بالصور الشهيد المجاهد بلال اشنيورة: رجل ليس ككل الرجال

الساعة 08:47 ص|17 ديسمبر 2014

غزة - الإعلام الحربي

كما كل الشهداء الذين نحاول أن نرثيهم بكلماتنا المكبلة بالخجل، ونحاول أن نقترب من وهجهم الساطع بالأمل والثورة فجئت أنت .. يا بلال .. وكما كلهم أتى بذلك الحضور الذي يصعب وصفه  ذلك، انه شهيد وكأجمل ما تكون الشهادة .

الشهيد المجاهد/ بلال فؤاد اشنيورة  (أبو الحسن).

تاريخ الميلاد / 18-8-1989م.

الحالة الاجتماعية / متزوج ورزقه الله بابنتين "رتال وليان".

الرتبة التنظيمية / احد مجاهدي الوحدة الصاروخية .

تاريخ الاستشهاد / 20-7-2014م.

ميلاد الفارس

بزغ فجر الشهيد المجاهد بلال شنيورة في الثامن عشر من أغسطس لعام 1989م في مدينة غزة بمنطقة الشيخ رضوان، وترعرع في كنف أسرة محافظة ملتزمة، تعرف واجبها الديني والأخلاقي والوطني.

بلال ترتيبه الثاني بين إخوانه، وتميز منذ نعومة أظفاره بذكائه الحاد والأخلاق الحسنة الرفيعة وبره لوالديه, ودرس المراحل التعليمة في مدارس الشيخ رضوان وأنهى الثانوية العامة والتحق في جامعة الأزهر بغزة، ليدرس في كلية الطب الطبيعي حيث درس ثلاث سنوات وبعدها انتقل إلى جامعة القدس المفتوحة لدراسة الهندسة الالكترونية.

الشهيد المجاهد بلال  شنيورة يعد مثالاً للشاب المؤدب الملتزم فحافظ على الصلاة والقيام والالتزام بالجلسات الدعوية وقيام الليل فانتمى منذ الصغر لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتزم في مسجد الشهيد هشام حمد في الشيخ رضوان ليكون مثالا للشاب المؤمن المهدب.

وكان بلال مطيعاً وباراً بوالديه، يحب والدته كثيراً و كان يسعى لرضاها وينفذ كل ما تطلبه منه وكان يصل الأرحام والجيران والكل كان يحب بلال بسبب ما تحلى به من أخلاق وصفات حسنة.

يقول أبو حمزة والد الشهيد بلال: "في يوم استشهاد بلال رحمه الله خرجت إلى المسجد لأداء صلاة الظهر ولكن في هذا اليوم شعرت أن بلال سيستشهد وأنا كنت انتظر جثمانه الطاهر والسبب انه قد أتى لي هاتف وقال "لي استعد بلال على موعد مع الشهادة، فعند الساعة السابعة والربع رن الهاتف وقال لي المتصل بأن بلال أصيب في قصف صهيوني استهدفه، فقلت الحمد لله بلال استشهد قال لي لا فقلت له اخبرني بالحقيقة فقال لي اذهب للمستشفى وبتعرف هناك ورجعت للمتصل وقلت له بلال استشهد قال لي صحيح وهو في الثلاجات فأتت العائلة وودعته ومنعتهم من البكاء عليه وجعلتهم يرجعوا لمنازلهم ومنعت الحزن عليه وذهبنا للصلاة للمسجد حمداً وشكراً لله على شهادته في سبيل الله".

وأضاف: "ذهبنا لدفنه فلم نجد مكان لدفن بلال ولم نجد مكاناً فعدنا بجثته وكنا جالسين فإذا بابني حمزة يقول لي علينا أن نرى عائلة الشهيد عثمان أبو حجر وندفن بلال في قبره، فذهبنا لأبو عثمان وقلت له نريد أن ندفن بلال في نفس القبر فوافق وذهبنا لدفن بلال ففتحنا القبر فوجدنا جثة عثمان كما هي، لم تتحلل أبداً وهذا أسعدنا لأنه سيدفن معه".

طوبى لمن يألفون ويؤلفون

أما أبو صبحي خال الشهيد بلال قال: "تميز أبو الحسن بصفات رائعة وحسنة وكان ذكي جداً وعنده النباهة، فكان يعمل معي في صناعة الرخام ومخلص في عمله ونشيط وكان يساعدني في انجاز العمل وكنت اركن عليه في كل شئ".

وتابع أبو صبحي: "الكل يذكر بلال بالخير والمودة والرحمة، لما تركه من أثار طيبة وبصمة واضحة لأفعاله وأعماله، وهذا دليل لصلاح بلال وحسن عمله وهذا دليل إذا أحب الله عبداً أحبه الله فيحبب الله فيه خلقه".

وأردف قائلاً : "أثناء الحرب أتت عائلة بلال عندنا فقلت لزوجة بلال أين بلال قالت لي خرج لعمله الجهادي فشعرت بأن بلال لن يعود بسبب ما كان يحدثني به وانه يحب الشهادة والجهاد وأيقنت انه سيستشهد في هذه الحرب لأني كنت ملامس بلال أكثر من والده".

وأضاف: "ما أكد لي هذا أني شعرت بنسمات هواء باردة في وقت كان الجو وقتها حار والغرف شبه مغلقة وأيضا لاحظت أن هناك فراشة تحط على كتفي في الليل فشعرت أن أجل بلال قد اقترب وفعلا أتى خبر استشهاد بلال وكنت حينها في المسجد واستقبلت الخبر بصدمة كبيرة ولكن حمدت الله وقلنا إنا لله وإنا إليه راجعون وقلت لأهل البيت، بأن يصبروا ويحتسبوا أمرهم لله والأجر عند الصدمة الأولى".

درب الجهاد

انتمى شهيدنا المجاهد بلال شنيورة لخيار الجهاد والمقاومة منذ صغره، وتميز بأخلاقه العالية وحبه المفرط للجهاد في سبيل الله، فاختير شهيدنا ضمن صفوف سرايا القدس ليكون أحد الجنود الميامين والمخلصين لهذا النهج الطاهر المبارك.

وبذل ابو الحسن الغالي والنفيس في سبيل الله وضحى بماله وكل وقته في سبيل الله، ليكون احد فرسان الوحدة الصاروخية لـسرايا القدس بلواء غزة، و ليكون له الشرف في إطلاق العديد من الصواريخ القدسية المباركة وصواريخ الجراد، وكان له دور بارز في عملية ضرب "تل أبيب" في معركة البنيان المرصوص بصواريخ براق.

وترجل الفارس

رحل شهيدنا الفارس بلال شنيورة بتاريخ 20/7/ 2014 في معركة البنيان المرصوص إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني وهو في ساحات الوغى.

وفي آخر لحظات حياته كان يشتاق لأصدقائه الشهداء وكان يتحدث عنهم قبل رحيله بايام، وكان أبرزهم الشهيد المجاهد عثمان أبو حجر، حيث التقيا في قبر واحد لتحتضن ارض فلسطين جثمانهما الطاهران.


بلال اشنيورة
بلال اشنيورة
بلال اشنيورة
بلال اشنيورة
بلال اشنيورة
بلال اشنيورة
بلال اشنيورة