ستدفع حماس لأحضان إيران

خبر تل أبيب: المصالحة المصريّة القطريّة ستُسهم في إعمار القطاع وتهدئة الجبهة الجنوبيّة

الساعة 08:06 ص|31 ديسمبر 2014

غزة

لم يخرج الإعلام الإسرائيليّ عن أطواره في تغطية تبعات المصالحة بين مصر وقطر برعايةٍ سعوديّةٍ، والتي تلاشت في ضجيج الانتخابات العامّة التي ستُجرى في الـ17 من شهر آذار (مارس) المُقبل، ولكنّ المُحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أشار إلى أنّه في وزارة الخارجية ووزارة الأمن والأجهزة الأمنيّة المختلفة في إسرائيل ينظرون إلى الواقعة بعين الاهتمام، وبحسبه، فإنّ التقدير الأوليّ أنّ المصالحة المصريّة القطريّة ستُسهم في إعمار قطاع غزة وتهدئة الجبهة الجنوبية في الأشهر القريبة القادمة، مُشدّدًا على أنّ قطر هي الراعية الرئيسية لحماس، والخصومة الشديدة التي بينها، أيْ حماس، وبين نظام المُشير عبد الفتّاح السيسي، أدّت إلى تعميق وحل المستنقع الاستراتيجيّ في غزة، من هذه الناحية المصالحة قد تُسهم في الهدوء والاستقرار في الفترة القريبة القادمة، ومن الناحية الأخرى، زادت المصادر السياسيّة والأمنية في تل أبيب قائلةً، بحسب الصحيفة العبريّة، يعرفون في إسرائيل أنّه على المدى البعيد فإنّ الاتفاق من شأنه أنْ يدفع الجناح العسكريّ التابع لحماس، كتائب الشهيد عز الدين القسّام، إلى الحضن الإيرانيّ ويزيد من احتمال وقوع مواجهات أخرى، على حدّ تعبيرها.
وتابع المُحلل العسكريّ هارئيل قائلاً إنّ معظم الجهات الأمنية في إسرائيل تتفق على أنّ السبب الأساسيّ للتدهور في الصيف الماضي كان بالإمكان تحديده قبل سنة، في الأزمة بين حماس ومجموعة الجنرالات التي سيطرت على الحكم في مصر في تموز (يوليو) من العام 2013، فمنذ ذلك الحين قطعت القاهرة الهواء عن القطاع من خلال الهدم الممنهج والشامل للأنفاق وإغلاق معبر رفح إلى جانب الإغلاق الإسرائيلي. وعليه، برأي هارئيل، وجد الغزيون أنفسهم في حصار آخذ في الازدياد، وعندما ازداد سوءً وبعد فشل محاولة تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح كي تصل أموال الرواتب إلى القطاع، بدأ التدهور الذي أدى إلى اندلاع الحرب، على حدّ وصفه.
أمّا فيما يتعلّق بالعلاقات بين حماس وإيران فقال المُحلل الإسرائيليّ إنّ العلاقات بين الطرفين تراجعت بسبب الحرب الأهليّة السورية، حيث قامت حماس بإخلاء مكتبها السياسيّ في دمشق، ويجلس خالد مشعل الآن في الدوحة عاصمة قطر، وقد انتقد النظام السوريّ. وردًا على ذلك، زاد المُحلل، أوقفت إيران إرساليات السلاح لحماس. وفي الأشهر الأخيرة، أردف هارئيل، بدأت تتضّح حلول وسط بين إيران وغزة.
وتابع: الإيرانيون يمتدحون صمود حماس ضد الجيش الإسرائيليّ في الصيف، وتشكر حماس إيران على إرساليات السلاح التي تسلمتها في السابق، كما أنّه في بداية الشهر قام وفد من حماس بزيارة إلى طهران، ولأوّل مرة منذ سنوات، شدّدّا هارئيل، يُمكن التقدير أنّ إيران ستُحاول استئناف تهريب السلاح إلى القطاع. ومثلما في كل مرة ينشط فيها الإيرانيون في المنطقة، فإنّ عودتهم إلى الصورة في غزة لا تُعتبر أمرًا جيّدًا، على حدّ قوله.
من ناحية أخرى، ايلي افيدار، الذي شغل في سنوات الـ 1999-2001 منصب رئيس الممثلية الإسرائيلية في قطر (والتي أغلقت على إثر قطع العلاقات بين الدولتين خلال عملية “الرصاص المصبوب”)، يتوقّع أنّ المصالحة الجديدة فعلاً تضع حماس في ضائقةٍ إستراتيجيّةٍ، لافتًا إلى أنّ حماس سوف تتضرر من هذه المصالحة مع استمرار الضرر الذي لحق بها منذ الجرف الصامد، وبرأيه توقعت قطر أنْ تجعل المساعدات الكبيرة التي قدمتها لحماس منها عرابًا أساسيًا في اتفاق وقف إطلاق النار، لكن القطريين علموا أنّه في حال وافقت كل من مصر والسعودية وإسرائيل على ألّا يكون للقطريين أيّ دور في الموضوع، فإنّ حماس ستنكسر في النهاية وتخضع لإرادتهم.
وأضاف افيدار أنّ رئيس الدائرة السياسيّة في حركة حماس، خالد مشعل، حاول أنْ يصر على إقحام القطريين، ولكن حماس وافقت في النهاية على إبقائهم خارج الصورة. منذ تلك اللحظة، شدّدّ أفيدار، انكسرت هيبة الأمير القطري الشاب، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو لن يغفر ذلك لحماس، على حدّ تعبيره. وتابع أفيدار قائلاً:  القطريون بدئوا بتغيير سياستهم تجاه حماس، والدليل على ذلك، أنّهم قاموا بتخفيض كمية التبرعات، وحماس من ناحيتها تُحاول بأيّ وسيلة مُمكنة إصلاح علاقاتها مع إيران لتعوض فقدان الدخل الكبير، على حدّ تعبيره. وفي مقالٍ تحليليّ نشره في صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة، قال أفيدار إنّ مَنْ أسماهم بالخبراء في الخليج يذهبون إلى أنّه “سيأتي يوم قريبًا وستفقد السعودية صبرها، فتُرسل إلى قطر لواءً من الجنود، كما فعلت في البحرين، رغم احتجاج واشنطن. وحينها ستقف الولايات المتحدّة الأمريكيّة أمام معضلة حقيقيّة، ولكنْ قد يكون ذلك متأخّرًا جدًّا، بحسب أقواله.