خبر نعم، أنا أطالب العالم بالتدخل.. هآرتس

الساعة 09:39 ص|26 ديسمبر 2014

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: سكان المستوطنات صانعو قانون القومية هم الذين يتسببون في السمعة السيئة لاسرائيل - المصدر).

في كل لقاء مع عضوة برلمان اوروبي أو دبلوماسي امريكي أقول إن كل من يعنيه مصير دولة اسرائيل لا يجب أن يعارض المبادرة التي تقرب انهاء الاحتلال. نعم، أنا أعرف أن موقفي يخالف سياسة حكومتي المنتخبة. في كل حوار مع نشيط يهودي من الولايات المتحدة أو صديقة يهودية من بلجيكا، عندما يتم سؤالي عن موقفي حول قانون القومية الذي يقترحه رئيس حكومتي أقول إن هذا قانون غير ديمقراطي الذي يبعد خُمس مواطني اسرائيل عن دولتهم. نعم، أفهم أن اقتراح القانون هذا تؤيده اغلبية اعضاء الكنيست التاسعة عشرة، وهناك احتمالات كبيرة لأن يتم سنه في الكنيست العشرين. في كل لقاء مع نشطاء حقوق الانسان في الخارج عندما يتم سؤالي عن قانون التسلل، أقوم بالتعبير عن موقفي وأقول إن هذا القانون سيء وعنصري ومرفوض. نعم، لا أنسى أن القانون حظي بأغلبية اصوات اعضاء الكنيست الذين شاركوا في التصويت.

كما أشار اسرائيل هرئيل في مقالته "أبناء المكابيين" في "هآرتس" في 18/12،  فقد نشرت مقالة في الآونة الاخيرة على موقع "المونتور" حيث قمت بمدح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على خطابه الهام في المجلس الوطني، الذي أعلن فيه أنه حان الوقت للكف عن لعبة "عملية السلام" ووضع نهاية بالسرعة الممكنة للاحتلال الاسرائيلي. أنا اؤيد الشجعان الاسرائيليين الألف الذين وقعوا على عريضة تطالب البرلمانات الاوروبية بالاعتراف بفلسطين وانقاذ اسرائيل من الاحتلال الحقير. يا ليت مليون اسرائيلي يضيفون توقيعاتهم الى جانب أ. ب يهوشع وعاموس عوز ودافيد غروسمان. ويا ليت الاوروبيين والامريكيين وباقي العالم يسمعون نداء الناس الجيدين والنساء الشجاعات الذين توجهوا اليهم. حيث يشتعل البيت واللهب دخل الى غرفة الاولاد والألم لا يفرق بين أحد وأحد.

طالما أن العرب أو الايرانيين يهددون بالمس باسرائيل إلا أن حكوماتها تركض وراء الأمم. حينما تطلب الولايات المتحدة من اسرائيل تجميد الاستيطان يسارع اليمين الى تجنيد اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة والمتبرعين الانجلوسكسونيين من اجل الاستيطان. يوجد لرئيس الحكومة الاسرائيلية صحيفة يتم تمويلها من اموال إله الرهانات الغريب وزوجته التي هي مهاجرة اسرائيلية. وبناءً على طلب اسرائيل فان الدول المتبرعة وعلى رأسها دول اوروبا تمول الاحتلال منذ عشرين عاما. وحتى عام 1994 تحمل دافع الضرائب الاسرائيلي دفع رواتب المعلمين والشرطة والاطباء في المناطق المحتلة. ومنذ بدلت السلطة الفلسطينية الحكم العسكري قدمت لها الدول المتبرعة أكثر من 100 مليار شيكل. نعم، 100 مليار، ولم أضع صفرا بالخطأ.

يزعم هرئيل أنه لا توجد سابقة لاستدعاء تدخل غريب في الدول الديمقراطية، التي فيها الصحافة حرة، وفيها حرية الانتظام والانتخاب والمحاكم مستقلة. لكن لا يوجد اليوم مثيل لوضع الدولة الديمقراطية فيه تسيطر بالقوة على ملايين البشر وتمنعهم من حرية الحركة وتصادر اراضيهم وتسرق مصادرهم الطبيعية القليلة. النظامان القانونيان المنفصلان القائمين في المناطق هما لا ديمقراطية بالشكل الأكثر سوءً.

المعسكر القومي لهرئيل يؤيد تفوق الأمر الالهي على قوانين الدولة. والاستخدام الذي يقومون به بلغة ديمقراطية هو تهكم شيطاني. اذا كان هناك درسا للعالم الحر من القرن العشرين فهو الاعتراف بأن حقوق الانسان هي قيمة عالمية لا يجب وضعها في أيدي مجتمع ضائع ويقوم باضاعة محيطه القريب. استخدام الوسائل القانونية من اجل إفشال المؤامرة هو أمر ديمقراطي مهم ليس أقل من مبدأ سلطة الاغلبية الذي يلوح به اليمين.

هرئيل وسكان المستوطنات عوفرا ومستوطني سلوان أصحاب قانون القومية ومطاردي من يبحث عن ملجأ، هم اولئك الذين يصنعون سيرة سيئة للدولة. الاسرائيليون الذين يطالبون البرلمانات الاوروبية الاعتراف بفلسطين ويحتجون ضد قانون القومية يذهبون الى ما وراء البحار ويستنكرون بكل لغة قانون التسلل، يدافعون عن بقايا اسم اسرائيل الجيد.