خبر مازال التي تبصق.. هآرتس

الساعة 12:09 م|25 ديسمبر 2014

بقلم: جدعون ليفي
(المضمون: غزة مغلقة منذ ثماني سنوات أمام الصحافة الاسرائيلية، ممنوع أن نسمح باغلاق الضفة الغربية أمام الصحافة الاسرائيلية - المصدر).
سافرنا في يوم الاثنين الماضي الى قرية إرتاح جنوب طولكرم من اجل احضار قصة اخرى من قصص الاحتلال، التي هي حزينة ومستفزة الى حد كبير. كنا في إرتاح – أنا والمصور اليكس ليباك – ونوينا العودة الى البيت في تل ابيب. وفوجيء الجنود على حاجز 407 من رؤية اسرائيليين يهود يخرجون من طولكرم. أخرجنا بطاقات الصحافة وقلنا لهم إننا نتصرف هكذا منذ أكثر من نصف يوبيل من السنوات، ندخل الى كل مكان في الضفة.
هكذا بدأت المسرحية التي استمرت حتى ساعات المساء المتأخرة: خلال سبع ساعات تم احتجازنا لدى الجيش والشرطة الاسرائيليين. صادر الجنود مفاتيح السيارة والوثائق كي لا نهرب. مُنعنا من الخروج من السيارة ولو للحظة. أحد الجنود الوقحين شعر بالاهانة بدون سبب. وتم استدعاء الشرطة بدون سبب، ولم تسألنا الشرطة عما حدث – وأصبحنا موقوفين.
تم ادخالنا الى "كركل" – وحش حديدي مصفح – وسافرنا لمدة ساعة الى شرطة اريئيل. تحقيق، بصمات، صور من اجل ألبوم المجرمين وإهانات. في الطريق فكرت بالاولاد الفلسطينيين الذين تعتقلهم الشرطة في نفس الوحش الحديدي وما يمر عليهم. قالت الشرطة إننا "موقوفين". وعندما طلبنا الذهاب الى الحمام صرخ الموظف: ممنوع بدون مرافقة. قال المحقق إننا نعرض أمن الدولة للخطر. محطة الشرطة في اريئيل هي مكان يجب التوقف عنده: صورة حاخام على الحائط في غرفة التحقيق، وشخص متدين يتجول في المحطة بحرية ويقدم للشرطة الكعك ويسألهم اذا ما قاموا بالصلاة.
التُهم: الاخلال بأمر القائد العسكري وإهانة جندي. لا يوجد في كتاب القوانين بند حول إهانة الصحفي. وفي الطريق الى اريئيل سمعنا التقرير المختلق الذي جاء من الجيش وبعد ذلك بشكل رسمي على لسان المتحدث في منطقة شاي: بصقنا على الجنود. عودة مازال التي تبصق. في البداية الطيارين "القتلة" (الامر الذي لم يسبق أن كتبته) والآن تهمة "البصق على الجنود" (لم أبصق أبدا). اذا كنا مشتبهين بالبصق فيمكن تصور سهولة اتهام الفلسطينيين باخراج سكين على الحاجز أو تهديد حياة الجنود، قبل أن يتم قتل هذا الفلسطيني أو ذاك.
كان يمكن أن تكون القصة هامشية لولا الروح السيئة في الشرطة والجيش: الصحفيون هم مصدر قلق في افضل الحالات ومصدر معادي في حالات اخرى. قبل بضع سنوات كان يكتب على بطاقة الصحفي: "مطلوب من شرطة اسرائيل مساعدة حامل هذه البطاقة". والشرطة في المناطق لا تتصور أبدا أن تساعد الصحفيين، ومع الجيش تعمل عادة من اجل تشويش عمل الصحفيين. الجيش والشرطة الذين لا يفهمون دورهم ودور الصحافة هم خطر كبير.
القلق المفتعل لمتحدث الجيش حول أمن الصحفيين – الذي يفسر مطلب تنسيق أي دخول الى المناطق أ مع المتحدث – يعبر عن قلة فهم. هناك مهن خطيرة من الواجب القيام بها، ولا توجد صحافة تقوم بدورها "بالتنسيق" مع السلطات. من يطلب التنسيق المسبق يريد التشويش على تغطية ما يفعله الاحتلال. هناك ما يكفي من المراسلين العسكريين الذين ينسقون اعمالهم. والصحافة الاسرائيلية مشبعة بهذا النوع من المراسلين.
إن نية السلطات مكشوفة: اغلاق الضفة الغربية أمام التغطية أو على الأقل تصعيب عمل الصحفيين فيها. غزة مغلقة أمام الصحافة الاسرائيلية منذ ثماني سنوات، وهذه فضيحة بحد ذاتها، والصحفيون خانعون. ممنوع حدوث هذا في الضفة حتى وإن بقي عدد قليل يُظهر ما يحدث هناك.
في المساء تم اطلاق سراحنا، حيث أعادتنا سيارة مصفحة لشرطة اسرائيل الى الحاجز. وملف التحقيق ينتظر القرار. أما القرار الآخر فهو: سنستمر في تغطية ما يفعله الاحتلال.