خبر حرروا غزة .. هآرتس

الساعة 09:37 ص|26 ديسمبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

منذ الحرب في الصيف ارتفع عدد الغزيين الذين حاولوا التسلل الى اسرائيل بحثا عن عمل فيها. فاستعدادهم لان يعتقلوا، يصابوا بل وربما يقتلوا بنار الجيش الاسرائيلي يدل على درجة يأسهم. ولا يحق للمجتمع في اسرائيل أن يتجاهل هذا اليأس، وحذار عليه ان يتعاطى معه فقط كمشكلة أمنية حلها فني.

صحيح أن من حاولوا التسلل الى اسرائيل منذ الصيف هم بضع عشرات فقط، ولكن بيأسهم وأزمتهم يمثلون أغلبية سكان الجيب الفلسطيني. نحو 50 في المئة من الغزيين عاطلون عن العمل، نحو 70 في المئة من العائلات تتلقى مساعدات انسانية، ونحو 120 الف شخص هدمت منازلهم ينتظرون اعمارها. الماء في القطاع ليست جديرة بالشرب، وتوريد الكهرباء ينقطع كل يوم لساعات طويلة.

بالوتيرة التي يتم فيها اليوم ادخال المواد الخام للبناء الى القطاع، سيتطلب الامر عقد من الزمان على الاقل لاعمال المباني المدمرة. ولكن حتى لو تسارعت الوتيرة، ستبقى على حالها الحقيقة المركزية: 1.8 مليون من سكان القطاع يكتظون في أرض مساحتها 365 كيلو متر مربع، منقطعين عن باقي العالم وقبل كل شيء عن اخوانهم في الضفة الغربية. وحرمان الغزيين من حقهم في حرية الحركة مسؤول مباشرة عن الاحساس الجماعي بالمذلة، انعدام الغاية واليأس من الحياة.

ليس القطاع كيانا منفصلا، سياديا. سكانه مسجلون في سجل السكان الذي تسيطر عليه اسرائيل وعلى ما يتم ادخاله اليه من تعديلات. ومن خلال منع الحركة والسيطرة على المجال البري، الجوي والبحري، فان اسرائيل تسيطر على اقتصاد القطاع وتملي فقره.

لقد بدأت اسرائيل في سياسة قطع القطاع في بداية التسعينيات، قبل موجات العمليات الانتحاري وقبل وقت طويل من صعود حماس. ولو كان هدف السياسة خلق أمن أكثر للاسرائيليين، فانها فشلت فشلا ذريعا. فهي أضافت بعدا من عدم الاستقرار وعدم اليقين – للفلسطينيين وللاسرائيليين.

شاحنة اخرى وتبرع آخر لن يغير الوضع. على اسرائيل ان تلغي سياسة الاغلاق والقطع للقطاع، وان تعترف بان سكان القطاع هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الذي تتطلع قيادته الرسمية الى أن تقيم له دولة الى جانب اسرائيل.