خبر رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:45 ص|29 ديسمبر 2014

رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو- هآرتس

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: نتنياهو تولى منصب رئيس الوزراء لثلاث ولايات ولسنوات طويلة ومع ذلك فبدلا من أن يعدد انجازاته يخوض حملة اتخابية سلبية مفادها أن منافسيه اسوأ منه وكأنه لا يزال رئيس المعارضة - المصدر).

 

مرة اخرى يجلس في ستوديوهات التلفزيون ناطقون معروفون بلسان اليمين. ومرة اخرى يُعدلون ربطات أعناقهم، ينظرون الى الكاميرا بعيون مفتوحة، وبلا أي ابتسامة يعدون بالحفاظ على القدس في مواجهة اليسار، يُقسمون بأن "القدس قدسنا الى الأبد"، يطلقون ملاحظة ما عن العدو الخالد أبو مازن، وينصرفون من الاستوديو.

 

ويقود هذه الحملة الهزيلة والمنقطعة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. فنتنياهو يختص في خلق مراكز جدال في الحملات الانتخابية، حسب التخطيط الاستراتيجي، لدرجة أن القول السخيف عن المجنزرات التي سنضطر الى الوصول فيها الى المبكى تبدو كالتقرير عن المستشار الامريكي، الذي يفحص عمق المشاعر، ولكنه يتجاهل جملة المشاكل الحقيقية التي يقف أمامها رئيس الوزراء.

 

لقد تنافس نتنياهو في عدة حملات انتخابية، في بعضها انتصر وفي بعضها هُزم، ولكن بالاجمال، حسب عدد الايام التي تولى فيها المنصب، يمكن الادعاء بأن هدفه تحقق في معظم الحالات. وعلى الرغم من ذلك فانه لا يزال يتوجه الى الجمهور ليس كرئيس الوزراء، بل كرئيس المعارضة، الذي يسعى الى تغيير الحكم. وبطبيعة الحال، فان رئيس الوزراء وشركاءه في الحكم

 

يفترض أن يعرضوا في الحملة سلسلة من الانجازات، بينما رؤساء المعارضة يفترض أن يعرضوا البديل. كل ذلك، ضمن امور اخرى، من خلال حملة سلمية ضد الحكومة التي يسعون الى تغييرها.

 

ولكن رئيس الوزراء الحالي "أخذ" منهم هذا السلاح. وهو يُجري بلا خجل حملة سلبية ضد كل خصومه، هدفها واحد – عرضهم كاسوأ منه. فنتنياهو يطلب من الجمهور في هذه المعركة الانتخابية الثقة المتجددة. ويُخيل أن روح أجزاء واسعة من الجمهور قد ملّته ولهذا فهو يركز على الادعاء بأن هناك اسوأ منه. احيانا يلقي في حديثه بجملة ما عن ثورة في المواصلات، أو عن خطط الخصخصة، ولكن كل قول ايجابي يخطيء الخط الحقيقي لحملته – في أن يعرض باقي المرشحين، بأحزابهم كاسوأ.

 

يمكن أن نفهم ضائقة نتنياهو حين يطلب من الجمهور الثقة المتجددة. ففي الجرف الصامد أظهر السيد أمن ضبطا مثيرا للانطباع للنفس. ولكنه كشف ما سعى اليمين دوما الى اخفائه – قيود القوة. في الساحة الدولية تتلقى اسرائيل ضربات في جبهتين: في الساحة الرسمية معارضة متزايدة من دول في اوروبا وفي العالم للسياسة الاسرائيلية في المناطق، وفي الساحة غير الرسمية – ولا سيما في العالم الاكاديمي – تعاظم الجهود لفرض مقاطعة شاملة على اسرائيل. وحتى وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، تذكر في الدقيقة الـ 91 أن يوضح بأن سياسة حكومته الخارجية كانت فاشلة وهو الآن يراهن على مبادرة تتضمن الجامعة العربية والفلسطينيين.

 

في الساحة الاجتماعية – الاقتصادية الوضع تدهور فقط منذ الاحتجاج الاجتماعي. فالفوارق آخذة في الاتساع، والطبقة الوسطى تتآكل، والشباب الذين يكبرون هنا، يعملون ويتعلمون، يوجد لهم أمل صغير في أن يتمتعوا بالتقاعد في المستقبل وبمأوى في الحاضر.

 

حملة نتنياهو واعية لهذه الاخفاقات، ولهذا فهي تحاول وصف الوضع بتعابير سلبية. "اوروبا لاسامية" – وحُلت المشكلة السياسية؛ "لبيد كان وزير المالية الأكثر فشلا" – ووجد السبب للازمة الاقتصادية – الاجتماعية. صحيح أن جزء من المخاطر التي يصفها نتنياهو هي مخاطر حقيقية. مثلا، تعاظم قوة الاسلام المتطرف. ولكن سياسة أُقعد ولا تفعل شيئا، من جهة، وسياسة الضم والاستيطان، من جهة اخرى، ستزيد فقط شدة المخاطر. يكاد لا يكون هناك سابقة في العالم لرئيس وزراء يتولى مهام منصبه لسنوات عديدة ولا يتنافس في حملة الانتخابات على انجازاته. وخسارة أن تكون هذه السابقة تحصل بالذات عندنا.