خبر نعيش في خلطة.. معاريف

الساعة 01:59 م|23 ديسمبر 2014

بقلم: اسحق بن نير
(المضمون: كل شيء ممكن في الانتخابات القريبة، بما فيها السيناريوهات الاكثر عبثا. لسان الميزان هو لاعب مركزي ولا أحد، بما في ذلك بيبي، مؤكد. الكثيرون يبحثون مرة اخرى عن زعيم قوي، كأنه قوي. فيجدون بينيت - المصدر).
الايام مجنونة ومشوقة. أحد لا يعرف ماذا سيكون وضعه غدا: العمل، غلاء المعيشة، الصحة، الامن، ولكن الجميع يعرفون بان بعد غد انتخابات. واذا لم تترتب لنا غدا حرب قصيرة، كتجسيد للمخاوف التي يلقي بها نتنياهو وشركاؤه علينا، زائد الكارثة، زائد داعش، فاننا (كما يذكر محللنا لشؤون الخلطات) على مسافة 84 يوما عن الانتخابات – وكل شيء ممكن، حتى الامور الاكثر عبثا.
ها هو، مثلا، رئيس الوزراء اللاحق آنف الذكر، تحرر فقط من قيود لبيد ولفني، واذا به يسارع الى مفاجأتنا، وفي توقيت مصادف يفتح قلبه ويعلن عن رفع الحد الادنى للاجور، عن ضريبة القيمة المضافة صفر للمنتجات الغذائية الاساسية، وبالتأكيد سيعلن قريبا عن الغاء الفقر وعن الرحلات المنظمة للتلاميذ ممن كانوا فقراء الى جبل البيت (الحرم). لحظة، ماذا يحصل لكم؟ أهذا افساد انتخابات؟ منذ متى ملزم الواعد في الانتخابات أن يفي بوعده؟
ومثلا حقيقة أن في الانتخابات القادمة ستكون كل الاحزاب بحجم لسان الميزان، اي بين اربعة وعشرين مقعدا. وكيف ستبني ائتلافا بين، لنقل، الحزب العربي الموحد (ض ق م، لهذا الغرض)، حين تحتاج أولا الى لسان أولي يوحد درعي ويشاي (درويش) الى لسان ميزان واحد، يساعد في ربط الكتلتين (العرب، الليكود وبينيت)؟
وكيف ستسمى كتلة اسحق هرتسوغ، لفني، ليبرمان، لبيد، كحلون وميرتس ان لم يكن "يهللكم"؟ هل سينتصر، ينتج حكم تناوبي مع ستة رؤوس وزراء، يبدل في كل شهرين زعيما. سيتعين علينا أن نتكيف مع الخلطات، التحالفات على نمط السياسة الجديدة التي توقعناها.
في هذا الواقع، في نظرة الى الوراء، تتبين لفني، الهدف الحالي للهجمات، كمقاتلة كوماندو خبيرة مع حس دعابة متطور، كفيل وزراء تعوزهم الدعابة مثل كاتس واردان ونائب الوزير صوت أسياده أن يفسره كخطر على أمن اسرائيل وكاهانة لرئيس وزرائهم. فهل "العجز الجنسي" هو الذي أغاظكم؟ اهدأوا يا سادة. احد لم يقصد العجز الجنسي اياه من النوع الحميم، بل عدم القدرة، الارادة والخوف من العمل، في المجال السياسي، الامني، الاقتصادي والتعليمي. فلتسموا هذا "عجز طوعي".
ولكن قبل أن ينتهي الهجوم، بدأوا ينتقدون لفني، بانها أقنعت كيري بتأجيل قبول القرار الفلسطيني في مجلس الامن. والان ماذا يضيرك؟ هل لفني ("فعل لا ينبغي فعله"، "تعمل على المخدرات") حققت ما فشل فيه نتنياهو وشركاه، في نيل التأييد الامريكي، وكل الاحترام لها لمنعها عن اسرائيل اهانة اخرى - أم ربما البيبيان (بيبي وبينيت) بالذات ارادا للاقتراح الفلسطيني أن يقبل فتشردق اسرائيل والعالم وداعش يفزعان؟ وربما ما يغيظهم هو حجة لفني "في ان نتنياهو واليمين لن يكسبا من ذلك في الانتخابات؟".
وعليه، عندما يكون كل شيء على لسان الميزان ولا شيء، بما في ذلك بيبي، ليس مؤكدا، فان الكثيرين يبحثون مرة اخرى عن زعيم قوي. لا يهم يمينا أم يسارا، متدينا أم علمانيا، المهم أن يكون "وكأنه" قوي. من هنا الاندفاع باتجاه عازف الناي بينيت، الذي أنقذنا من كابوس الانفاق وأعاد الى ارواحنا الكراهية المحببة لكل من ليس يهوديا. من أجل الوصول الى الحكم (كما يقدر محللنا)، سيغصبنا بينيت على أن نحبه، بقوة أخلاقية وايمانية قوية. وعندما يحكم، يقزم بيبي، شريكه، الحاخامين، الجيش والديمقراطية. فكروا في هذا، كل الطرق الى الانتخابات.