصفاته كلها من نور, حيث يتمتع بالجرأة والشجاعة والصلابة والقوة منذ صغره, وكان هايل من الشباب المسلم المحافظين على دينهم في صلاته وعبادته ومن رواد المساجد وحلقات الذكر منذ الصغر ».

 علاقته بأسرته وأصدقائه

وذكر شقيقه وائل عن صفاته وعلاقته داخل أسرته ومع أصدقائه فقال: « تميز هايل بعلاقته الحميمة الغير محدودة داخل أسرته بين والديه وإخوانه وأخواته فهو الحنون المتسامح المبتسم في كل وجه أي إنسان يعرفه, وكان دائما يتفقد الأرحام  وكل هذا رغم انشغاله في عمله الجهادي والمهام الكبيرة الموكلة عل عاتقه, أما أصدقائه فقد حزن عليه كل من عرفه وفارقه لأنه كان نعم الصديق الوفي المتسامح المبتسم دائما في وجه أصدقائه وكل من عرفه وكان يزور باستمرار قبور أصدقائه الشهداء ».

  وعن مسيرته الجهادية قال شقيقه وائل : « انتمى هايل منذ نعومة أضفاره لحركة الجهاد الإسلامي وبعد عامين انضم في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري للحركة, رغم صغر سنه وكان يتميز بالجرأة فكان هايل طوال وقته في جهاد ومقاومة مستمرة وكان لا يعرف النوم ولا الراحة وكان دائما يغيب عن البيت لأيام طويلة حتى أن زوجته كانت لا تعرف أين هو فكان كتوم جدا لسر عمله الجهادي رحمه الله ».

  قائد المهام الصعبة

من جهته تحدث أبو هادي أحد قادة جهاز الاستخبارات التابع لسرايا القدس عن مسيرة الشهيد هايل أبو دحروج قائلاً:« في عام 2004 م  ونظراً لجرأة وكفاءة شهيدنا هايل انضم للعمل ضمن صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ليكون احد جنودها المجهولين وذلك بعد تلقيه عده دورات عسكرية تعلم منها فنون ومهارات القتال, وشارك هايل رحمه الله في الرباط على الثغور وفي العديد من المهام والعمليات الجهادية، وفي عدوان 2008-2009م خاض الشهيد هايل بمفرده اشتباك مسلح مع قوة بحرية خاصة من مسافة صفر على شاطئ بحر النصيرات ليوقع العديد منهم بين قتيل وجريح ».

وأضاف القيادي: « في البدايات الأولى لتشكيل جهاز الاستخبارات والمعلومات العسكري التابع لسرايا القدس عمل شهيدنا في وحدة الرصد والاستطلاع فكان شعلة موقوتة في العمل مما جعل قيادة الجهاز تضع هايل رحمة الله بين عيونها فتم اختياره عام 2012م مسئولا لوحدة الرصد والاستطلاع في لواء الوسطى ليكون قائدا للمهام الصعبة فكان للعدو بالمرصاد في تحركاته ومتابعة أي تقدم له على الحدود مع قطاع غزة , فشارك في معركة البنيان المرصوص في الرصد والاستطلاع وتزويد كل الوحدات المقاتلة في الميدان بتحركات العدو لحظة بلحظة فكان العين الساهرة على راحة أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد الصابر »

  موعد مع الشهادة

قبل استشهاده بأيام قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلته وتضرر جزئياً فكان هايل يجلس في الجانب الذي لم يتضرر وكان على رأس عمله الجهادي فرفض الخروج من البيت إلا شهيداً، وبتاريخ 23/8/2014م من مساء يوم السبت كان شهيدنا هايل أبو دحروج وأسرته على موعد مع الشهادة, بعدما قصفت الطائرات الحربية الصهيونية منزل عائلته المكون من عدة طبقات بثلاثة صواريخ لتحول المنزل لركام وليرتقي الى العلياء بجوار الأنبياء والصديقين والشهداء برفقة زوجته وأبنائه الأطفال عبد الله وهادي وعمته وأصيب والده وعدد من المواطنين.