خبر ومرة أخرى اوشفيتس ورقة نتنياهو.. يديعوت

الساعة 02:00 م|23 ديسمبر 2014

بقلم: زئيف تسحور
(المضمون: هناك طوق واحد فقط يربط الاسرائيليين، وهو الخوف من العدو على الابواب – وحدتنا في ايام حروبنا. وهذا الخوف الذي يوحدنا هو ما ينبغي تغذيته بمثابرة - المصدر).
مرة أخرى امتشق نتنياهو الكارثة من مخزن الشعب المضطهد دوما. ومرة اخرى نحن هدف متطرفي الاسلام، ومرة اخرى العالم قام علينا لابادتنا. أما نحن، القلة قبالة الكثرة، فلم يتبقَ لنا غير الاستعداد، مثل البلماخ الذي أعد في الحرب العالمية الثانية قلعة في الكرمل لتكون متساده قبالة الجيوش الالمانية. وكأنه لم يتغير هنا شيء منذ هتف قبل مئة سنة الكاتب ي. ح. برنر – نحن "الأخيرون على السور".
ان مساعي نتنياهو للربط بين حسابنا مع مرتكبي الكارثة وبين قرار البرلمانات الاوروبية الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم – مدحوضة. فلا يوجد أي عضو في البرلمان الاوروبي يؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية شارك مشاركة فاعلة في الكارثة.
ان استخدام نتنياهو البافلوفي لاوشفيتس في كل مرة يطرح فيها موضوع تقدم المفاوضات للسلام سحق حتى أصبح دقيقا. والمساعي لحشر الكارثة المرة تلو الاخرى في الوعي لا تستهدف عنوان اعضاء البرلمانات والرأي العام الاوروبي. وبالتأكيد لا تستهدف المسلمين في العالم، الذين نصيبهم في الجريمة التي وقعت في اوروبا قبل سبعين سنة هامشي. وذكر الكارثة في سياق الاعتراف بدولة فلسطينية الى جانب القول ان اوروبا نسيت الكارثة يستهدف وعينا.
من غير نتنياهو يعرف بان المجتمع الاسرائيلي منقسم الى جماعات مختلفة، آخذة في الابتعاد الواحدة عن الاخرى وعن حلم "وحدة اسرائيل". وهناك طوق واحد فقط يربط الاسرائيليين، وهو الخوف من العدو على الابواب – وحدتنا في ايام حروبنا. وهذا الخوف الذي يوحدنا هو ما ينبغي تغذيته بمثابرة.
في اثناء حملة الجرف الصامد اكتشفنا أن سلاح الجو الهائل خاصتنا، الذي يسيطر على السماء، لا ينجح في تدمير الانفاق في غزة. خيبة الامل المفاجئة هذه ساهمت في التساؤل بشأن تهديدنا بمهاجمة قواعد النووي في ايران. فهل كان هذا تهديدا عابثا؟ منذ الفشل في غزة قلص نتنياهو وجبات استخدام النووي الايراني كأداة لتغذية الخوف. كما أن استخدام داعش، القاعدة وطالبان لتنمية الخوف اشكالي هو الاخر. فالاصولية الاسلامية تهدد العالم بأسره.
ان التهديد على كل العالم لا يخدم خوفنا الوطني. وتراص الامة يستدعي تمييز أنفسنا عن كل الشعوب لنكون شعبا وحده يسكن، قلة حيال كثرة. وحتى نتنياهو، الخبير في الارهاب العالمي، لا يمكنه أن يعزو الارهاب الاسلامي لاحتياجات اسرائيل وحدها. وبالمقابل، فان الكارثة هي لنا وحدنا، وعليه فانها تلعب دور النجم في خطاباته. واستخدامها يستهدف تذكيرنا باننا الضحية الدائمة. غير أن استخدامها لن يمنع اي برلمان من الاعتراف بدولة فلسطين.
مفارقة التاريخ هي أنه في الخطاب الاوروبي عن الاعتراف بالطلب الفلسطيني لدولة مستقلة تذكر الحجة الصهيونية في مطالبتنا بدولة يهودية مستقلة – حق تقرير المصير للشعوب. لقد كان هذا سببا حاسما لدعم الدول الاوروبية لاقامة دولة اسرائيل. وبصفتنا صهاينة يجدر بنا أن نقف في جبهة المؤيدين لحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم.